البلهاء
بقلم إسعاد يونس ١٣/ ٧/ ٢٠١٢
■ فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الطيب.. تحياتى واحترامى سيدى.. نُجِلُّك ونحترمك ونزهو بك إماماً وسطياً مستنيراً مشرّفاً.. ونتقدم بالاعتذار إليك عن أى محاولة للإقلال من قدرك أو الإساءة إليك.. وأى بادرة لمحاولة تجاهل تشريفك فى أى مكان أو مناسبة.. فأنت إمامنا وشيخ قلعة العلم والنور على مدى التاريخ.. تحمل مسؤولية وشرف رئاسة درة الإسلام فى الدول الإسلامية وجوهرة تاجها المستنير.. وستظل هكذا فى عيوننا.. حلولك فى مكان أو مناسبة شرف للحاضرين القائمين والجالسين والعابرين.. فإن لم يقدروه فهو لعيب فيهم ولا ينقص من قدرك ذرة.. فعذراً سيدى.. سامحنا على ما قد يبدر من بعضنا.
ونناشدك أن تعطى جل اهتمامك لهذه المؤسسة العظيمة.. وتعمل على تنقيتها ممن يخطط لأن يحيد بها عن مسارها العلمى التنويرى.. ويرمى لاحتلالها بأفكاره المعوجة المتخلفة الرجعية.. فهذه المؤسسة أمانة فى عنقك.. نطمئن عليها طالما كنت على رأسها.. ونخاف عليها بعد عمر طويل.. صحيح أننا سنجاهد معك أنت ورجالك الأنقياء فى الذود عنها.. لكننا نخاف.. فحينها لن يفعل هؤلاء إلا هدمها ودك آخر صروح النور الدينى فى مصر.. فكن على حذر سيدى ونحن وراءك.
■ فيفا ليبيا.. تعيش تعيش تعيش.. يكمن السر فى أن معظم المعارضين لنظام القذافى هربوا منها وقضوا السنوات الطوال فى الخارج.. بس أنهى خارج؟؟.. الدول المتقدمة اللى بعد البحر الأبيض.. أعرف بعضها.. وأعلم فيما قضوا وقتهم.. درسوا وتعلموا وعلموا أولادهم تعليم من أبو جد.. وتكافلوا وساعدوا بعضهم البعض وركزوا على تربية دماغ عيالهم.. فغالباً ده كان السبب فى إن التيار الليبرالى ساد الحركة السياسية هناك.. عقبالنا يارب.
■ يور إكسيلانسى سير مجدى يعقوب.. إوعى تكون مفاجأ أو مذعور أو واخد على خاطرك وللا حاجة؟؟.. سلو بلدك بقى وإنت عارفه.. أمال إنت هجيت ليه م الأول؟؟.. ده لولا السلو ده ماكنتش بقيت السير مجدى يعقوب.. كان زمانك لسه قاعد وسطنا تمارس كل أنواع الهطل المفروض علينا الآن.. الواحد يدعى ربنا بس إن محدش م اللى بيهاجموك أو يحاولوا يهدوا المعروف والخير اللى بتعمله لاولاد بلدك إن ربنا يحوجه ويجيلك على ركبه يطلب العلاج من اختبار ربنا ليه.
■ كانت صديقة لزميل عمرى وصديقى الدكتور ماجد فرج.. تحكى عما رأت فى ميدان التحرير من أوتوبيسات شاحنة الناس من أنصار الدكتور «مرسى» من الأقاليم ليحتشدوا هناك من ساعة الإعلان المناور المبكر لنتيجة الانتخابات.. وكل المظاهر المؤسفة التى تتبع ذلك من خناق عالوجبة والمصروف اليومى مما يراه كل المارين والمقيمين هناك ومش سر يعنى.. والتوضيب والتستيف والإيعاز والاستباق وكل الأفلام البورا بوراوى دى.. وذكرتنى هى وماجد بيوم تنحى جمال عبدالناصر بعد النكسة فى ٦٧.. يومها قعد التليفزيون يذيع مارشات عسكرية.. وكنت أنا زئردة صغيرة كده لكن أروبة وفاهمة كل اللى بيحصل.. ماما ــ الله يرحمها ــ قعدت تقول خير اللهم اجعله خير.. حاننطس خبر وحش إيه تانى؟؟..
