في دير " فاتوبيذي " في الجبل المقدس أثوس في دهليز كنيسة القديس ديمتريوس
الصالوني المتوفي سنة 306 م أيقونة العذراء المطعونة . فأبطأ مرة الشماس
القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة و أتى إلى المائدة بعد الجميع
طالباً غذاءه فأبى وكيل المؤونة أن يعطيه منبهاً إياه على وجوب الحضور في
الوقت المخصص لا عندما يخطر بالبال . فانفعل الشماس و عاد إلى الكنيسة و
لفظ في حالة الهذيان أمام الأيقونة هذه الكلمات المؤلمة : ( يا والدة الإله
! حتى متى أخدمك ! إني أتعب و أتعب و ليس لدي شيء حتى كسرة خبز تشدد قواي
المنهوكة ) .
قال هذا و انتضى السكين الذي يكشط به الشمع عن
المصابيح و طعن بها خدها الأيمن فنفذ النسيج المصور عليه و اصفر في الحال
رسم العذراء و فار الدم من الجرح و سقط الطاعن و عمي و يبست يده و استرخت
أعضاؤه و ارتعش ارتعاش قايين القاتل .
صلى رئيس الدير بحرارة من أجله فأعلن له الصفح بعد ثلاثة أعوام و لا يزال
أثر الدم و الجرح على الأيقونة . قبل وفاة الجاني ظهرت له العذراء الفائقة
القداسة و افرحته بالعفو عنه و لكن أنذرته بأن يده الجسورة لابد أن يُحكم
عليها في مجيء المسيح دياناً و منحته الصفح و الرحمة فأبصر و عاد يعقل أما
يده فبقيت يابسة حتى مماته و لما كشفت بقاياه بعد ثلاثة أعوام من دفنه على
عادة رهبان جبل أثوس صعق منظره الراعب جميع الأخوة لأن أعضاء هذا الراهب
الدفين كانت كلها نيرة و عليها علامة الرحمة الإلهية أما يده الجسيرة التي
لمست الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية و سوداء حتى هذه اللحظة . و تعرض
أحياناً على الزائرين في صندوق تحت الأيقونة العجائبية تذكيراً لهم
بالأعجوبة و إرشاداً لهم و تعليماً
منقووول