هل تتذكر آخر مرة اضطررت فيها لقول "نعم" على طلب لم تكن حقا ترغب فى تلبيته (وان اظهرت العكس) ؟
هل تذكر كيف انتهى بك الأمر غاضب على نفسك وناقم على صاحب الطلب فى داخلك
وجائز انك قلت لنفسك "فى المرة القادمة لن اقبل هذا الأمر" , ولكنك مرة تلو الأخرى تعجز_عند المواجهة_ عن الرفض ويتنهى بك الأمر اكثر غضبا وحنقاً !
او قد تقول لنفسك "سأقبل لأنه بحاجة إلىً وهذه هى الخدمة المسيحية الحقيقية" وعلى الرغم من هذا لا تحصل على "الفرح" كثمر بل على ضيق داخلى !
قبل كل شيئ ,انت بحاجة لمعرفة الأتى :
اولا :
الإزعان الدائم لمطالب الآخرين وعدم مقدرتك على قول لا سيؤدى الى الأتى :
1-عدم سيطرتك على مجريات امور حياتك , فأنت تنتقل مجبرا من تنفيذ هذا الطلب لذاك ,لم تعد تملك زمام الأمور ,وبالتالى :
2-الشعور بالغضب والحنق على نفسك وعلى من عجزت ان قول له "لا" لأنك مُنتهك الحدود , مسلوب الإرادة , ومنقاد تحت سيطرتهم وطوع طلباتهم
3-الشعور بإنك مُستغل ومُستهلك
4-التورط فى فعل اشياء لا تحب ان تفعلها ولا تتحمل عبئ القيام بها (او حتى لا تشعر ناحيتها بالإرتياح)
5-ادراكك بعد فوات الأوان انك لم تكن تريد , او ليس لديك الوقت ولا الطاقة الكافيين لتنفيذ ما وعدت به
6-عدم توفر الوقت ولا الخيار لك لتعيش الحياة التى تريديها وتوجه حياتك كيفما تحب
7-استمرارك فى قول نعم فى مواقف لا تريد فيها حتى يفيض بك الكيل, وعندها تخرج كلمة "لا" بشكل غير لطيف وجارح حقا (اغلبنا مر بلحظات الإنفجار تلك)
8-قد تلجأ للكذب المبين للتملص مما وعدت به او اختراع اعزار واهية , وبالتالى شعورك بمشاعر سلبية كالجبن والذنب والندم والضيق والخجل من النفس ....
وكان بإمكانك تجنب كل هذا من البداية اذا قلت "لا" بصراحة ووضوح
و على الرغم انه يبدو ظاهرياً ان كلمة "لا" يسهل قولها , ولكن معظمنا يجد صعوبة بالغة فى قولها لسبب او اكثر من الآتى :
ثانيا :
اسباب عجزك عن قول "لا" :
1-الإعتقاد ان كلمة "لا" تمثل رد فعل فظ وعنيف (اغلبنا نشأ فى اسر تستاء من كلمة لا وتضعها فى بند "العيب" او "عدم الطاعة")
2-إحساسك بالذنب اذا رفضت طلب احدهم , لإعتقادك ان هذا يُصنف على انه لا مبالاه بشعور الآخري المحتاجيبن لك ولا يليق بك كمسيحى حقيقى
3-الخوف من رد فعلهم عليك, من رفض او هجر او فقدان الحب
4- عدم الرغبة فى مضايقة او جرح مشاعر الآخرين عند قولك "لا"
5-الخوف من نفوذ السائل وسلطته عليك
6-البرمجة على الإتجاه لقول كلمة "نعم" "ربنا يسهل" اذا لم يكن لديك رد قاطع او تشوش حول ما يُطلب منك
7-استجابتك لضغوطهم وابتزازهم العاطفى , او المناورة والحيل الملتوية لجعلك تشعر بالذنب اذا رفضت
يتبع
ثالثا :
بعض مبادئ الحدود
