سلام ونعمة://
أعرف قيمة نفسك وتمسك بالرجاء الحسن
فتشفى وتخف من مرض الخطية
لا يوجد ما أهو اثمن من النفس في هذا العالم المضطرب ، لأن كل غناه ومجده الزائل لا يوازي غنى ومجد الجمال الذي يملكه الإنسان في داخله ، لأن هذا وحده الذي لا يزول مثل العالم بكل ما فيه !!!
فلنا أن لا نحزن أو نبكي على دمار مدينة أو أسر الأشرار لها ، أو زوال مجد أو عظمة بعض الأمم أو حتى الشعوب كلها ، ولا نحزن على فقدان مباني جميلة أو أماكن عبادة ، بل نحزن من كل القلب لأجل تدمير نفس ؛ لأجل تدمير روح الإنسان المقدسة في الرب ؛ بل وننتحب من أجل إبادة وهلاك الهيكل الحامل للسيد العظيم والممجد جداً الرب يسوع المسيح والروح القدس الرب المُحيي ...
فهذا الهيكل أقدس من هيكل سليمان في كل مجده بل ومن كل مكان آخر مهما ما كان ، لأنه غير مصنوع بيد بل هو صنع الخالق الرب من السماء ... وهو لا يتألق بذهب أو فضة أو حجارة كريمة بل يتألق جداً وبمجد عظيم : بالروح القدس ...
وعوض تابوت العهد وتمثالي الشاروبيم فوقه ، يوجد في داخل القلب سراً عظيماً أعظم من كل ما رأيناه في الهكيل القديم بكل مجده وهو : السيد العظيم الذي هو الثالوث القدوس الممجد ، المهوب والمخوف جداً المملوء مجداً والذي يشعه في داخل النفس التي تتمسك به وتنطلبه كإله حي يسود على حياتها ويسكن وجدانها ..
+ أما بعد السقوط في براثن الخطية والعيشة بالفساد المشوه للنفس ، مثل ماء النار الذي يقع على جلد إنسان فهو يشوه ملامحه الخاصة ويعرضه لخطر الموت ، فالكل قد تغير وسقط من مجده : الهيكل خرب ، وزال جماله وبهاؤه الداخلي والذي ينضح على خارجه ، ولم يعد بعد مزيناً بالزينة الإلهية العظمى والتي لا توصف ، مثل الجسد المشوه الذي فقد جماله بعد أن ضُرب بقنبلة أو صاروخ في حرب ، فلم يتعرف أحد على ملامحه ، فصار غريباً عن نفسه وعن الناس ، وغير مقبول عند أحد قط ...
+ ومن يدخل في حالة السقوط مبتعداً عن مصدر حياته ، يصير مفتقراً إلى كل حماية وحصانة ، فلم يعد له باب ولا متراس ، بل صار مفتوحاً لكل سلوك مدمر للنفس ولكل فكر معيب . كالبيت الذي تركه صاحبه ، فصار مكان للصوص وقطاع الطرق ، يدخلونه ويخربونه ولا يوجد من يمنعهم . أما قبل السقوط فقد كانت نقاوة الروح في حصانة وحراسة مشدده من جنود السماء العلوية ، ولا يدخلها أي شيء غريب ، لأنها مخصصه لراحة الملك وسكناه الخاص .
+ يا أحبائي لننتبه ونستيقظ من غفلتنا ، وربما يحسب كل من يقرأ كلماتي أنها لا تلائمه الآن ، أو لا يُصدق أنه في الأصل مكان راحة الله لأنه يرى الانحلال وعدم ضبط النفس وأنه خرب من الداخل ، ولكن لنا أن نبكي ونصرخ لله بشدة واشتياق عظيم ، ولا نكف أبداً - مهما كانت حالتنا مُزرية - حتى يعود لنا المجد السابق ونُقيم فيه ، فإنه وأن كان هذا يبدو مستحيلاً بالنسبة لأي إنسان ، لكن كل شيء مستطاع لدى الله ، فهو " المقيم المسكين من التراب ، الرافع البائس من المزبلة ليجلسه مع أشراف شعبه " ( مز 7:113 ،8 ) . وهو " المُسكِّن العاقر في بيت أم أولاد فرحة " ( مز 9:113 )
+ فإن كان الشيطان لديه هذه القدرة ، أن يطرحنا أرضاً ، بعيداً عن المجد العظيم الذي للقديسين في النور وإلى أبعد حدود الشر والفساد ، وإلى أفظع مكانة في الانحطاط ، ويقودنا إلى الفساد التام ، والذي ليس بعده قيامة بل هو يأس وإحباط ، فلنتيقن : أنه هذا هو الوقت الذي فيه يرفعنا الله والذي هو أقوى منه ، لأنه هو الله القدير ، القيامة والحياة ، ولن يجعلنا فقط كما كنا في بهاء المجد السابق حسب أصل الخلق قبل السقوط ، بل مما هو أعظم وأقوى حتى للاتحاد بشخصه المحيي للنفس من براثن الموت وتسلط ناموس الشر ، وذلك ليفلتنا من عبودية الخطية المُرّة وينقلنا لحرية مجد أولاد الله بعظمة وشموخ الروح القدس الذي يعطينا مما له .
