فيروس الحب
أحبــــك . . . .
ماذا تعنى هذه الكلمة بالنسبة لك ؟؟؟؟
فى يوم الخميس 4 مايو 2000 فوجئ مستخدمو الحاسب الآلي برسالة في بريدهم الإلكتروني تحت عنوان " أحبـــك " I Love You لتتحول فور فتحها إلى فيروس خطير يهاجم الملفات و يدمرها، و يصيب اللوحة الرئيسية فى الكمبيوتر Motherboard ليشل حركتها تماماً ، و توالد الفيروس بسرعة هائلة و إتجه إلى قائمة البريد المفتوحة فى ذلك الوقت مع الأصدقاء ، فدمر ملفاتهم
و أجهزتهم أيضاً .و هكذا انتشر فيروس" أحبك" من كمبيوتر إلى آخر و من بلد إلى آخر حتى إستطاع خلال ساعات تخريب نحو 45 مليون جهاز كمبيوتر .
أى نوع من الحب هذا الذى ما أن نقبله و نستجيب له يُدمِرنا ؟؟!حقاً قال الكتاب المقدس " غاشة هي قبلات العدو "أم27 :6
فكثيراً ما يقدم إلينا إبليس الشر فى صورة محبة تماماً مثل تلك الرسالة الإلكترونية التى تحمل فى ظاهرها الحب و فى مضمونها التدمير .لقد أقنع إبليس آدم و حواء قديماً و قال لهما
" تنفتح أعينكما و تصيران مثل الله، عارفين الخير و الشر " تكوين 3: 5. .
. .قدما لهما المشورة الخاطئة و كأنه يحبهما و يخاف على مصلحتهما ، و ما أن إستجابا حتى فقدا مكانهما فى الجنة . ، حقاً إنها نصيحة خادعة تحمل فى ظاهرها الحب و و فى مضمونها التدمير مثل ذلك الفيروس
.و يقول الخبراء أن الذى ساعد على إنتشار فيروس "أحـبك " بسرعة البرق هو تعطش الملايين من مستخدمى الإنترنت إلى رسائل الغرام و الحب التى تخفى فيها الفيروس ،و لكن أى حب يبغيه هؤلاء ، . . . . أهو حب الشهوة ؟؟أهو حب مثل حب أمنون أبن داود ؟؟" أمنون " أبن داود أحب أخته " ثامار " حباً شهوانياً . . . طلب أن يزنى معها . .. . أغتصبها عنوة ، و العجيب إنه بعد أن أفرغ شهوته ، أبغضها ، و تحول حبهلها إلى كراهية حتى طردها عنه . . . ."( أبغضها أمنون بغضة شديدة حتى أن البغضة التى أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التى أحبها إياها )2 صم 13 : 15أى حب هذا الذي ينقلب إلى كراهية شديدة جداَ ؟!حقاً إنه حب خادع يحمل فى ظاهره الحب و و فى مضمونه التدمير مثل ذلك الفيروس .و قديماً أصاب فيروس الحب الخادع رجل قوى إقترن إسمه بالجبار إسمه " شمشون" ،و ستظل قصة شمشون القوى الجبار درساً على مر السنون ، لقد فقد قوته و نور عينيه عندما سلم نفسه لأمرأة لعوب هى دليلة بعد أن أصابه فيروس الحب الخادع .شمشون الذى صارع الأسد و قتل ألفى رجل بفك حمار غلبه فيروس الحب الخادع ، حب دليلة و هو لم يكن حباً بل شهوة . " قضاة 16 " كذلك داود مرنم إسرائيل الحلو ، الذى كان قلبه بحسب قلب الله ، داود الملك المنتصر ،ماذا فعل به فيروس الحب الشهوانى ل بتشبع ، لقد قاده إلى القتل و الزنى 2 صم 12بينما نرى يوسف الذى لم تستطع زوجة فوطيفار أن تصيبه بفيروس الحب الشهوانى لأنهكان محصناً بالله ، و يتسائل القديس يوحنا ذهبى الفم :" قال أحدهم كيف قبلت المرأة المصرية التى أحبت يوسف أن تضره ؟، و السبب أنها أحبته حباً شهوانياً
و مع ذلك فهو لم يحبها بنفس حبها الشيطانى بل احبها بالحب الحقيقى الذي طالبنا به بولس الرسول "لقد اتهمته ظلماً قائلة " أنه شتمنى و حسبنى زامية و أخطأ إلى زوجى و خانه أمام الله "أما يوسف فإذ كان بالحقيقة يحبها حذرها من هذا كله " هوذا سيدى لا يعرف معى ما فى البيت " تك 39 : 8 ، " كيف اصنع هذا الشر العظيم و أخطىء إلى الله "و هناك أيضاً فيروس حب المال الذى قال عنها الكتاب " محــبــة المــال أصل لكلالشرور " 1تى6: 10فالغنى الغبى أحب ماله جداً فقال " أهدم مخازنى و أبنى أعظم منها . . . و أقوللنفسى ، يا نفسى لكِ خيرات كثيرة لسنين عديدة " . . . فقال له الله :" يا غبى ، فى هذه الليلة تُطلب نفسك منك . . فهذه التى أعددتها لمن تكون ؟! لو 12: 16- 20و لهذا قال الرب " أن من يحب نفسه يهلكها . . . " أى الذى يحبها محبة خاطئة تقودها إلى المتعة الجسدية أو إلى شهوات العالم فإنه يهلكها فيما يظن أنه قد وجد حياته .أخى . . . . أختى . . . بدلاً من أن نستجيب و نسارع إلى فتح رسائل الحب الزائفة و نصدق أبليس عندما يقول" أحبك" ، فتدمرنا تلك الرسائل و قد يصل التدمير إلى اللوحة الرئيسية أقصد القلب ،هيا فلنسارع بالأستجابة لرسائل الحب الحقيقى المرسلة لنا من الله ، الذى أحبنا بلا مقابل،الذى أخذ الذى لنا و أعطانا الذى له ، الذى جاء ليطلب و يخلص ما قد هلك لو 9: 10و عندئذ سنسمج لله أن يدخل قلوبنا و عقولنا ، أن الله ينظر إلى قلب كل واحد منا و يقول ههنا هو موضع راحتى إلى أبد الأبد ، ههنا أسكن لأنى أشتهيته مز 132فنحن هياكل الله و روح الله يسكن فينا 1 كو 3: 16عندما سُئل السيد المسيح ما هى الفضيلة العظمى فى الناموس قال هى المحبة :" تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل فكرك و من كل قوتك ": تث 6: 5و الثانية
مثلها " تحب قريبك كنفسك " مت 22: 35 –40