«ديلي ميل» تكشف سر «برمودا».. أسطورة خيالية وراء تسميته بـ«مثلث الموت».. سوء الأحوال الجوية وقلة الخبرة سبب اختفاء السفن والطائرات.. مساحته مليون كم.. و«ثيودوسيا بور ألستون» أشهر ضحاياه
«ديلي ميل» تكشف سر «برمودا» 141
"مثلث برمودا بالتأكيد أسطورة" من خلال هذا العنوان فجرت إحدى الصحف البريطانية "ديلي ميل" مفاجأة قضت بها على كل الأساطير التي أحاطت بمثلث "برمودا " الأمريكي والمعروف إعلاميا بـ "مثلث الموت" و" مثلث الشيطان"، فمن خلال التقرير أشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أكدت أن ما تصادف وقوعه من حوادث اختفاء لبعض السفن في تلك المنطقة جاء نتيجة لسوء الأحوال الجوية والملاحين غير المؤهلين.

فبعد عقود من المهاترات التي أشارت إلى أن السبب في اختفاء العشرات من السفن والطائرات في ظروف غامضة بالمنطقة الواقعة بين ميامي وبورتوريكو يعود إلى التحالف بين الدوامات السوداء وشياطين الأطلنطي أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي تأكيدها أنه " لا يوجد أي دليل على أن الاختفاء الغامض يحدث في منطقة مثلث برمودا بشكل يفوق أي منطقة أخرى كبيرة".

"مثلث الشيطان" هو منطقة جغرافية على شكل مثلث متساوي الأضلاع تبلغ نحو 1500 كيلومتر في كل ضلع، ومساحته نحو مليون كم، يقع في المحيط الأطلسي بين برمودا، وبورتوريكو، وفورت لودرديل فلوريدا، تعود شهرة المنطقة إلى مجموعة من المقالات والأبحاث التي نشرها مؤلفون في منتصف القرن العشرين، تتحدث عن مخاطر مزعومة في المنطقة.

ففي الآونة الأخيرة أشارت العديد من الوثائق إلى زيف الكثير من الأقاويل عن هذه المنطقة، فالعديد من الوكالات الرسمية اعترفت بأن عدد وطبيعة الاختفاء التي في مثلث برمودا كانت كغيرها في باقي المحيط لا أكثر.

تقع "برمواد" في الجزء الغربي من المحيط الأطلنطي المجاور للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشمل المثلث فلوريدا "بالولايات المتحدة الأمريكية" وجزر برمودا "تابعة لبريطانيا" وجزر البهاما، وتعتبر النقطة الأعمق في المحيط الأطلسي، خندق بورتوريكو بعمق 30.100 قدم، يقع ضمن إحداثيات مثلث برمودا.

وتعود تسمية "برمودا " بهذا الاسم إلى مجموعة من الجزر يبلغ عددها 300 جزيرة، ليست كلها مملوءة بالسكان ولكن 30 جزيرة منها فقط بها سكان، تتخذ "هاملتون" عاصمة لها وتقع في الجزيرة الأم، كما يغطي مثلث برمودا نحو 1.140.000 كم²، ويحده خط وهمي يبدأ من نقطة قرب ملبورن بفلوريدا مرورًا ببرمودا ثم بورتوريكو لينتهي بفلوريدا مرة أخرى.

في عام 1950 من خلال مقالة قصيرة في مجلة أسوشيتد برس تحمل "عنوان" "لغز في البحر عند بابنا الخلفي" للكاتب إدوارد فان وينكل جونز تتحدث عن فقدان العديد من الطائرات والمراكب، بما في ذلك فقدان الرحلة 19، ومن جانبها غطت مجلة أمريكان ليجيون في أبريل 1962 حدث ضياع الرحلة 19، وزُعم حينها أن قائد الرحلة 19 سُمع قائلًا "نحن ندخل مياها بيضاء، لا شيء يبدو جيدًا، نحن لا نعرف أين نحن، المياه أصبحت خضراء، لا بيضاء، كما زعُم أن قائدي الرحلة أرسلوا إلى المريخ، كانت مقالة ساند الأولى التي تقترح أن الحادثة هي شيء خارق للطبيعة، في فبراير 1964 كتب فينسيت جاديس في مجلة أرجسوي مقالة "مثلث برمودا القاتل" متحدثًا أن الرحلة 19 والاختفاءات الأخرى كانت جزءا من نمط من أحداث غريبة في تلك المنطقة، وفي العام التالي، وسع جاديس مقالته حتى أصبحت كتاب "آفاق غير مرئية".

