بالفيديو.. «الأهلي» يرسم بسمة في اليوم «الضلمه» Ahly-22




أيمن بدره

رسم نجوم الأهلي البسمة علي شفاه المصريين في يوم حزين .. فازا
بكأس أفريقيا وعادوا إلي مونديال الأندية في اليابان بعد أن عاشوا الألم
لحادثين مأسويين تعرضت لهما بلدهم راح ضحيتهما 62 منهم 51 طفلا.



حقق الأهلي فوزا تاريخا علي الترجي في قلب العاصمة التونسية .. شهد ستاد
رادس تفوقا فنيا وتهديفيا أنهي اللقاء لصالحة 2/ 1 أحرز له محمد ناجي جدو
ووليد سليمان وجاء هدف الترجي بقدم الكاميروني جوزيف نانيج.



وكان الفريق التونسي قد تعادل في مباراة الذهاب 1/1 ..وكانت فرصته كبيرة
في الحصول علي الاحتفاظ بالبطولة التي كان يحمل لقبها ..ولكن نادي القرن
في القارة السمراء لم يرد إلا أن يؤكد تفوقه في أحلك الظروف التي يمر بها
منذ أكثر من مئة عام.


أمام حوالي 30 ألف متفرج في ستاد رادس ــ كانوا نموذج في التشجيع ــ حصل
علي الكأس الأفريقية الغالية بقيادة مصرية من حسام البدري والذي كتب شهادة
تفوقه ورد علي كل من كانوا ينتقدوه ويقارنون بينه وبين مانويل جوزيه
..ولكنة دخل سجل المدربين الكبار بهذا النصر الكبير.


كان الحكم المغربي بوشعيب الأحرش من العناصر التي ضبطت إيقاع المباراة وفرض شخصيته عليها.



لماذا كان الفوز إعجازًا؟

لم يشهد النادي المصري صاحب الجماهيرية والشعبية في تاريخه الطويل ما
تعرض له من مصائب وكوارث في هذا العام ..فقد فقد في أول فبراير 72 من
مشجعيه في أكبر فاجعة في الملاعب المصرية والعربية.





وبعدها كاد لاعبوه يهلكون في صراع علي السلطة صاحب الانقلاب العسكري في
مالي وهم موجودين هناك ..وافتقد تشجيع جماهيره طوال مشواره ..بل أنه وصل به
الحال إلي أنه أصبح يهرب من روابط الالتراس التي كانت تهاجم المران
..وتهتف ضد لاعبيه ومدربيه.


ولم يشهد الأهلي في تاريخه أزمة مالية خانقة كالتي عاشها هذا العام حتى أن كل لاعبيه لهم متأخرات مادية.



كل هذه الأحداث الكارثية هي التي جعلت من مجرد وصوله إلي النهائي إنجاز ..وفوزه بالكأس الأفريقي بفوز وعرض رائعين يعد إعجاز.



على طريق الفوز من أول لحظة..



أظهر الأهلي القدرة علي تعديل سوء الحظ الذي لازمه في المباراة الأولي
..والتي كان متفوقا فيها ميدانيا وأقرب إلي الفوز ..ولكنه أضاع الفرص
السهلة للتهديف ودخلت مرماه الفرصة النادرة ليخرج بنتيجة مرعبة ..والتي
قربت الترجي من الكأس.





دخل الأهلي لقاء العودة في رادس بنفس التفوق الميداني المعتمد علي
مهارات لاعبيه التي يتفوق بها علي لاعبي الترجي ..وأيضا وضح أن حسام البدري
وضع التصور الدقيق والمحكم للمباراة وعدل من التشكيل الذي لعب به في لقاء
الذهاب حيث دفع بوليد سليمان جهة اليسار مع أحمد شديد قناوي ولم يشرك محمد
أبو تريكه من البداية ..واستمر التفوق حتى النهاية بفضل الروح المعنوية
العالية ..والتنفيذ الدقيق للخطة التي بدأت بفرض السيطرة علي وسط الملعب.





