ذات ليلة كان أعمى في زيارة عند أصدقائه، ولدى عزْمه على الذهاب، قدّموا له مصباحاً مُضاءً كما العادة تقتضي.
فاعتذر قائلاً بابتسامة: تعرفون أني لست بحاجة إلى مصباح فأنا أعيش دائماً في الظلام. فألحّوا عليه قائلين: هذا ليس ليضيء لك الطريق، بل ليُظِهر حضورك للناس، لكي لا يصطدم بك أحد من المارة في العتمة.
شكر الأعمى مضيفيه وحمل المصباح وذهب. وبعد قليل من السير، فوجئ بشخص يصدمه، فصرخ به غاضباً وساخطاً: ويحك! ألم ترَ مصباحي؟ فأجابه معتذراً: ولكن يا صاحبي، إنّ مصباحك منطفئ!...


(لنضع ثقتنا بالنور الذي في داخلنا ولا نتكِّل على ضمانات خارجية فقد تنطفئ ونُترك في الظلمة).