"باخوميوس" قائمقام المرحلة الانتقالية
بالكنيسة يعود لخلوته بعد قيادة سفينتها بحكمة الفلاسفة..أساقفة:ربان حكيم
يهتم بنبض الشارع..وكنسيون: أشبه بالحكماء الأسطوريين..والعلمانيون:رجل
وطنى قاد مرحلة خطيرة



الإثنين، 29 أكتوبر 2012 - 01:02





باخوميوس" قائمقام المرحلة الانتقالية بالكنيسة يعود لخلوته بعد قيادة سفينتها بحكمة الفلاسفة..أساقفة:ر S3201222215641
الأنبا باخوميوس

كتب مايكل فارس





باخوميوس" قائمقام المرحلة الانتقالية بالكنيسة يعود لخلوته بعد قيادة سفينتها بحكمة الفلاسفة..أساقفة:ر Igoogle
أيام قلائل ويعود الأنبا باخوميوس القائقمام البطريركى، إلى
مطرانيته بالبحيرة تاركاً تاريخ مشرف لمنصب "القائمقام"، كما فعل سلفة
الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشأة، القائمقام إبان نياحة- وفاة- البابا
كيرلس السادس، والذى رفض أن يكون بطريركاً وأصدر بياناً فى 25 إبريل 1971
أعلن فيه أعتذاره عن المضى فى ترشيح نفسه بطريركا على الكرسى البابوى.

وفى 18 إبريل الماضى اختار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية
بالإجماع الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا، رسمياً،
ليتولى منصب قائمقام البطريرك، وبين إبريل "أنطونيوس"، وإبريل "باخوميوس"
اختلفت السنون وبقى اسم شهر يجمع تاريخ منصب "القائمقام" فى عصر الكنيسة
الحديث، نفس الدعوات التى وجهت للأول ليترشح على منصب البطريرك وجهت
للثانى، ولكنهما رفضا الترشح وفضلا سلامة الكنيسة، ومرت سبعة أشهر يقود
الكنيسة فى منعطفات كادت تؤدى لانقسام الكنيسة لولا تحلية بالحكمة والقوة.

واجه "باخوميوس" عدداً من الأزمات، أشدها وطأة صراع داخلى بين أساقفة
وأجنحة عاتية تلقى بظلالها على القواعد الحاكمة فى إدارة الكنيسة، خاصة فى
ظل ترشح أساقفة كبار على منصب "البابوية"، وكان مجرد التفكير فى خروجهم من
قائمة الترشح أشبة بالخيال، إلا أن حكمة الرجل قادت الكنيسة حيثما وجهتة
لصالح الكنيسة وسلامتها بعيداً عن صراعات مستقبلية.

وكشفت فترة "القائمقام"، أثناء الانتخابات البابوية، اختلاف الرؤى بين
الأساقفة والرهبان حول ترشح الأساقفة لمنصب البطريرك، المؤيديون والمعارضون
جميعهم أصدروا بيانات للمجمع المقدس وللإعلام، لينكشف الستار حول حقيقة"
ترشح الأسقف لمنصب البطريرك"، والذى لم تحسمه الكنيسة حتى الآن فرغم أن
المجمع المقدس استقر بإيجازة ترشح الأساقفة إلا أن رؤى المخالفين لازالت
كما هى دون تغير.

وأزمات عاتية هبت على رياح "المقر البابوى" من الناخبين فى الانتخابات
البابوية، ورفع عدد منهم دعاوى قضائية لبطلان الانتخابات بل بطلان تعيين
"القائمقام" نفسه، وأزمات مع الدولة فى ظل صعود التيارات الإسلامية لسدة
الحكم، وسيطرتهم على اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، الأمر الذى أنذر
بمخاوف قبطية تجاة حقوق الأقباط فى الدستور، وأيضا زيادة التوترات الطائفية
فى عدد من المناطق والاعتداء على بعض الكنائس وتهجير أسر قبطية، عطفا على
مطالب العلمانيين بتغير لائحة انتخاب البطريرك ورؤاهم الخاصة بإعادة هيكلة
الكنيسة إدرايا وماليا.

