يسيء معظم الشبان فهم البنات التي من طبعها المرح والضحك
، حيث يعتقد البعض أنها سهلة المنال وقليلة الحذر
فيما يتعلق بالعلاقات مع الاشواقالآخر، وكثير من الأحيان يسبب هذا الشيء إهانة كبيرة للفتاة من هذه النوعية، حيث أن التنبؤ الخاطئ عن الأشخاص يسبب لهم الألم والإساءة. فالتلقائية وعدم التكلف تحتاج إلى فهم خاص من الشباب لكي لا تكون الفتاة مساءلة وتدفع ثمنها غاليا.
إن العلاقات بين الجنسين تحتاج إلى عمق وسعة إدراك لكي لا تختلط الأوراق
، وتسبب الحرج في الكثير من المواقف، فقد اعترف بعض الشبان أن الفتاة التي تتصف بخفة الدم وحرية التعبير تعطي انطباعا للرجل أنها تعيش مساحة من الحرية التي تجعله يقتنص الفرصة ويحاول أن يرمي بصنارته لكي يصطادها. حيث أن الصفة التي توصم بها هي أنها خفيفة وسهلة المنال، ولكن هل هذا الأمر صحيح؟ وهل يجب أن يصر الشاب على التمسك بهذه الافتراضات أم يحتاج الأمر إلى وعي أكبر وتفسير صحيح لهذه الطبيعة؟
إن الشاب هو ضحية ثقافة المجتمع الذي ما يزال يصر على أن الضحك والمرح لا يليق بالفتاة المحتشمة العاقلة، وتدعم هذا الفكر الأمثال الشعبية المتوارثة التي تعتبر أن المرأة التي تضحك حتى ولو في حدود المعقول هي مدانة ويقول المثل الشعبي (المرأة التي يظهر نابها، الحق بها ولا تهابها)، وهذا ما يعطي الفرصةللشاب حتى يستمر في النظرة التي تسيء الحكم عليها. ولكن ماذا لو كانت هذه الفتاة ابنتك أو أختك؟ هل تقبل أن يحكم عليها بهذا المعيار؟ أم أنك ستجد لها مبررا لكونها تمت لك بصلة ولكونك تعرف أخلاقها الجيدة وعدم مساومتها على الفضائل التي تتمتع بها!
إذا يحتاج الشبان ان يكونو أكثر عمقا في تفسير الأمور والحكم على الأشياء بنظرة عادلة وإيجابية، ولا مانع من إبداء بعض الملاحظات لبعض الفتيات اللواتي يفرطن في المزاح والضحك وخصوصا في أماكن العمل أو الأجواء الرسمية، وذلك لكي لا يساء فهمهن، وان لا يحكموا عليها بالسوء لمجرد هذه الطبيعة المرحة والتلقائية التي تعكس أحيانا نوايا صادقة نحو الآخرين والثقة بهم لدرجة عدم توخي الحرص في التعامل معهم.