عبير حجازى تكتب: فى الثانوية العامة أهم حاجة الدبوسين!!
الأحد، 3 يوليو 2011 - 21:50
منذ أسابيع قليلة تلقيت خطابا لندبى لأعمال المراقبة فى لجان الثانوية العامة فى مدرسة داخل قرية صغيرة جدا تابعة لمحافظة الدقهلية، وعلى الرغم من إسراع العديد من الزملاء لتقديم الاعتذارات عن القيام بهذا العمل، نظرا لتخوفهم من الأحوال بشكل عام داخل البلد إلا أنى قبلت المهمة مشاركة منى فى تحمل المسئولية قائلة لما كلنا نعتذر إذا فمن سيقوم بالعمل؟ وذهبت للجنة الامتحان فى يومى الأول وكلى أمل وتفاؤل أن تكون الثورة قد أثرت فى سلوكياتنا جميعا بشكل إيجابى، ممنية نفسى بأن روح الثورة التى نعيشها سوف تجعل الجميع يتحلون بروح الإيجابية والمشاركة والتعاون من أجل إنجاح العمل. ولما كان اليوم الأول لى فى المراقبة توالت الصدمات على قلبى الواحدة تلو الأخرى، كان أولها هو شكل المدرسة المقام بها اللجنة مدرسة قديمة جدا ليس لها سور، تحيطها المنازل من جميع الجهات لدرجة أنك لو مددت يدك من أحد الشبابيك قد تمسك بشرفة الجيران، ثانيا وهى المرة الأولى منذ اشتغالى بالتربية والتعليم أن أرى أن يسمح لأولياء أمور الطلاب بالدخول لمقر اللجنة بين الفترتين للاطمئنان على أبنائهم، ثم خروجنا بعد انتهاء اللجنة وسط الأهالى دون أى حماية كرسالة ضمنية لنا إن اللى مش هيقول آه هيقول آااااااااااااااه، والرسالة مفهومة. كل هذه السلبيات لا تهم ولكن الأخطر والأعجب هو سلوك الطلاب أنفسهم داخل اللجان، فالطالب قد جاء من منزله وهو مهيأ تماما على أنه سيغش فى الامتحان وأن هذه الغش هو حق مكتسب له! وبالطبع كنا نمنعهم من الغش ولكنا كنا نفاجأ برد واحد ( يا أستاذه مصر كلها بتغش إشمعنا إحنا!!!) منطق غريب وثقافة أغرب تفشت بين هؤلاء الشباب الذين تكاتفوا لرفع شعار المساواة فى الغش عدل!! ولما حاولت الحديث مع أحدهم فى فترة الراحة بين الفترتين رد على قائلا إذا كان الرئيس نفسه كان بيزور فى نتائج الانتخابات هو وكبار المسئولين فماذا تنتظرون منا؟؟؟ وشعرت بأسف شديد أن تتفشى هذه السلوكيات بين الشباب الصغير، شعور بالسلبية والاستسلام بما يتنافى تماما مع أخلاقيات وقيم مجتمعنا وعجبت كثيرا من أين أتى هؤلاء الشباب بهذا الفكر غير المتزن على الإطلاق؟؟ هل هم نتيجة تربية النظام السابق؟؟ هل الخطأ فيهم أم فينا؟؟ هل فشلت وزارة التربية والتعليم مع وضع خط أحمر تحت كلمة التربية قبل التعليم فى التعديل من سلوكيات أبنائنا؟ هل يقتصر الخطأ على الوزارة والمعلمين أم يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع ككل؟؟ على عاتق من مسئولية خلق جيل جديد تحكمه ثقافة أخد حقى بإيدى وبالقوة؟؟ هل حالة الفوضى التى نمر بها الآن هى المسئولة عن تفشى هذه السلوكيات؟؟ هل يشجع أولياء الأمور أبناءهم على الغش، على اعتبار أنها فرصة لن تتكرر نظرا لما تمر به البلاد من ظروف؟؟ لا أستطيع أن أصدق أن يشجع ولى أمر ابنه على أن يكون غشاشا ولو نجح كيف سيفرح بنجاحه المزيف هذا؟؟ بل وكيف سيكمل هذا الطالب حياته التى بدأها غشاشا؟؟!! وفى خضم كل هذا وفى عز تطلعنا جميعا للتغيير، للاهتمام بالكيف لا الكم، للاهتمام بالجوهر لا المظهر لم أر أى رد فعل من كل المسئولين عن سير أعمال الامتحانات سوى المرور على اللجان كل دقيقة بالقدر الذى يربك الطالب ويعطله للتأكيد على سلامة الدبوسين الموجودين فى كراسة إجابة الطالب !! لدرجة جعلتنى أتشكك فى أن هذه الدبابيس عليها درجات فى الاختبار !! روتين روتين روتين إلى يوم القيامة، قوالب جامدة تترقى فى المناصب، اهتمام بالشكل لا الموضوع، جيل كامل يقضى عليه بأفكار غريبة لا أعرف مصدرها، حالات غش فى محافظات كثيرة مما يمنع تكافؤ الفرص والمهم هو سلامة الدبوسين
