عنوان غريب , فمن منا يشتاق لضعفة ليطلبه ؟
تلك الاوقات التي اعتصر فيها الالم كل ما فينا
و لم يشفق علي قلوبنا الضعيفة و لا حتي عقولنا المجهدة
الاوقات التي تغطت فيها اجسادنا و ارواحنا بالجروح
و عجزنا كل العجز عن ايقاف النزيف
عندما تمنينا الموت
نعم تمنيناه احياناً و تمنينا لو لم نجئ الي هذه الحياة
فالالم كان اعظم من ان يُحتمل و لم يكن لنا امل في الشفاء
عندما انتهي الحب , و خسرنا الاصدقاء
و تعرضنا للهجر و الخيانة بل و حتي السخرية و الاستهزاء
و ليست جراحاتهم فقط ما تؤلمنا و تسيطر علي تفكيرنا
و تؤكد ضعفنا القاتل
و لكن ايضاً الرغبات و الامنيات المستحيلة
و احلامنا التي نعرف انها لن تزور ارض الواقع ابداً
و احتياجاتنا الغير مشبعة
و ذكريات الماضي التي تمنينا لو لم نعيشه يوماً
نعم كرهت ضعفي
فدفعت بنفسي الي اقصي الحدود
فلن تغلبني الالام و لن تحطم نفسيتي الاحلام
فنتسامي عن الكثير و نتجاهل الاكثر
و نخدع انفسنا حول البقية
فما يهم حقاً ان نظل اقوياء , ان نتوقف عن البكاء
و نغادر ارض الشقاء التي لم نختبر فيها الا العناء
و اليوم لم تعد تحمينا تلك الاسوار الحجرية التي تحيط بنا
فقد تحجرت القلوب ذاتها و لم تعد بحاجة الي حماية خارجية
فالالم ما زال موجوداً و لكنه كمن يحفر بأيدي عارية في الصخر
عاجز عن الوصول الينا و اقتحام مدينتنا
و اعلم ان الكثيرين قد يحسدون الاخرين علي ذلك الوضع
و لكن صبراً يجب ان تعرف اولاً الثمن
فليس الالم وحده من لا يجد فيا اليوم مكان
و لكن ايضاً الفرح و السعادة و السلام
فقط صمت عميق يقبع في الظلام , يعجز عن وصفه الكلام
حتي الحياة يا صغيري اكتشفت انها ليست الدم الذي يسري في الشريان
فهو مازال يسري و لكني اعلم انها غادرتني منذ ذلك الزمان
حينما لم يعد للضعف فيا مكان