قيادة غالي وهدف جدو..



لعب حسام غالي الدور العظيم في أن يجعل خط الوسط ومنطقة المناورة ..دعم
الهجوم فكان الوصل إلي مرمي معز بن شريفية الذي عاني من كثرة الهجمات
..وكادت شباكه تهتز مرات ومرات من بداية اللقاء لولا التسرع في إنهاء
الهجمات التي لاحت لمحمد ناجي جدو ..والسيد حمدي وعبد الله السعيد.





وفي مقابل الالتحام القوي من دفاع الترجي وليد الهشري وخليل شمام ومحمد
بن منصور ..وشاكر الزواوي ..ولكن الهجوم الأهلاوي تمكن من الإفلات من هذه
الحالة ولم يدخل في دوامة العنف ..وتمكن من الإمساك بالكرة والتمرير الدقيق
في كل إرجاء الملعب إلا في الثلث الهجومي الأخير علي مدي أكثر من النصف
ساعة الأولى.





وفي الدقيقة 44 وبعد سلسلة من الاختراقات من الجانبين كانت الهجمة
المثمرة المفرحة من انطلاقة للسيد حمدي من جهة اليسار ويراوغ الدفاع ويمر
من الهشري الذي حاول أن يوقفه فلم يفلج ولعبها أرضية إلي جدو ليسددها بثقة
وهدوء كان مفقود لتكون الهدف الأول الذي أعاد الأهلي للبطولة ..وحصد أول
ثمار تفوقه.





انتهت صلاحية خطة معلول..



ورغم أن نبيل معلول فاجأ الجميع بإشراك النجم الخطير يوسف المساكني الذي
كان غائبا بعد العليمة الجراحية التي أجراها قبل لقاء الذهاب إلا أن دفاع
الأهلي نجح في عزله تماما في جهة اليسار كما أنه لم يكن في حالته وقطع
الخطوط بينه وبين جوزيف نيانج برقابة تبادلية من وائل جمعة ومحمد نجيب فلم
يسمحا له أن يكون محطة تنطلق منها الهجمات التونسية.





ولم يفلح هجوم الترجي في تهديد مرمى إكرامي إلا مرتين فقط في الشوط
الأول ..وكان شريف أكرامي لها بالمرصاد ..استمر تألقه وأضفي الثقة علي
زملاءه في الشوط الثاني حينما حاول الترجي التعويض فتصدي لأكثر من فرصه
تحمل ملامح الخطورة ..ولا يسأل عن الهدف الوحيد الذي دخل مرماه لأن خالد
العياري انطلق من جهة اليسار في الدقيقة 85 من دون رقابة بعد أن أصيب وليد
سليمان وافلت من شديد قناوي ولعبها لنيانج فلم يجد صعوبة في تحويلها داخل
الشباك.





دفع معلول بإيهاب ألمساكني بدلا من كريم العواضي لعله يستعيد السيطرة في
ظل ظروف صعبة كان يعانيها نتيجة غياب 3 من لاعبيه المميزين ولم ينجح في أن
يحد من هجوم الأهلي الذي لم يلجأ للدفاع ويحاول الحفاظ علي الهدف الذي
تقدم به ..ووضح ذلك من التغيرات التي أجراها البدري حيث أشرك أبو تريكة
بدلا من السيد حمدي ودومنيك بدلا من وليد سليمان بعد 6 دقائق فقط من الهدف
الذي أحرزه وعز به فوزه بعد أن راوغ الدفاع ومرر الكرة من فوق رأس الهشري
وسددها في شباك بن شريفية.





وكان أمام أبو تريكة الفرصة لإحراز هدف ثالث حينما احتسب الحكم المغربي
بو شعيب الاحرش ركلة جزاء في الدقيقة 89 بشجاعة نادرة نتيجة عرقلة دومنيك
من بن شريفية ..وجاءت مشاركة رامي ربيعة لتأمين الأوضاع والخروج بالفوز
الكبير والتاريخي والنادر والمعجزة.. والـتأهل لمونديال الأندية.