ولنصغي لكلمات القديس يوحنا ذهبي الفم بكل قلوبنا : [ لا تيأس ولا تطرح الرجاء الحسن ، ولا تسقط فيما يسقط فيه الملحدون . فإنه ليست كثرة الخطايا هي التي تؤدى إلى اليأس بل عدم تقوى النفس . فهناك فئة معينة هي التي تسلك طريق اليأس عندما يدخلون طريق الشر ، غير محتملين النظر إلى فوق ، أو الصعود إلى فوق ما سقطوا إليه .
هذا الفكر (اليأس) الدنس ، يثقل على عنق النفس كالنير فيلزمها بالانحناء ، مانعاً إياها من أن تنظر إلى الله فعمل الإنسان الشجاع والممتاز هو أن يكسر هذا النير قطعاً ، ويزحزح كل ضيق مثبت فوقه ، ناطقاً بكلمات النبي ( مثل عيني الأمه إلى يدي سيدتها ، كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا ، حتى يتراءف علينا . ارحمنا يا رب ارحمنا . فإننا كثيراً ما امتلأنا هواناً ) مز 2:123 ،3 .
يقول ( امتلأنا هواناً ) وإننا تحت ضيقات لا حصر لها. ومع هذا لن نكف عن التطلع إلى الله ولا نمتنع عن الصلاة إليه حتى يستجيب طلبتنا. لأن علامة النفس النبيلة : هي أن لا تنحني من كثرة الكوارث التي تضغط عليها أو تفزع منها، ولا تتراجع بعد عن الصلاة دفعات كثيرة .. بل تثابر حتى يرحمها الله كقول داود الطوباوي السابق . ]
+ ليتنا يا أحبائي لا نيأس قط من مراحم الله لأنه حبه أقوى من ضعفنا ، وحياته أقوى من موتنا ، ولنضع أمام أعيننا لقاء الرب مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل ، واللص الذي قال له الرب : اليوم تكون معي في الفردوس ، فلنلمس الرب بالإيمان مثل المرأة النازفة حتى تخرج منه القوة إلينا فنُشفى في الحال ، مؤمنين أنه هو القيامة والحياة وكل من آمن به يكون له حياة ويقوم فوراً من الموت ويغلب ضعف ذاته بقوة الرب الذي يشع نصرته فينا ، نعمة ربنا يسوع تفيض داخلكم قيامة وحياة وسلام دائم لن يُنزع منكم قط لأن الرب فيكم وانتم له آمين
أعرف قيمة نفسك وتمسك بالرجاء الحسن
فتشفى وتخف من مرض الخطية
لا يوجد ما أهو اثمن من النفس في هذا العالم المضطرب ، لأن كل غناه ومجده الزائل لا يوازي غنى ومجد الجمال الذي يملكه الإنسان في داخله ، لأن هذا وحده الذي لا يزول مثل العالم بكل ما فيه !!!
فلنا أن لا نحزن أو نبكي على دمار مدينة أو أسر الأشرار لها ، أو زوال مجد أو عظمة بعض الأمم أو حتى الشعوب كلها ، ولا نحزن على فقدان مباني جميلة أو أماكن عبادة ، بل نحزن من كل القلب لأجل تدمير نفس ؛ لأجل تدمير روح الإنسان المقدسة في الرب ؛ بل وننتحب من أجل إبادة وهلاك الهيكل الحامل للسيد العظيم والممجد جداً الرب يسوع المسيح والروح القدس الرب المُحيي ...
فهذا الهيكل أقدس من هيكل سليمان في كل مجده بل ومن كل مكان آخر مهما ما كان ، لأنه غير مصنوع بيد بل هو صنع الخالق الرب من السماء ... وهو لا يتألق بذهب أو فضة أو حجارة كريمة بل يتألق جداً وبمجد عظيم : بالروح القدس ...
وعوض تابوت العهد وتمثالي الشاروبيم فوقه ، يوجد في داخل القلب سراً عظيماً أعظم من كل ما رأيناه في الهكيل القديم بكل مجده وهو : السيد العظيم الذي هو الثالوث القدوس الممجد ، المهوب والمخوف جداً المملوء مجداً والذي يشعه في داخل النفس التي تتمسك به وتنطلبه كإله حي يسود على حياتها ويسكن وجدانها ..
+ أما بعد السقوط في براثن الخطية والعيشة بالفساد المشوه للنفس ، مثل ماء النار الذي يقع على جلد إنسان فهو يشوه ملامحه الخاصة ويعرضه لخطر الموت ، فالكل قد تغير وسقط من مجده : الهيكل خرب ، وزال جماله وبهاؤه الداخلي والذي ينضح على خارجه ، ولم يعد بعد مزيناً بالزينة الإلهية العظمى والتي لا توصف ، مثل الجسد المشوه الذي فقد جماله بعد أن ضُرب بقنبلة أو صاروخ في حرب ، فلم يتعرف أحد على ملامحه ، فصار غريباً عن نفسه وعن الناس ، وغير مقبول عند أحد قط ...
