شخصيه بهرت العالم 60717_10151222846451056_1170926054_n

رغم كونه الطفل السابع ( آخر العنقود ) ومع ذلك كان أبوه يسيء معاملته بشدة حتى إن
ه ضربه بالسياط في الشارع على مرأى ومسمع من الجيران في مدينة ميلانر بولاية أوهايو الأمريكية

لكن الله الذي لا ينسى أحد ، عوضه بأم فاضلة أدركت بحاسة الأمومة إن مستقبل هذا الطفل سيكون عظيما لأنه كان دائم التفكير .

وعندما بلغ ال7 من عمره أصيب بحمى قرمزية ، كان من مشاكلها إصابته بصمم
جزئي ، لهذا طرده المدرس من المدرسة بعد 3 شهور ، فقد شك في قواه العقلية
وقدرته على الدراسة ، لكن الأم الحنون المؤمنة بابنها أجابته ( إن ابني
يحمل فوق كتفيه رأسا فيها من الذكاء أكثر مما في رأسك ورؤوس كل المدرسين ) ،
قررت الأم أن تترك عملها كمدرسة وتتفرغ للعناية بطفلها توماس ، ساعدته على
القراءة ، علمته الجغرافيا ، عاونته في تنمية مهاراته

عندما بلغ
ال13 من عمره ، بدأ يبحث عن عمل ، فمنحته أمه قطعة أرض ليزرعها ، فزرعها
وباع منتجاتها بالمدينة ، كما عمل كبائع للصحف حتى يستطيع أن يوفر ثمن
تذكرة القطار للذهاب إلى المدينة ، كان أول معمل يعمل فيه هو عبارة عن عربة
قطار قديمة جعلها معملا لتجاربه ، لكن حدث أن اشتعلت النار في العربة وهو
يجري إحدى تجاربه ، فصفعه مفتش القطار صفعة قوية سببت له صمما كاملا بقية
حياته

كالعادة لم يستسلم توماس لعاهة الصمم ، بل قال ( لقد منحني
الصمم فرصة للتفرغ والقراءة والابتعاد عن الضوضاء والثرثرة ، أعطاني القدرة
على التركيز ، جنبني أن أسمع ما لا يفيد تفرغ توماس لتجاربه ، حقق ابتكارا
طالما داعب خيال الانسان ، فقد ابتكر الفونوجراف ، أما أهم اختراع له فهو
الكهرباء ، فقد اخترع المصباح الكهربائي ، ووضع نظاما لتوزيع الكهرباء جعل
من الممكن استخدام الكهرباء في المنازل ، اتهمه الناس بالجنون في أول الأمر
، ثم توالت الاختراعات ، المولدات الكهربية ، كاميرات السينما .

ساهم في اختراع التليفون والميكروفون والتلغراف والآلات الكاتبة ، حتى أصبح من أهم المخترعين ، وقدم للبشرية أكثر من 1000 اختراع .

لكنه قط لم ينس فضل أمه ، فقد قال يوما ( لقد كان من الممكن أن يتغير مجرى
حياتي لو لم تكن تلك المرأة أمي ، فلولاها لما وُجدت ، دونها ما تعلمت ،
بفضلها أصبحت ما أصبحت ، هي صانعتي ومدرستي وملهمتي ، من أجلها عملت ونجحت
وعشت وقدمت لها وللإنسانية عصارة فكري وكفاحي لكن حياته لم تكن بتلك
البساطة التي تقرأ بها قصته يا قارئي العزيز ، ففي عام 1914 احترقت معامله
بكل معداته وآلاته وصور اختراعاته مرة واحدة ، قدرت الخسائر بمليونين من
الدولارات ( وهو مبلغ مهول في ذلك الزمان ) ، ماذا فعل يا ترى ؟ وقف أمام
حطام آماله في اليوم التالي ، قال ( هذه كارثة حقا ، لكنها لا تخلو من نفع ،
فقد التهم الحريق جهدي ومالي ولكنه خلصني أيضا من أخطائي ، شكرا لله ، نحن
نستطيع أن نبدأ من جديد بدون أخطاء هذا هو الطفل الغبي البليد كما وصفه
أبوه ، هذا هو الذي شك المدرس في قواه العقلية ،

هذا هو توماس
أديسون ( 1847 1931 ) العالم الأمريكي الذي بدد الظلام باختراعه للمصباح
الكهربائي ، لم يستسلم قط لليأس ، بل جعل من اليأس أملا ومن الليل فجرا ومن
الظلام نورا أضاء للبشرية كلهامن أشهر مقولاته التي تندهش أن يكون هو
قائلها ( العبقرية 1% وحي وإلهام ، و 99 % عمل وعرق وجهد .
_ _
ولنا إيمان أن الرب يخلصنا من كل ضيقة ولا يمكن لأى قوة أن تؤثر على تعزيتنا.