مقاومة الأفكار الشريرة
سؤال: كيف استطيع أن أقاوم الأفكار، التي تضغط علي أحياناً بشدة، وتحاول أن تخضعني لأستسلم لها؟


الإجابة:

اشغل وقت فراغك بفكر آخر أقوي منه، يحل محله..

لا تنتظر حتى ترهقك الأفكار هكذا، وبعد هذا تحاول ان تقاومها. بل الأفضل - إن أستطعت - أنك لا تعطيها مجالاً علي الإطلاق للوصول إليك.. وكيف ذلك؟ اشغل فكرك باستمرار بما هو مفيد، حتى إن أراد الشيطان أن يحاربك بالفكر، يجدك مشغولاً وغير متفرغ لأفكاره، فيمضي عنك.. ما أصعب الفكر، حينما يأتي إلي الإنسان، فيجد أبوابه مفتوحة، وعقله مستعداً للقبول!! إن جاءك فكر رديء، استبدله بفكر آ أخر يحل محله. لأن عقلك لا يستطيع ان يفكر في موضوعين في وقت واحد بنفس العمق. لذلك يشترط في الفكر الجديد الذي تريد ان تغطي به فكر المحاربة، أن يكون عميقاً حتى يمكنه طرد الفكر الآخر. كالتفكير في لغز او مشكلة أو مسألة عقائدية، أو موضوع يهمك، أو تذكر شئ نسيته..

الفكر السطحي لا يطرد الأفكار المحاربة لك، غنما يطردها أخرى يمكنها أن تدخل إلي عمق ذهنك، أو إلي قلبك.. كأنه تفكر في مشكلة عائلية هامة، أو في سؤال عويص ليس من السهل حله، أو في موضوع محبوب إلي قلبك يسرك الاستمرار فيه..

ويمكنك أن تطرد الفكر بالقراءة كطريقة أخري للاحلال:
علي أن تكون أيضاً قراءة عميقة يمكنها ان تشغل الذهن، لأن القراءة السطحية تعطي مجالاً للسرحان، فيسرح الفكر في نفس الوقت فيما يحاربه. لذلك قد يحارب إنسان بفكر شهوة، فلا تصلح له قراءة روحية عادية، بقدر ما تصلح له قراءة عن حل مشكلات في الكتاب المقدس، أو قراءة في الخلافات العقائدية و الرد عليها أو قراءة في موضوع جديد لم يسبق له معرفته، أو في موضوع علمي يحتاج إلي تركيز.

وقد ينطرد الفكر بالصلوات و المطانيات:
إذ يستحي الإنسان من التفكير الخاطئ في وقت مخاطبته لله، كما انه يأخذ معونة من الصلاة. علي شرط أن تكون الصلاة بحرارة وعاطفة، ومقاومة للسرحان. والصلاة المصحوبة بالمطانيات تكون أقوي..

وقد يمكن طرد الفكر، بالانشغال في عمل يدوي:
لأن هذا العمل يشغل الفكر أيضاً فيلهيه عن محاربته، بقدر ما يكون عملاً يحتاج إلي انتباه وتركيز. العمل أيضاً يشغل الإنسان، ويريحه من حرب الأفكار، بعكس الفراغ الذي يعطي مجالاً لحرب الفكر لذلك قال الآباء إن الذي يعمل يحاربه شيطان واحد، أما الذي لا يعمل، فتحاربه عدة شياطين. لاحظ أن الله أعطي أبينا آدم عملاً يعمله وهو في الجنة مع انه لم يكن محتاجاً للعمل من أجل رزقه.

فإن لم ينطرد الفكر بكل هذا، فالأصلح أن يخرج الإنسان من وحدته ليتكلم مع شخص آخر.
لأنه من الصعب عليه أن يتكلم في موضوع معين، وهو يفكر في نفس الوقت في موضوع أخر. بل إن أي نوع من التسلية، سواء كان فردياً أو مشتركاً مع آخرين، يساعد علي طرد المكر أيضاً.

