بطيخة مسمومة
سلام ونعمة://
عاد سمير من المدرسة فوجد والده يكتب بخط كبير على قطعة خشبية: "تحذير! توجد بطيخة واحدة مسمومة لا يعرفها إلا المزارع!"
اندهش سمير مما يكتبه والده، فقال له:
- ما هذا يا أبي؟
- إذ بدأ ثمر البطيخ يكبر، يأتي اللصوص ليلاً ويسرقونه، متسترين بالظلام.
- كيف تضع سمًا يا أبي في البطيخة، فربما تموت عائلة أو عائلات بلا ذنب؟!
- إني لم أحقن أية بطيخة بالسم!
- إذن آسف، ما قد كتبته ليس صدقًا!
- أنا أعلم أنه كذب. لا أريد أن أكذب، لكن لم أجد وسيلة لمنع اللصوص من السرقة سوى بالكذب.
- هل تخسر يا أبي
أبديتك بالكذب من أجل البطيخ؟ ألم يقل الكتاب: "وأما الخائفون وغير
المؤمنين... وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنارٍ وكبريتٍ الذي
هو الموت الثاني" رؤ 8:21؟
- ماذا أفعل يا ابني؟
- لا نكذب يا أبي مهما كلفنا الأمر.
صمم المزارع على تثبيت هذه اللوحة في مدخل حقل البطيخ حتى لا يقترب إليه اللصوص.
جاء اللصوص بالليل ووجدوا اللوحة. وبدأوا يتساءلون: "هل بالحق حقن بطيخة بالسم؟" واختلفوا فيما بينهم في معرفة ما إذا كان قد حقن المزارع بطيخة بالسم أم لا... وأخيرًا قرروا أن يتركوا الحقل لئلا يتسمم أحد منهم.
حزن سمير إذ وجد
والده قد ثبت اللوحة الكاذبة في مدخل حقل البطيخ، وإذ عاتب والده، قال له
الوالد: "نحن الآن لنا ثلاثة أيام لم يقترب اللصوص إلى الحقل... ألم تنجح
خطتي؟"
قال سمير: "ربما تظن أنها نجحت، لكنك أغضبت اللَّه، مما يحرمنا من بركاته".
علق الوالد على ذلك بقوله: "اللَّه يعلم ما في قلبي، وأنه لا طريق للخلاص من هؤلاء اللصوص إلا بالكذب".
إذ عبر أسبوع عاد سمير ليجد والده حزينًا جدًا. سأله عن سبب حزنه، فأجابه الوالد:
"لقد نزع اللصوص لوحتي،
ووضعوا لوحة جديدة كتبوا عليها:
‘يوجد بالحقل بطيختان مسمومتان’.
ها أنا في حيرة، إن كانوا بالفعل قد حقنوا بطيخة بالسم، أم يكذبون مثلي.
لست أدرى ماذا أفعل؟
لا أستطيع أن أقوم ببيع البطيخ أو أكله.
لقد خسرت الحقل كله!"
علق سمير على كلمات أبيه:
"يا أبي بالكذب خسرت ما هو زمني وما هو أبدي.
إذ كيلَّت للناس كذبًا،
هم كيلوا لك بذات الكيل بزيادة!"
سلام ونعمة://
عاد سمير من المدرسة فوجد والده يكتب بخط كبير على قطعة خشبية: "تحذير! توجد بطيخة واحدة مسمومة لا يعرفها إلا المزارع!"
اندهش سمير مما يكتبه والده، فقال له:
- ما هذا يا أبي؟
- إذ بدأ ثمر البطيخ يكبر، يأتي اللصوص ليلاً ويسرقونه، متسترين بالظلام.
- كيف تضع سمًا يا أبي في البطيخة، فربما تموت عائلة أو عائلات بلا ذنب؟!
- إني لم أحقن أية بطيخة بالسم!
- إذن آسف، ما قد كتبته ليس صدقًا!
- أنا أعلم أنه كذب. لا أريد أن أكذب، لكن لم أجد وسيلة لمنع اللصوص من السرقة سوى بالكذب.
- هل تخسر يا أبي
أبديتك بالكذب من أجل البطيخ؟ ألم يقل الكتاب: "وأما الخائفون وغير
المؤمنين... وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنارٍ وكبريتٍ الذي
هو الموت الثاني" رؤ 8:21؟
- ماذا أفعل يا ابني؟
- لا نكذب يا أبي مهما كلفنا الأمر.
صمم المزارع على تثبيت هذه اللوحة في مدخل حقل البطيخ حتى لا يقترب إليه اللصوص.
جاء اللصوص بالليل ووجدوا اللوحة. وبدأوا يتساءلون: "هل بالحق حقن بطيخة بالسم؟" واختلفوا فيما بينهم في معرفة ما إذا كان قد حقن المزارع بطيخة بالسم أم لا... وأخيرًا قرروا أن يتركوا الحقل لئلا يتسمم أحد منهم.
حزن سمير إذ وجد
والده قد ثبت اللوحة الكاذبة في مدخل حقل البطيخ، وإذ عاتب والده، قال له
الوالد: "نحن الآن لنا ثلاثة أيام لم يقترب اللصوص إلى الحقل... ألم تنجح
خطتي؟"
قال سمير: "ربما تظن أنها نجحت، لكنك أغضبت اللَّه، مما يحرمنا من بركاته".
علق الوالد على ذلك بقوله: "اللَّه يعلم ما في قلبي، وأنه لا طريق للخلاص من هؤلاء اللصوص إلا بالكذب".
إذ عبر أسبوع عاد سمير ليجد والده حزينًا جدًا. سأله عن سبب حزنه، فأجابه الوالد:
"لقد نزع اللصوص لوحتي،
ووضعوا لوحة جديدة كتبوا عليها:
‘يوجد بالحقل بطيختان مسمومتان’.
ها أنا في حيرة، إن كانوا بالفعل قد حقنوا بطيخة بالسم، أم يكذبون مثلي.
لست أدرى ماذا أفعل؟
لا أستطيع أن أقوم ببيع البطيخ أو أكله.
لقد خسرت الحقل كله!"
علق سمير على كلمات أبيه:
"يا أبي بالكذب خسرت ما هو زمني وما هو أبدي.
إذ كيلَّت للناس كذبًا،
هم كيلوا لك بذات الكيل بزيادة!"