مقاييس المسكنة

فى العهد القديم كانت لهم مقاييس مختلفة ما كان احدمن خلال تلك المقاييس يمكن ان يعتبر المسكين عظيما ولكن المسيحية جاءت فغيرت المقاييس ووقف السيد المسيح يقول
طوبى للمساكين بالروح

وواضح جدا ان المسكنه بالروح هى غير المسكنة بالجسد
فربما يوجد انسان مسكين بالجسد فقير مريض محطم جسديا ومتعب وعلى الرغم من هذه المسكنة بالجسد قد تكون روحه متعالية ومنتفخة وفى طباعه عجرفة على الرغم من جسده المحطم

اما المسكين بالروح فروحه مسكينة اى انه متواضع ومنسحق
نفسه فى التراب والرماد مهما كان فى مركز كبير لا يتعالى على غيره ولا ينظر اليه من فوق ولا يطلب ان يعامله الناس حسبما يستحق من تعظيم واحترام

السيد المسيح اذن يريد بمسكنة الروح ان تكون غير متعالية وعندئذ سوف يتبعها الجسد ويكون حاله كحالها

اذا انتفخت الروح ينتفخ الجسد
واذا تعالت يتعالى معها
ملامحه تبدو فيها الكبرياء نظراته شكله حركاته طريقة جلوسه نبرات صوته فيها التشامخ وحتى صمته ايضا كل هذا تظهر فيه العظمة والشعور بالذات
وكما يقول المثل مناخيره فى السما كبرياء الروح تولدت منها كبرياء فى الجسد

وبالعكس فان المسكين بالروح تكون ملامحه وديعة ومتواضعة ونظراته منكسرة ومشيته هادئة وطريقة جلوسه بادب وكلماته رقيقة وفى صوته الوداعة والسلام وكما يقال فى البستان
صوت لين ومشى هين

كل مسكنة بالروح لابد تصحبها مسكنة بالجسد ولكن ليست كل مسكنة بالجسد دليلا على ان صاحبها مسكين بالروح

المسكين بالروح انسان منسحق امام نفسه فى الداخل ومنسحق امام الله ومنسحق امام الناس وحتى امام الشياطين ايضا تراه بالمثل منسحقا