داحنا لسه مافوقناش م النكسة.. ثم ظهر جمال عبدالناصر فى المشهد المحفور فى ذاكرة الناس وهو يعلن تنحيه عن منصبه والعودة لصفوف الشعب وتحمله لمسؤولية الهزيمة العسكرية والقفا اللى اتلزقناه وقتها.. ثم فاصل سريع من اللطم والصويت.. انقل عينى من التليفزيون لماما.. غالباً كانت وقتها المذيعة اللى على الهوا «همت مصطفى».. بس مش متأكدة.. لكن متأكدة من لطم ماما وبرطمتها: حاتسيبنا وتروح فين؟؟.. ثم فجأة تفتق ذهنها عن فكرة عبقرية.. أنا نازلة.. رايحة فين يا ماما؟؟.. حابعت تلغراف للريس.. فعملت أنا فيها سبع دُكرة ف بعض وقلتلها ما أسيبكيش تنزلى لوحدك.. قفلت على إخواتى الصغيرين ونزلت أنا وهى نجرى فى الشارع.. بيتنا فى شارع إبراهيم باشا يقع على بعد مسافة قصيرة من مكتب تلغراف شارع عدلى.. فوجئنا بناس كتير قوى بيجروا فى الشارع معانا.. طلعت ولا فكرة عبقرية ولا حاجة.. كل الناس نزلت من بيوتها متجهة لخمسة شارع عدلى تبعت تلغراف زينا.. شارع كله بيهرول.. كده كان فات مثلا تلت أو نص ساعة من إلقاء البيان..
فجأة أنوار الشارع كله انطفت.. إحنا ولا همنا وفضلنا نجرى.. كأن أما نجرى وينقطع نفسنا حانرجعه بسرعة.. وصلنا لمكتب التلغراف لقينا النور مقطوع برضه.. تخيل بقى المكتب مليان ناس.. وكله بيلطم ويصوت والنور مقطوع تماماً عن الحى والأبنية وكله.. الناس فى سرعة شديدة ساعدوا بعض وبقوا ينوروا لبعض الكبريت والولاعات عشان يكتبوا نصوص التلغرافات.. ماما قالتلى اكتبى انتى عشان تفتكرى أما تكبرى اللحظة دى.. خدت الورقة والقلم وانبريت بقى.. أكتب وأعبر تعبير درامى بصوت.. لحظة وطنية بقى وكده.. أبى.. أبتى.. بابا.. لا تتركنا.. فنحن نحتاجك يا جمال.. أنت الذى عملت وسويت وكيت كيت.. وأعبر جامد وأتفتف من الزرزرة لحد ما مليت صفحة.. والراجل بينتش منى الورقة زى ما يكون جرس الامتحان ضرب.. خرجنا من المكتب فى الضلمة الكحل دى.. ومفيش خطوتين.. وسمعنا هتاف وهدير منظم بيهجم علينا من كل صوب وحدب.. فتحنا عينينا فى الضلمة.. ولقيت ماما وقفت فاتحة بقها ومبرقة.. قلت أعمل زيها أنا روخرة.. فتحت بقى واذبهليت لحد ما افهم.. أتارى فجأة الشوارع اتردمت بلوارى معبأة بعمال كتير قوى ماسكين يفط قماش مطبوعة بالألوان بعبارات زى «لا تتنحى يا جمال.. عد إلينا.. مصر بدونك مش عارف إيه»..