فى كل تلك الأزمات استطاع القائمقام احتواءها دون دخول فى صراع مع الأساقفة
أو الدولة أو الناخبين وحتى العلمانيين، احتضنهم جميعا، والذين رفعوا
دعاوى قضائية تنازلوا عنها، والعلمانيين الذين ظلوا ردحاً من الزمن خارج
عباءة الكنيسة، يحتضنهم باخوميوس مجدداً ويلتقى بهم داخل أروقة المقر
البابوى، ليخرجوا مؤيدين لسياستة بل خرج البعض يطالبة بالترشح للكرسى
البطريركى.

وفى 18 نوفمبر، القادم سيتم تجليس البابا 118 على الكرسى المرقسى، ليعود
"باخوميوس" لأسقفيتة بالبحيرة بعد أن قاد الكنيسة فى مرحلة حرجة وجنبها
صراعات الأساقفة والدولة والناخبين والعلمانيين على السواء.

وعن هذا الرجل الفريد قالت جورجيت قلينى، عضو مجلس الشعب الأسبق وعضو لجنة
الترشيحات البابوية، إن الأنبا باخوميوس قاد الكنيسة بحكمة بالغة وهدوء
وديمقراطية وحب، وكان يجمع بين الهدوء والقوة ولدية المقدرة على المواجهة
بحكمة وإدارته للجنة الترشيحات كانت بديمقراطية مطلقة.

وأضافت "قلينى"، أنه حضر اجتماعات لجنة الترشحيات البابوية ولجان الطعون
والناخبين التى كانت جميعها تحت إشرافة، ولجنة الترشيحات التى ضمت 9 أساقفة
و9 أراخنة لم يفرق بين أسقف وعلمانى أو حتى امرأة، قائلة:" أنا أول امرأة
تحضر جلسات بالمجمع المقدس ولجان الترشيح فى تاريخ الكنيسة، وأعطانى حقى فى
الكلمة بالتساوى مع الجميع وكذلك فى الاستماع لكل مقترحاتى"، مضيفة أنه
يفكر فى كل رأى وينفذ رأى الأغلبية حتى لو كان مخالفا لرأية الشخصى، إضافة
لإدارته إيبارشيته فى البحيرة فى نفس الوقت، وقام خلال تولية منصب
القائمقام البطريركى، برسامة 100 قسيس و30 قمصاً، وفتح ثلاث كنائس، ورسامة
رهبان وراهبات.

المستشار منصف سليمان، ممثل الكنيسة باللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، يرى
أن الأنبا باخوميوس قاد الكنيسة فى ظروف حزينة ودقيقة جدا بحكمة ومحبة
وحقق نجاحا مزهلا، فقد واجه صعاب لا يستطيع أن يتخيلها أحد ولكنة قاد سفينة
الكنيسة دون أن يصدمها بمنتهى القوة والصلابة والمحبة.

وأضاف سليمان، خلال تولية منصب القائمقام وجدت فيه أنه من أعظم الرجال
وأشجعهم واتقاهم وأكثرهم وطنية، فلا يمر حادث إلا ويكون لة رد فعل فورى
وعندما ظهر الفيلم المسىء للرسول أصدر بياناً مباشرة برفض الفيلم والقائمين
عليه، وعاش مع نبض الشارع القبطى لحظة بلحظة، واتسم ببعد نظره وحكمته.

واستطرد سليمان، خلال توليه اجتماعات لجنة الترشيحات البابوية، كان يتمتع
بروحانية وتجرد منقطع النظير ودائما ما يقول:" إحنا لازم نتصرف بضمير صالح
ولانخالف ضمائرنا"، فمصلحة الكنيسة كانت الأولى والأخيرة بالنسبة له،ولا
يخشى فى الحق لومة لائم، فهو من أعظم الرجال الذين قادوا الكنيسة.