ومن أشهر حوادث الاختفاء بمثلث "برمودا" اختفاء السفينة التي كانت تقل "ثيودوسيا بور ألستون" ابنة نائب رئيس الولايات المتحدة السابق آرون بور، البعض أرجع سبب الاختفاء إلى القرصنة، "ماري سيليست" سفينة تقل طاقما اشتهر بالخبرة والقدرة على الإبحار وحدت السفينة مهجورة قرب ساحل البرتغال عند مضيق جبل طارق وعلى متنها مؤونة من ماء وطعام تكفي الطاقم ستة أشهر، وفي عام 1945 اختفت خمس قاذفات قنابل للبحرية الأمريكية بشكل غامض بينما كانت هذه الطائرات في مهمّة تدريبية روتينية، كما اختفت طائرة إنقاذ أرسلت للبحث عنهم ولم ترجع قط، بإجمالي ستّ طائرات و27 رجلا، ذهبوا دون أي أثر، جميع أفراد طاقم القاذفات الخمس كانوا متدربين عديمي الخبرة، باستثناء شخص واحد هو قائد السرب، ويعود سببها إلى انفجار الطائرة في الجو بعد 23 ثانية من إقلاعها.

" إلين أوستين" سفينة مهجورة، على متنها طاقم فاز بها كجائزة، حاول أن يبحر بها في نيويورك في 1881، وفقًا لبعض القصص، اختفت السفينة ولكنها ظهرت مجددًا دون طاقمها، واختفت مجددًا بطاقم آخر فاز بها كجائزة، أثبت التحقيق من سجلات لويدز لندن وجود سفينة تدعى ميتا، بنيت في 1854 وأعيد تسميتها من ميتا إلى إلين اوستين.

وما بين الحقيقة والخيال جاءت العديد من التكهنات فالبعض اقترح عددا من الظواهر الخارجة لتفسير تلك الأحداث، كان أول تفسير يلقي اللوم فيه على مخلفات التكنولوجيا من جزيرة أطلنتس، أحيانا يتم الربط بقصة أطلنتس، بعد أن وجدوا صخورًا مشكلة على شكل طريق تحت البحر تدعى شارع بيميني في جزيرة بيميني عند جزر البهاما، التي تتواجد ضمن إحداثيات المثلث، وربط المؤلفون الآخرون تلك الأحداث بالأطباق الطائرة، واستخدم هذه الفكرة المخرج العبقري "ستيفن سبيلبيرج " في فيلم الخيال العلمي "لقاءات قريبة" من النوع الثالث الذي يحكي قصة ضياع طاقم الطائرة 19 واختطافهم من مخلوقات فضائية.

كما اعتبر البعض أن الأخطاء البشرية واحدة من أكثر التفسيرات المذكورة في التحقيقات الرسمية لفقدان أي طائرة أو سفينة، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة. وقد عرف البشر بارتكابهم أخطاء تؤدي إلى كارثة، والعديد من الخسائر في مثلث برمودا لا تعتبر استثناءً. على سبيل المثال، ذكر خفر السواحل لدى الولايات المتحدة الأمريكية أن السبب في فقدان الناقلة " إس إس في" أي فوج في عام 1972 هو نقص التدريب المناسب للتخلص من مخلفات البنزين. وقد يكون العناد البشري لرجل الأعمال " هارفي كونوفر " هو الذي سبب خسارة اليخت الخاص به، الريفونوك عندما أبحر فيه إلى فلوريدا أثناء عاصفة في 1 يناير1958، فيما رأى البعض أن مشكلة الخطأ في البوصلة أحد المسببات في حوادث المثلث، في حين أن البعض افترضوا نظرية أن هناك طاقة غير عادية من القوة المغناطيسية تكمن في تلك المنطقة.

أما عن النظريات العلمية المقترحة بهذا الشأن تشير إحدى النظريات إلى أن وجود طبقة من ثلج الميثان التي تكاد تكسو كل قاع البحر في منطقة برمودا تصبح غير مستقرة، وبالتالي فإنها تُنشئ حالة من عدم الاستقرار في البحر، هذا بالإضافة إلى أن خليط الميثان والهواء يُؤدي إلى حدوث انفجار، الأمر الذي يجعل السفن والطائرات المارة بهذه المنطقة عرضة للغرق والاحتراق، كما أن إحدى النظريات الأخرى تؤكد أنّ السبب في ذلك إما أعمال التدمير المتعمد أو أخطاء بشرية أو أخطاء في البوصلة.

«ديلي ميل» تكشف سر «برمودا» Logo