المهم أنك لا تترك الفكر ينفرد بك، أو تنفرد به:

عملية تشتيت، أو إحلال فكر آخر محله، أو شغل الذهن عنه بعمل، أو تسلية، او حديث، او كتابة، أو قراءة، أو صلاة: كل ذلك يضعف الفكر، أو يطرده، أو ينسيك إياه.

كذلك يجب عليك أن تعرف سبب الفكر وتتصرف معه:
قد يأتيك مثلاً فكر غضب أو انتقام بسبب موضوع معين يحتاج إلي التصريف داخل قلبك. . لأنك طالما تبقي داخلك أسباب الغضب، فلابد أن ترجع عليك الأفكار مهما طردتها. فإن كان الفكر سببه قراءة معينة أو سماع من الناس، أو عثرة من الحواس، أو مشكلة تشغلك، حاول أن تتوقي كل هذا، أو تجد له حلاً، هكذا تمنع سبب الفكر. كذلك إن أتاك فكر كبرياء أو مجد باطل، لسبب معين يدعوك إلي هذا، فعليك أن تحارب هذه الكبرياء داخل قلبك بطريقة روحية. فإن انتصرت عليها، ستفارقك أفكارها..

وهكذا تتبع طريقة التصريف الروحي مع كل خطية تحاربك أفكارها. وفي كل ذلك، تحتاج إلي السرعة، وعدم التساهل مع الفكر:

إن طردت الفكر بسرعة، فسيضعف أمامك. أما إن أعطيته فرصة، فسيقوي، وتضعف أنت في مقاومته، إذ قد تنضم إليه أفكار أخري وتزداد فروعة، كما أنه قد ينتقل من القلب، فيتحول إلي رغبة أو شهوة.
واحترس من خداع محبة الاستطلاع:

قد يستبقي الإنسان الفكر، بحجة أنه يريد أن يعرف ماذا تكون نهايته، وإلي أي طريق يتجه، بنوع من حب الاستطلاع!! كثير من الأفكار أنت تعرف جيداً نهايتها. وإن لم تعرف، فعلي الأقل تستطيع أن تستنتج من طريقة ابتدائها ثم ما منفعة حب الاستطلاع أن أدي إلي ضياعك؟!

هناك طريقة أخري، وهي الرد علي الفكر: والقديس مارأوغريس وضع طريقة للرد علي الفكر بآيات الكتاب. فكل خطية تحارب الإنسان، يضع أمامها آية ترد عليها وتسكنها. وفي التجربة علي الجبل رد الرب علي الشيطان بالآيات.

ولكن هناك أفكار تحتاج إلي طرد سريع، وليس إلي مناقشة.

إذ قد تكون الناقشة مدعاه إلي تثبيت الفكر بالأكثر، وإطالة مدة إقامته، كما قد تتسبب في تشعب الفكر. إن جاءتك الأفكار، يجب أن تصدها بسرعة. لا تتراخ ولا تتماهل، ولا تنتظر لتري إلي أين يصل بك الفكر ولا تتفاوض مع الفكر وتأخذ وتعطي معه. لأنك كلما تستبقي الفكر عندك، كلما يأخذ قوة ويكون له سلطان عليك. أما في بدء مجيئه، فيكون ضعيفاً يسهل عليك طرده إن طرد الأفكار يحتاج إلي حكمة وافراز، وإلي معونة.

هناك أشخاص خبيرون بالفكر وطريقة مقاتلته، كما قال بولس الرسول " لأننا لا نجهل حيله ". والذي ليست له خبرة، عليه أن يسأل مرشداً روحياً. وعلي العموم فإن المعونة الإلهية تأتي بالصلاة و التضرع، تساعد الإنسان علي التخلص من الأفكار.

الرب قادر أن يطرد الشيطان وكل أفكاره الرديئه
منقوووووووووووووول