الأنبا بيمين، أسقف نقادة وقوص، أكد أنه كان يضع نصب عينيه وحدانية الكنيسة
وسلامها، وأنه رجل يخاف الله ويلتجئ إليه فى كل أزمة أو ضيقة ودائما فى
لقاءاته يبدأ بالصلاة وكلمة روحية ليؤكد على سلامة الكنيسة، وقام بادراج
صوم ثلاثة أيام قبيل الانتخابات ليجعل الشعب كله يصلى ليختار الله الراعى
الصالح للكنيسة، فهو ربان ماهر، ويهتم بنبض الشارع قبل كل شىء، قائلاً:"
دائما قبيل أن يسألنى عن رأيى الشخصى تجاه موضوع يسألنى عن رأى الشارع
القبطى".

القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية، قال:" من خلال قربى منه رأيت أنه
رجل صلاة روحانى قاد السفينة باقتدار شديد، واستطاع أن يستوعب كل الناس
بقلبة الكبير، فى تلك الفترة الحساسة فى الكنيسة، وقد اختاره الله لتلك
الفترة ليعبر بها بر الأمان فى جو ملئ بالأمواج الصعبة.

الأنبا يوحنا قلته، النائب البطريركى بالكنيسة الكاثوليك، قال:" جلست بين
يدى الأنبا باخوميوس عدة مرات فى مظهرة وهيبته وشيخوخته يذكرنى بالقديسين
العظام، أمثال الأنبا أنطونيوس والبابا أثناسيوس والبابا كيرلس، ورغم
الشيخوخة واللحية الطويلة البيضاء، فأنه يحمل بريقاً فى عينيه، ورغم جلال
هيبته، يحمل تواضعاًَ عميقاً حقيقياً، وأما حديثى وحوارى معه، فأشبه ما
يكون بحوارى مع الحكماء الكبار واللاهوتيين المتعمقين أصحاب الرؤى، فهو
يوجز فى نظرى تاريخ كنيسة الشهداء، صوت خفيض وحركات متزنة وروحانية تتدفق
فى كلماته".

صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، أكد أن الله وقف مع ذلك
الرجل فيكفى أن المرشحين للكرسى البابوى كانوا كثيرين وتم اختيار خمسة
مرشحيين دون أدنى صدام يذكر أو انقسام أو مشكلات، فالله أعطاه الحكمة
لقيادة الكنيسة فى تلك الفترة باقتدار.

مدحت بشاى، الكاتب وعضو التيار العلمانى فى مصر، أكد على مواقف الأنبا
باخوميوس الوطنية والسريعة فى مواجهة الأزمات خلال تولية قيادة الكنيسة فى
ظل منعطف خطير مرت به، وضرب مثالاً، ببيانه تجاه الفيلم المسىء للرسول
وصياغته البديعة وخروجه للرأى العام بسرعة، إضافة لمواقفه الإيجابية تجاه
كل ما يمس أمن الوطن، فقد أبدى الأنبا باخوميوس تعجبه من تصريح اللواء أبو
بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد
المسيحيين فى مصر 5 ملايين و130 ألفاً، وتساءل الأنبا باخوميوس ساخرا:" هل
هذه إحصاءات أقباط شبرا أو مصر؟ وما مدى حقيقة هذه الأرقام؟، مطالبا بتقديم
إحصاءات مفصلة لعدد المسيحيين فى كل محافظة للرد عليها وتوضيح المعلومات
المغلوطة، مضيفا أن هذه التصريحات غير محسوبة وليس من الحكمة تفتيت الوطن
بتقديم معلومات غير موثقة، ويمكن الرد عليها إذا ما تقدم بإحصاءات تفصيلية
عن المحافظات المختلفة وعن قرار النائب العام المصرى بوضع 9 من أقباط
المهجر بينهم القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة التابعة إدارياً له،
علق قائلا: "إذا ثبت تورطه فى الفيلم سيعاقب كنسياً"
اليوم السابع