مافهمتش الأول لكن حافظت على بقى مدلدل لحسن ماما تلاحظ إنى لسه حمارة مش فاهمة.. شوية شوية ابتديت أفهم لما لقيت اللوارى كلها ماشية ورا بعض زى القول ومعبأة بالناس اللى بتهتف هتاف منظم ومسجوع ومتجهة كلها لقصر عابدين.. فضلنا واقفين زى الهبل كده نتابع العدد.. الناس دى اتجمعت إمتى؟؟.. واتعبوا فى لوارى وأتوبيسات إمتى؟؟.. والأتوبيسات ماشية ورا بعضها فى نظام كده إزاى.. واليفط اتقصت واتطبعت إمتى.. والشعارات دى اتنظمت واتكتبت إمتى؟؟.. ومين اللى صرف على ده كله؟؟.. والنور مقطوع عن البلد كلها ليه؟؟.. زريت عينيا فى دهاء وخبث وذكاوة أُحسد عليهم حتى اليوم.. وبصيت لماما.. ولسه حافتح بُقى راحت كاتماه بإيدها وجرتنى من قفايا من غير كلام.. ما هو الكلام وقتها كان بالقطارة وفى البيت بس وغالباً فى الحمام، لحسن حد يسمع.. دخلنا البيت فماما ابتدت تقلع الجزمة.. توجست شراً.. أنا عملت إيه؟؟.. شكلى حالبس فردة ف وشى ولا إيه؟؟.. وراحت قاعدة عالأرض تبرطم فى ذهول.. تانى؟؟.. بنتلطخ على قفانا تانى؟؟..
جلست بجوارها وأنا أؤمّن على كلامها.. فعلاً فعلاً.. إحنا بنتلطخ على قفانا كتير اليومين دول.. قال يعنى فاهمة وببادلها الحوار وكده.. ابتدت تعيد السيناريو وتقول إيه التمثيلية اللى اتعملت علينا دى؟؟.. لأ وهو يكلف زكريا محيى الدين بإدارة شؤون البلاد، وزكريا يطلع يعتذر فالكورة اللى هى إحنا ترجع فى ملعب عبدالناصر تانى.. وإحنا ينطفى علينا النور تحسباً للفوضى (ما كانش فيه موبايلات ونت ساعتها) والعمال مجموعة م المصانع بأوامر من الاتحاد الاشتراكى، واليفط جاهزة وكله متحضر ومدروس.. وإحنا وكل الناس ننزل من بيوتنا ف عز الضلمة ونبعت تلغرافات.. قال ثورجية قوى بروح أهالينا.. داحنا هُبل هَبل.. من ساعتها وأنا بسأل نفسى.. كان هبل لحظى؟؟.. ولا متأصل فى الجينات؟؟
بقلم إسعاد يونس ١٣/ ٧/ ٢٠١٢
■ فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الطيب.. تحياتى واحترامى سيدى.. نُجِلُّك ونحترمك ونزهو بك إماماً وسطياً مستنيراً مشرّفاً.. ونتقدم بالاعتذار إليك عن أى محاولة للإقلال من قدرك أو الإساءة إليك.. وأى بادرة لمحاولة تجاهل تشريفك فى أى مكان أو مناسبة.. فأنت إمامنا وشيخ قلعة العلم والنور على مدى التاريخ.. تحمل مسؤولية وشرف رئاسة درة الإسلام فى الدول الإسلامية وجوهرة تاجها المستنير.. وستظل هكذا فى عيوننا.. حلولك فى مكان أو مناسبة شرف للحاضرين القائمين والجالسين والعابرين.. فإن لم يقدروه فهو لعيب فيهم ولا ينقص من قدرك ذرة.. فعذراً سيدى.. سامحنا على ما قد يبدر من بعضنا.
ونناشدك أن تعطى جل اهتمامك لهذه المؤسسة العظيمة.. وتعمل على تنقيتها ممن يخطط لأن يحيد بها عن مسارها العلمى التنويرى.. ويرمى لاحتلالها بأفكاره المعوجة المتخلفة الرجعية.. فهذه المؤسسة أمانة فى عنقك.. نطمئن عليها طالما كنت على رأسها.. ونخاف عليها بعد عمر طويل.. صحيح أننا سنجاهد معك أنت ورجالك الأنقياء فى الذود عنها.. لكننا نخاف.. فحينها لن يفعل هؤلاء إلا هدمها ودك آخر صروح النور الدينى فى مصر.. فكن على حذر سيدى ونحن وراءك.
