رسالة من الاخوان المسلمين الى هيلارى كلينتون
انضم إلى صفحتنا على الفيس بوك
وتابع الأخبار لحظة بلحظة
تعقيبًا على تصريحات هيلاري كلينتون بشأن الاتصال بالإخوان المسلمين، أقول: جاءت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بعبارة استئناف "الاتصال المحدود بالإخوان" وهو ما يوحي عن عمد بوجود اتصالات سابقة!؛ الأمر الذي لا أصل له من الصحة، فلم تسبق أية اتصالات بين الطرفين لا قبل سقوط النظام ولا بعده وحتى الآن.
* لا نتفهم معنى الاتصال المحدود بالإخوان الذي تتحدث عنه كلينتون، ولكن نتفهم حوارًا مفتوحًا حول العلاقات المصرية الأمريكية وليست العلاقات الإخوانية الأمريكية، إذ لا يوجد لدينا أجندة قضايا أو مصالح إخوانية نحتاج إلى مناقشتها مع الإدارة الأمريكية, ولكن نحتاج من الإدارة الأمريكية أن تراجع طبيعة علاقتها بمصر، والتي كانت مبنية في السابق على التبعية والسماح بالتدخل في الشأن المصري الداخلي مباشرة عبر المساعدات, واعتمدت على العلاقة الخاصة مع نظام الحكم المستبد، ودعم بقائه مقابل رعاية المصالح الأمريكية وفي القلب منها مصالح الكيان الصهيوني، وهو ما نرفض استمراره.
وفي المقابل نرحب بعلاقات قائمة على الندية والاحترام المتبادل، واحترام الخصوصية والمصالح المشتركة للشعبين المصري والأمريكي، واحترام حقوق الإنسان أيًّا كان جنسيته، وهي علاقات لا يمكن فصلها عن المواقف الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية، والتي تسببت في حالة الكراهية ضد الأمريكان؛ بسبب الاحتلال للعراق وأفغانستان؛ وبسبب الانحياز الأعمى لمواقف الكيان الصهيوني ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
* لا ننسى ونحن نستمع لتصريحات كلينتون حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات أن الإدارة الأمريكية هي مَن كانت تنسق مع النظام المصري السابق وتعطيه الضوء الأخضر والغطاء الدولي لكلِّ صور البطش والقمع للخصوم السياسيين، والتزوير للانتخابات، والتجاهل للحقوق السياسية والمدنية للأغلبية، فضلاً عن الأقلية، وأن انحيازها للثورة المصرية جاء بعد رجحان ميزان القوى على الأرض لصالح الثورة والثوار.
* إن تتحدث كلينتون عن احترامها للخريطة السياسية المصرية بمكوناتها (وفيها الإخوان المسلمون والقوى الإسلامية) طالما لا تتبنى العنف، فمن المؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت طوال العقود الماضية تعرف أن الإخوان المسلمين يرفضون العنف، ويسعون للتغيير السلمي، ومع ذلك فقد وافقت الإدارة الأمريكية ونسقت مع النظام السابق لاستمرار سياسة الإقصاء والقمع والبطش بالإخوان المسلمين، وبمناسبة القبول بالخريطة السياسية المصرية الجديدة فإننا نطالب الإدارة الأمريكية أن تتوقف عن التدخل للتأثير على هذه الخريطة، ومحاولة تشكيلها، وصناعة الاستقطاب في الساحة المصرية من خلال دعم مادي وسياسي لقوى وأحزاب بعينها، تحت ستار برامج دعم التحول الديمقراطي، وبهدف مواجهة التيار الإسلامي، فإننا نريد تعددية مصرية معبرة عن التيارات والتوجهات كافة، بشرط أن تبقى صناعة مصرية خالصة.
* أخيرًا: لسنا رافضين للحوار مع الإدارة الأمريكية ولا متلهفين عليه, فالمهم هو قواعد هذا الحوار وموضوعه ومدى جديته، ومدى ارتباطه بمصالح الشعب المصري، ويبقى السؤال الرئيسي وهو: هل الإدارة الأمريكية على استعداد إلى الوصول لمصالحها من خلال تبني علاقة صحيحة وعادلة مع شعوب المنطقة بعد أن كانت تبني علاقتها فقط مع أنظمة دكتاتورية فاسدة لفظتها شعوبها، ولن تقبل بعودتها مرة ثانية؟.
الفجر
ضع تعليقك هنا