1-انت لست مسئول عن تلبية جميع رغبات واحتياجات الآخرين,والإشارة ليست فقط على من يحاول استغلالك ,بل حتى من لديهم احتياج حقيقى, فقد تكون انت فى ذلك الوقت غير قادر على تلبية طلبهم او القيام بتضحيات لأسباب تخصك انت, فقولك "لا" لا يعنى ابدا انك شخص "غير محب" او "غير مبالى" او "جارح" بل يعنى بكل بساطة وبدون شخصنة انك غير قادر على تلبية هذا الطلب فى ذلك الوقت, فإذا ابتدئوا بلومك اوتحميلك مسئولية لا تخصك, فهذه مشكلتهم وليست مشكلتك
2-إن وضع الحدود لمطالبهم الغير منتهية ليست انانية بل حماية لذاتك من الآنهاك والإنتهاك كى تقدر على العطاء بحرية وفرح فيما بعد
3-العقل والجسم يستطيعان تحمُل قدر معيًن من الضغوط , والعمل لصالح الآخرين _دون توقف وعن اضطرار_يؤثر بالسلب على صحتك النفسية والجسمية
4-نتائج ومخاطر رفضك لطلباتهم ليست مخيفة ولا جسيمة بالقدر الذى تتصوره ,فقول "لا" لن يفسد نظام الكون ولن يجعل من يحبونك حقا يكرهوك او يرفضوك
5-لا تخشى من جرحك لهم بقول "لا" فهذه حدودك وعليهم تقبلها , فالسيد المسيح عندما قابل الشخص الغنى كان يعلم انه سيمضى حزيناً , وكان بإمكانه المراوغة قليلا لتغيير رد فعله , الا انه لم يفعل وقال له الحق بدون تجميل, فلا يمكنك انت ايضا تزيين حدودك , انت لا تريد ان تلبى هذا الطلب فقل "لا" مباشرة
6-الضرر الذى يترتب على قولك "نعم" عن "اضطرار" يؤثر عليك بدرجة اكبر من تأثير رفضك عليهم اذا قلت لهم "لا"
7-لا تخشى من الرفض , فهؤلاء الذين يحبونك حقا سيتقبلون رفضك وحدودك, اما الذين لا يحترمون حدودك ولا يرضيهم سوى استسلامك لرغباتهم فبهذا يصرحون بعدم حبهم لك
8-ان كنت تخشى فقدان صديق او شريك لأنه لا يتقبل رفضك ,فهذا يعنى ان الشيئ الوحيد الذى تفعله هو استسلامك له , فهل هذه تُعد علاقة ؟! انت تحتاج لإعادة النظر فى تلك العلاقة ,ووضع حدود صريحة, فربما قولك "لا" يكشف لك انك بالفعل متروك من هذا الشخص منذ زمن طويل !!
يتبع
رابعا :
اعرف حدودك الشخصية
ان المعيار الحقيقى لحاجتك لقول "لا" هو معرفة حدودك ,والتى تختلف من شخص لآخر , فأحدهم قد يتحمل 4 طلبات وبينما انت لا تتحمل سوى طلب واحد
لابد ان تعرف عن نفسك الآتى :
1-كم الضغوط والمشاكل والطلبات التى تستطيع تحملها دون ان تشعر انك تُستنزف ؟
2-الى متى تستطيع الإستمرار فى صداقات من جانب واحد تكون انت فيها الطرف الذى يعطى دائما ؟
3-ما هى الطلبات التى لا تشعر ناحيتها بالإرتياح ؟
4-متى تنفذ قدرتك على الإحتمال ؟
5-الوقت المتاح امامك
-اى رد فعل سلبى منك "لماذا وافقت على هذا الطلب ؟" "لا اريد ان يتم استغلالى بهذه الصورة" "لو عدت بالزمن لما وافقت" وخاصة "شعورك بالغضب" هذ مؤشر واضح على تخطى حدودك
احيانا ينبغى ان تقع فى ورطة قبل ان تتعلم الدرس
ولكن عليك ان تبدأ فى الممارسة والتدريب من الآن حتى تستطيع استحضار كلمة "لا" عند الحاجة اليها.