■ فيفا ليبيا.. تعيش تعيش تعيش.. يكمن السر فى أن معظم المعارضين لنظام القذافى هربوا منها وقضوا السنوات الطوال فى الخارج.. بس أنهى خارج؟؟.. الدول المتقدمة اللى بعد البحر الأبيض.. أعرف بعضها.. وأعلم فيما قضوا وقتهم.. درسوا وتعلموا وعلموا أولادهم تعليم من أبو جد.. وتكافلوا وساعدوا بعضهم البعض وركزوا على تربية دماغ عيالهم.. فغالباً ده كان السبب فى إن التيار الليبرالى ساد الحركة السياسية هناك.. عقبالنا يارب.
■ يور إكسيلانسى سير مجدى يعقوب.. إوعى تكون مفاجأ أو مذعور أو واخد على خاطرك وللا حاجة؟؟.. سلو بلدك بقى وإنت عارفه.. أمال إنت هجيت ليه م الأول؟؟.. ده لولا السلو ده ماكنتش بقيت السير مجدى يعقوب.. كان زمانك لسه قاعد وسطنا تمارس كل أنواع الهطل المفروض علينا الآن.. الواحد يدعى ربنا بس إن محدش م اللى بيهاجموك أو يحاولوا يهدوا المعروف والخير اللى بتعمله لاولاد بلدك إن ربنا يحوجه ويجيلك على ركبه يطلب العلاج من اختبار ربنا ليه.
■ كانت صديقة لزميل عمرى وصديقى الدكتور ماجد فرج.. تحكى عما رأت فى ميدان التحرير من أوتوبيسات شاحنة الناس من أنصار الدكتور «مرسى» من الأقاليم ليحتشدوا هناك من ساعة الإعلان المناور المبكر لنتيجة الانتخابات.. وكل المظاهر المؤسفة التى تتبع ذلك من خناق عالوجبة والمصروف اليومى مما يراه كل المارين والمقيمين هناك ومش سر يعنى.. والتوضيب والتستيف والإيعاز والاستباق وكل الأفلام البورا بوراوى دى.. وذكرتنى هى وماجد بيوم تنحى جمال عبدالناصر بعد النكسة فى ٦٧.. يومها قعد التليفزيون يذيع مارشات عسكرية.. وكنت أنا زئردة صغيرة كده لكن أروبة وفاهمة كل اللى بيحصل.. ماما ــ الله يرحمها ــ قعدت تقول خير اللهم اجعله خير.. حاننطس خبر وحش إيه تانى؟؟..
داحنا لسه مافوقناش م النكسة.. ثم ظهر جمال عبدالناصر فى المشهد المحفور فى ذاكرة الناس وهو يعلن تنحيه عن منصبه والعودة لصفوف الشعب وتحمله لمسؤولية الهزيمة العسكرية والقفا اللى اتلزقناه وقتها.. ثم فاصل سريع من اللطم والصويت.. انقل عينى من التليفزيون لماما.. غالباً كانت وقتها المذيعة اللى على الهوا «همت مصطفى».. بس مش متأكدة.. لكن متأكدة من لطم ماما وبرطمتها: حاتسيبنا وتروح فين؟؟.. ثم فجأة تفتق ذهنها عن فكرة عبقرية.. أنا نازلة.. رايحة فين يا ماما؟؟.. حابعت تلغراف للريس.. فعملت أنا فيها سبع دُكرة ف بعض وقلتلها ما أسيبكيش تنزلى لوحدك.. قفلت على إخواتى الصغيرين ونزلت أنا وهى نجرى فى الشارع.. بيتنا فى شارع إبراهيم باشا يقع على بعد مسافة قصيرة من مكتب تلغراف شارع عدلى.. فوجئنا بناس كتير قوى بيجروا فى الشارع معانا.. طلعت ولا فكرة عبقرية ولا حاجة.. كل الناس نزلت من بيوتها متجهة لخمسة شارع عدلى تبعت تلغراف زينا.. شارع كله بيهرول.. كده كان فات مثلا تلت أو نص ساعة من إلقاء البيان..
