«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.» (يوحنا الأولى 1:4)
نعيش في عصر تتكاثر فيه الفِرق الدينية بسرعة عجيبة. وفي الواقع لا توجد فِرَق جديدة لكن معظمها ما هي إلاّ أشكال مختلفة من الجماعات الهرطقية التي ظهرت في زمن العهد الجديد. جديدة فقط بأسمائها وليس بمعتقداتها.
عندما يطلب إلينا يوحنا أن نمتحن الأرواح، يعني بقوله هذا أننا ينبغي أن نمتحن جميع المعلّمين على ضوء كلمة الله لنعرف أولئك المعلّمين الكذبة. وهذه هي المجالات التي تنفضح فيها عملية التزوير في هذه الفِرق. لا يمكن لأي فرقة أن تنجح هذه الإمتحانات.
تعاليم الكتاب المقدس عن معظم هذه الفِرق مصابة بخطأ قاتل. لا يقبلون الكتاب على أنه كلمة الله المعصومة أو إعلان الله الأخير للإنسان. يُعطون سُلطة متساوية لكتابات زعمائهم. يدعون بأنّهم حصلوا على إعلانات جديدة من الرب ويتباهون «بحق جديد.» ينشرون الكتاب المقدس بترجماتهم التي تحرِّف وتعوِّج الحقائق. يقبلون صوت التقاليد كأنها معادلة للكلمة. يشرحون كلمة الله بالخداع.
معظم الفِرق تعلِّم هرطقات بما يختص بربّنا. ينكرون أنه الله، أو الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس. يمكن أن يعترفوا أنه ابن الله لكن هنا يقصدون أنه غير معادلاً لله الآب. غالباً ما ينكرون أن يسوع هو المسيح، ويعلّمون أن المسيح كان تأثيراً إلهيًّا حل على يسوع الإنسان. وينكرون ناسوت المخلّص الخالي من الخطية.
مجال ثالث تدين به هذه الفِرق يختص بطريق الخلاص. ينكرون أن الخلاص بالنعمة بالإيمان بيسوع المسيح. وكل منهم يعلّم إنجيلاً خاصاً بهم، أي أن الخلاص بالأعمال الصالحة والأخلاق الجيدة.
عندما يقف مناداة هذه الفِرق على أبواب بيوتنا، ماذا ينبغي أن يكون ردّنا؟ لا يترك لنا يوحنا مجالاً للتردّد، «فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.» (يوحنا الثانية 11،10)