الأحد، 3 يوليو 2011 - 21:50
منذ أسابيع قليلة تلقيت خطابا لندبى لأعمال المراقبة فى لجان الثانوية العامة فى مدرسة داخل قرية صغيرة جدا تابعة لمحافظة الدقهلية، وعلى الرغم من إسراع العديد من الزملاء لتقديم الاعتذارات عن القيام بهذا العمل، نظرا لتخوفهم من الأحوال بشكل عام داخل البلد إلا أنى قبلت المهمة مشاركة منى فى تحمل المسئولية قائلة لما كلنا نعتذر إذا فمن سيقوم بالعمل؟ وذهبت للجنة الامتحان فى يومى الأول وكلى أمل وتفاؤل أن تكون الثورة قد أثرت فى سلوكياتنا جميعا بشكل إيجابى، ممنية نفسى بأن روح الثورة التى نعيشها سوف تجعل الجميع يتحلون بروح الإيجابية والمشاركة والتعاون من أجل إنجاح العمل. ولما كان اليوم الأول لى فى المراقبة توالت الصدمات على قلبى الواحدة تلو الأخرى، كان أولها هو شكل المدرسة المقام بها اللجنة مدرسة قديمة جدا ليس لها سور، تحيطها المنازل من جميع الجهات لدرجة أنك لو مددت يدك من أحد الشبابيك قد تمسك بشرفة الجيران، ثانيا وهى المرة الأولى منذ اشتغالى بالتربية والتعليم أن أرى أن يسمح لأولياء أمور الطلاب بالدخول لمقر اللجنة بين الفترتين للاطمئنان على أبنائهم، ثم خروجنا بعد انتهاء اللجنة وسط الأهالى دون أى حماية كرسالة ضمنية لنا إن اللى مش هيقول آه هيقول آااااااااااااااه، والرسالة مفهومة. كل هذه السلبيات لا تهم ولكن الأخطر والأعجب هو سلوك الطلاب أنفسهم داخل اللجان، فالطالب قد جاء من منزله وهو مهيأ تماما على أنه سيغش فى الامتحان وأن هذه الغش هو حق مكتسب له! وبالطبع كنا نمنعهم من الغش ولكنا كنا نفاجأ برد واحد ( يا أستاذه مصر كلها بتغش إشمعنا إحنا!!!) منطق غريب وثقافة أغرب تفشت بين هؤلاء الشباب الذين تكاتفوا لرفع شعار المساواة فى الغش عدل!! ولما حاولت الحديث مع أحدهم فى فترة الراحة بين الفترتين رد على قائلا إذا كان الرئيس نفسه كان بيزور فى نتائج الانتخابات هو وكبار المسئولين فماذا تنتظرون منا؟؟؟ وشعرت بأسف شديد أن تتفشى هذه السلوكيات بين الشباب الصغير، شعور بالسلبية والاستسلام بما يتنافى تماما مع أخلاقيات وقيم مجتمعنا وعجبت كثيرا من أين أتى هؤلاء الشباب بهذا الفكر غير المتزن على الإطلاق؟؟ هل هم نتيجة تربية النظام السابق؟؟ هل الخطأ فيهم أم فينا؟؟ هل فشلت وزارة التربية والتعليم مع وضع خط أحمر تحت كلمة التربية قبل التعليم فى التعديل من سلوكيات أبنائنا؟ هل يقتصر الخطأ على الوزارة والمعلمين أم يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع ككل؟؟ على عاتق من مسئولية خلق جيل جديد تحكمه ثقافة أخد حقى بإيدى وبالقوة؟؟ هل حالة الفوضى التى نمر بها الآن هى المسئولة عن تفشى هذه السلوكيات؟؟ هل يشجع أولياء الأمور أبناءهم على الغش، على اعتبار أنها فرصة لن تتكرر نظرا لما تمر به البلاد من ظروف؟؟ لا أستطيع أن أصدق أن يشجع ولى أمر ابنه على أن يكون غشاشا ولو نجح كيف سيفرح بنجاحه المزيف هذا؟؟ بل وكيف سيكمل هذا الطالب حياته التى بدأها غشاشا؟؟!! وفى خضم كل هذا وفى عز تطلعنا جميعا للتغيير، للاهتمام بالكيف لا الكم، للاهتمام بالجوهر لا المظهر لم أر أى رد فعل من كل المسئولين عن سير أعمال الامتحانات سوى المرور على اللجان كل دقيقة بالقدر الذى يربك الطالب ويعطله للتأكيد على سلامة الدبوسين الموجودين فى كراسة إجابة الطالب !! لدرجة جعلتنى أتشكك فى أن هذه الدبابيس عليها درجات فى الاختبار !! روتين روتين روتين إلى يوم القيامة، قوالب جامدة تترقى فى المناصب، اهتمام بالشكل لا الموضوع، جيل كامل يقضى عليه بأفكار غريبة لا أعرف مصدرها، حالات غش فى محافظات كثيرة مما يمنع تكافؤ الفرص والمهم هو سلامة الدبوسين