فجأة أنوار الشارع كله انطفت.. إحنا ولا همنا وفضلنا نجرى.. كأن أما نجرى وينقطع نفسنا حانرجعه بسرعة.. وصلنا لمكتب التلغراف لقينا النور مقطوع برضه.. تخيل بقى المكتب مليان ناس.. وكله بيلطم ويصوت والنور مقطوع تماماً عن الحى والأبنية وكله.. الناس فى سرعة شديدة ساعدوا بعض وبقوا ينوروا لبعض الكبريت والولاعات عشان يكتبوا نصوص التلغرافات.. ماما قالتلى اكتبى انتى عشان تفتكرى أما تكبرى اللحظة دى.. خدت الورقة والقلم وانبريت بقى.. أكتب وأعبر تعبير درامى بصوت.. لحظة وطنية بقى وكده.. أبى.. أبتى.. بابا.. لا تتركنا.. فنحن نحتاجك يا جمال.. أنت الذى عملت وسويت وكيت كيت.. وأعبر جامد وأتفتف من الزرزرة لحد ما مليت صفحة.. والراجل بينتش منى الورقة زى ما يكون جرس الامتحان ضرب.. خرجنا من المكتب فى الضلمة الكحل دى.. ومفيش خطوتين.. وسمعنا هتاف وهدير منظم بيهجم علينا من كل صوب وحدب.. فتحنا عينينا فى الضلمة.. ولقيت ماما وقفت فاتحة بقها ومبرقة.. قلت أعمل زيها أنا روخرة.. فتحت بقى واذبهليت لحد ما افهم.. أتارى فجأة الشوارع اتردمت بلوارى معبأة بعمال كتير قوى ماسكين يفط قماش مطبوعة بالألوان بعبارات زى «لا تتنحى يا جمال.. عد إلينا.. مصر بدونك مش عارف إيه»..
مافهمتش الأول لكن حافظت على بقى مدلدل لحسن ماما تلاحظ إنى لسه حمارة مش فاهمة.. شوية شوية ابتديت أفهم لما لقيت اللوارى كلها ماشية ورا بعض زى القول ومعبأة بالناس اللى بتهتف هتاف منظم ومسجوع ومتجهة كلها لقصر عابدين.. فضلنا واقفين زى الهبل كده نتابع العدد.. الناس دى اتجمعت إمتى؟؟.. واتعبوا فى لوارى وأتوبيسات إمتى؟؟.. والأتوبيسات ماشية ورا بعضها فى نظام كده إزاى.. واليفط اتقصت واتطبعت إمتى.. والشعارات دى اتنظمت واتكتبت إمتى؟؟.. ومين اللى صرف على ده كله؟؟.. والنور مقطوع عن البلد كلها ليه؟؟.. زريت عينيا فى دهاء وخبث وذكاوة أُحسد عليهم حتى اليوم.. وبصيت لماما.. ولسه حافتح بُقى راحت كاتماه بإيدها وجرتنى من قفايا من غير كلام.. ما هو الكلام وقتها كان بالقطارة وفى البيت بس وغالباً فى الحمام، لحسن حد يسمع.. دخلنا البيت فماما ابتدت تقلع الجزمة.. توجست شراً.. أنا عملت إيه؟؟.. شكلى حالبس فردة ف وشى ولا إيه؟؟.. وراحت قاعدة عالأرض تبرطم فى ذهول.. تانى؟؟.. بنتلطخ على قفانا تانى؟؟..
جلست بجوارها وأنا أؤمّن على كلامها.. فعلاً فعلاً.. إحنا بنتلطخ على قفانا كتير اليومين دول.. قال يعنى فاهمة وببادلها الحوار وكده.. ابتدت تعيد السيناريو وتقول إيه التمثيلية اللى اتعملت علينا دى؟؟.. لأ وهو يكلف زكريا محيى الدين بإدارة شؤون البلاد، وزكريا يطلع يعتذر فالكورة اللى هى إحنا ترجع فى ملعب عبدالناصر تانى.. وإحنا ينطفى علينا النور تحسباً للفوضى (ما كانش فيه موبايلات ونت ساعتها) والعمال مجموعة م المصانع بأوامر من الاتحاد الاشتراكى، واليفط جاهزة وكله متحضر ومدروس.. وإحنا وكل الناس ننزل من بيوتنا ف عز الضلمة ونبعت تلغرافات.. قال ثورجية قوى بروح أهالينا.. داحنا هُبل هَبل.. من ساعتها وأنا بسأل نفسى.. كان هبل لحظى؟؟.. ولا متأصل فى الجينات؟؟