+ ومن يدخل في حالة السقوط مبتعداً عن مصدر حياته ، يصير مفتقراً إلى كل حماية وحصانة ، فلم يعد له باب ولا متراس ، بل صار مفتوحاً لكل سلوك مدمر للنفس ولكل فكر معيب . كالبيت الذي تركه صاحبه ، فصار مكان للصوص وقطاع الطرق ، يدخلونه ويخربونه ولا يوجد من يمنعهم . أما قبل السقوط فقد كانت نقاوة الروح في حصانة وحراسة مشدده من جنود السماء العلوية ، ولا يدخلها أي شيء غريب ، لأنها مخصصه لراحة الملك وسكناه الخاص .
+ يا أحبائي لننتبه ونستيقظ من غفلتنا ، وربما يحسب كل من يقرأ كلماتي أنها لا تلائمه الآن ، أو لا يُصدق أنه في الأصل مكان راحة الله لأنه يرى الانحلال وعدم ضبط النفس وأنه خرب من الداخل ، ولكن لنا أن نبكي ونصرخ لله بشدة واشتياق عظيم ، ولا نكف أبداً - مهما كانت حالتنا مُزرية - حتى يعود لنا المجد السابق ونُقيم فيه ، فإنه وأن كان هذا يبدو مستحيلاً بالنسبة لأي إنسان ، لكن كل شيء مستطاع لدى الله ، فهو " المقيم المسكين من التراب ، الرافع البائس من المزبلة ليجلسه مع أشراف شعبه " ( مز 7:113 ،8 ) . وهو " المُسكِّن العاقر في بيت أم أولاد فرحة " ( مز 9:113 )
+ فإن كان الشيطان لديه هذه القدرة ، أن يطرحنا أرضاً ، بعيداً عن المجد العظيم الذي للقديسين في النور وإلى أبعد حدود الشر والفساد ، وإلى أفظع مكانة في الانحطاط ، ويقودنا إلى الفساد التام ، والذي ليس بعده قيامة بل هو يأس وإحباط ، فلنتيقن : أنه هذا هو الوقت الذي فيه يرفعنا الله والذي هو أقوى منه ، لأنه هو الله القدير ، القيامة والحياة ، ولن يجعلنا فقط كما كنا في بهاء المجد السابق حسب أصل الخلق قبل السقوط ، بل مما هو أعظم وأقوى حتى للاتحاد بشخصه المحيي للنفس من براثن الموت وتسلط ناموس الشر ، وذلك ليفلتنا من عبودية الخطية المُرّة وينقلنا لحرية مجد أولاد الله بعظمة وشموخ الروح القدس الذي يعطينا مما له .
ولنصغي لكلمات القديس يوحنا ذهبي الفم بكل قلوبنا : [ لا تيأس ولا تطرح الرجاء الحسن ، ولا تسقط فيما يسقط فيه الملحدون . فإنه ليست كثرة الخطايا هي التي تؤدى إلى اليأس بل عدم تقوى النفس . فهناك فئة معينة هي التي تسلك طريق اليأس عندما يدخلون طريق الشر ، غير محتملين النظر إلى فوق ، أو الصعود إلى فوق ما سقطوا إليه .
هذا الفكر (اليأس) الدنس ، يثقل على عنق النفس كالنير فيلزمها بالانحناء ، مانعاً إياها من أن تنظر إلى الله فعمل الإنسان الشجاع والممتاز هو أن يكسر هذا النير قطعاً ، ويزحزح كل ضيق مثبت فوقه ، ناطقاً بكلمات النبي ( مثل عيني الأمه إلى يدي سيدتها ، كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا ، حتى يتراءف علينا . ارحمنا يا رب ارحمنا . فإننا كثيراً ما امتلأنا هواناً ) مز 2:123 ،3 .
يقول ( امتلأنا هواناً ) وإننا تحت ضيقات لا حصر لها. ومع هذا لن نكف عن التطلع إلى الله ولا نمتنع عن الصلاة إليه حتى يستجيب طلبتنا. لأن علامة النفس النبيلة : هي أن لا تنحني من كثرة الكوارث التي تضغط عليها أو تفزع منها، ولا تتراجع بعد عن الصلاة دفعات كثيرة .. بل تثابر حتى يرحمها الله كقول داود الطوباوي السابق . ]
+ ليتنا يا أحبائي لا نيأس قط من مراحم الله لأنه حبه أقوى من ضعفنا ، وحياته أقوى من موتنا ، ولنضع أمام أعيننا لقاء الرب مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل ، واللص الذي قال له الرب : اليوم تكون معي في الفردوس ، فلنلمس الرب بالإيمان مثل المرأة النازفة حتى تخرج منه القوة إلينا فنُشفى في الحال ، مؤمنين أنه هو القيامة والحياة وكل من آمن به يكون له حياة ويقوم فوراً من الموت ويغلب ضعف ذاته بقوة الرب الذي يشع نصرته فينا ، نعمة ربنا يسوع تفيض داخلكم قيامة وحياة وسلام دائم لن يُنزع منكم قط لأن الرب فيكم وانتم له آمين