قد تتلعثم احياناً, ولكن لا تقسو على نفسك, فكلمة "نعم" التى اعتدت عليها سوف ينطق بها لسانك مرة اخرى عند لحطة ما ,ولكنك ستكون مستعدا لقول "لا" بعد ذلك, لأن قول "لا" يخلصك من كثير من توترات ومشاكل الحياة
يتبع
خامسا :
دروس وأفكار في شكل مختصر،تساعدك على قول "لا"
1-لا تتسرع فى الرد , وقبل ان تجيب ب "نعم"على اى شخص, عليك معرفة تفاصيل الطلب المقدم اليك و التفكير بترو فيه, وتسأل نفسك الأسئلة الآتية :
-هل لدي وقت كافِ؟
-هل تلك المهمة تفوق قدراتى او خبرتى ؟
-هل سأشعر بالعبء الثقيل لتنفيذ ذلك الطلب ؟
-هل سأشعر بالضيق من نفسى ؟
-هل سأشعر بالإستياء من الطالب ؟
-هل انا موافق عن اضطرار خوفا من غضب السائل او احراجه ؟
-هل سأشعر بإنى قد خُدعت ؟
-ما الشيئ الذى سأضطر إلى تركه لتنفيذ ذلك الطلب ؟
-ما الذى سأكسبه جراء تنفيذ هذا الفعل ؟
2-احيانا تشعر انه لا مفر من القبول , كما لو انه ليس امامك خيار آخر , ولكن تذكر ان الخيار فى يدك دائما قبل ان تقطع عهدا لأحدهم.
3-أولى التجارب دائما هى الأصعب, تحلى بالشجاعة وابدأ بالتمرن على رفض بعض الطلبات البسيطة التى لا ترغب فى تلبيتها ,فأول كلمة "لا" تقولها لأحدهم تجعل عمليات الرفض التالية أكثر سهولة
4- اذا قررت ان ترفض طلبا فكلمة "لا" وحدها كافية، أما التفسيرات المطولة فإنها تفتح المجال واسعاً أمام الجدال، وسوء الفهم، أو تأذن بتكرار الطلب مرة أخرى
5-لا تغلف كلمة "لا" بكذبة, ولا تبطنها بأعذار واهية, فهذا يؤدى الى نتائج عكسية
6-القليل أفضل، فكلما قلت الأعذار التي تبديها، زادت قوة الرسالة، بعبارة أخرى، أغلق فمك
7-لست ملتزم بالإعتذار عن عدم تلبية رغبات الآخرين
8-احذر العبارات والأشخاص الذين يفترضون خضوعك لهم, لا تسمح لنفسك ان تلعب هذا الدور
9-اكتسابك سمعة بأنك شخص يمكن للجميع الاعتماد عليه، ليس من الإطراء في شيء بل يجعلك هدفاً لهؤلاء الذين يريدون إخضاع الآخرين لرغباتهم
10-إذا كنت معروفا بالقدرة على أداء العديد من المهام في وقت واحد أو فعل كل شيء على أحسن وجه، فدمر هذه الأسطورة، فعندما يبرز نجمك كشخص ناجح في أداء جميع الأشياء، سوف تكثر طلبات الآخرين منك
11-توقع ما سوف يطلب منك قدر ما استطعت؛ فالتفكير في المواقف المحتلمة قبل وقوعها
12-يمكنك من اتخاذ القرار بشأن ما ترغب في فعله وما قد تفوض أمره إلى شخص آخر
13-الموافقة على ما يطلبه الآخرون لن يجعلك أكثر ظرفاً
14-الحماس والرغبة في تقديم يد العون أمر عظيم إذا لم يتجاوز الحدود، ولكن لا تبالغ
15-لن تستطيع إشباع كل حاجات الآخرين، فلا تحاول
16-حلل كل طلب بحرص لتتأكد من انه لا ينطوي على رشوة أو تملق أو استفزاز أو تهديد.
17-اعلم انك تستطيع قول "لا" وتظل إنساناً محبوباً ومؤدياً لواجباته والتزاماته
18-قل "لا" بقناعة. انظر إلى الطرف الآخر في عينيه لكي يعرف أنك تعني ما تقول، ولكي يوقن أن توسلاته وضغوطه لن تجدي نفعاً
19-ذكر نفسك يومياً بأن من حقك قول "لا" وإنها تحررك
منقووول