يسوع محامي الدفاع
وقفت في جلسة المحكمة الأخيرة أمام القاضي، ووقف المدعي العام
الشيطان وتكلّم مطوّلا عن خطايا حياتي، واختتم بصوت عال:
"هذا الإنسان مصيره جهنّم، وأظن أن الأمر واضح". ثم أتى دور محامي الدفاع، وهو الموكّل بالدفاع عنّي، وطلب أن يتكّلم، فاعترض الشيطان، لكن القاضي رفض الإعتراض وطلب من محامي الدفاع أن يتقدّم. تقدم برهبة وثقة، وخُيِّل إليّ أني أعرفه. تفرّست في وجهه، وأذ هو المخلّص يسوع
المسيح. فخفق قلبي فرحاً. اقترب المحامي من منصّة القاضي
فحّياه قائلاً: "مرحبا يا أبي"، ثم التفت الى قاعة المحامي
وقال: "لقد قال الشيطان الحقيقة عندما برهن أن هذا الانسان
أخطأ كثيراً في حياته. وعقاب الخطيئة هو الموت، لذلك يجب أن
يلقى هذا الرجل عقابه". ثم أخذ نَفَساً عميقاً والتفت الى
القاضي ومدّ يديه وقال: "لكنني متُّ على الصليب كي يحصل هذا الانسان
على الخلاص، ولذا فهو لي لا لغيري. اسمه مكتوب عندي في كتاب الحياة،
ولا يستطيع أحدٌ أن يمحيه. وهذا أمرٌ لا يستطيع الشيطان أن
يفهمه. فهذا الرجل ليس بحاجة الى العدل بل الى الرحمة".
ثم جلس يسوع وارتاح قليلاً وقال للقاضي: "لا يمكن أن أعمل أكثر من ذلك من أجل هذا الرجل، لقد عملتُ كل شيء".
ثم ضرب القاضي بالمطرقة على الطاولة، وفتح فاه وقال: "هذا الرجل بريء، لقد دُفعَ دينُه. أغلقَت القضيّة".
عندئذ أخذني
المخلص بيدي، وأخرجني من قاعة المحكمة. سمعتُ وأنا أخرج من
القاعة الشيطان يقول: "لقد خسرتٌه، لكني سأربح المتهم القادم". وبعد أن
دلّني يسوع على طريق الحياة، سألته: "هل سبق لك وخسرتَ قضيّةً أمام الشيطان؟"، فابتسم وقال: "كلُّ انسان طلب مني أن أتوكّّل الدفاع عنه حصل على ما حصلتَ أنت عليه".