[size=24]
[size=12][size=25]المحبة الضارة

محبة تسبب ضرراً:

لاشك ان المحبة هى الفضيلة الاولى فى المسيحية .
وقد جعلها السيد المسيح علامة للمسيحين فقال
(( بهذا يعرفكم الجميع انكم تلاميذى ، ان كان لكم حب بعضكم نحو بعض )) (يو 13 : 35)

والقديس بولس الرسول فضل المحبة على الايمان والرجاء فقال
(( هذه الثلاثة ، ولكم اعظمهن المحبة )) وقال (( ان المحبة لاتسقط ابداًُ)) (1كو 13 : 13 ،8 )

ومع ذلك فقد توجد محبة ضارة
ويذكرنا هذا بقصة استشهاد القديس اغناطيوس الانطاكى ، حين احضروه الى رومية ، لكى يلقى للأسود الجائعة فتأكله .
فلما عرف ذلك المسيحيون فى رومية أرادوا ان يخطفوه لينقذوه من الموت ،
فأرسل لهم القديس اغناطيوس رسالة روحية مؤثرة ، منعهم من ذلك قائلاً :
(( أخشى ان محبتكم تسبب لى ضرراً ))

لقد وصل الى نهاية المطاف فى غربته فى هذا العالم ، وعما قليل سينال اكليل الشهادة ويصل الى الفردوس .
ولكنهم بخطفهم له – ولو بعامل المحبة – سيعطلون مسيرته عن الوصول الى تلك المتعة الروحية ،
التى تنتظره بعد الاستشهاد .... فتكون محبتهم له ضارة روحياً .

ولعل من اسبابا المحبة الضارة ان تكون بغير حكمة او بعيدة عن الروحيات او تتصف بالذاتية او متعارضة مع محبة الله .

الاسلوب الخاطئ:

لايستطيع احد منا ان ينكر محبة الام ، حتى انه يضرب بها المثل فى الحنان وفى العمق ، ومع ذلك يمك ان اماً تحب ابنها بطريقة ضارة !

لقد احبت رفقة ابنها يعقوب بطريقة ضارة .
كانت تريده ان ينال بركة ابيه اسحق قبل ان يموت والمفروض ان عيسو كان البكر الذى ينال البركة ، فدبرت رفقة حيلة يخدع بها يعقوب اباه اسحق قبل ان يموت ( الضرير وقتذاك ) مدعياً انه عيسو !
ولما ادرك يعقوب خطورة هذا الخداع وخاف ان يكشف الامر فقال لأمه فى خوف
(( فأجلب على نفسى لعنة لا بركة ))

أجابت امه (( لعنتك على يا ابنى . اسمع لقولى )) (تك 27 : 6 ، 13 )
وسمع لقولها وخدع أباه ، فماذا كانت النتيجة؟!

لقد اضرته امه بمحبتها . وكما خدع اباه ، دخلت الخديعة الى حياته !!
فخدعه خاله لابان وزوجته ليئة بدلاً من راحيل (تك 29 : 25 )

واضطر ان يتزوج الاثنين وقاسى من تنافسهما وغيرتهما الواحدة من الاخرى .
وخدعه خاله أيضاً فغيّر أجرته عشر مرات (تك 31: 41) وخدعه أولاده وقالوا له ان وحشاً افترس ابنه يوسف ،
واروه القميص بعد ان غمسوه فى الدم فناح عليه وبكى (( ورفض ان يتعزى )) (تك 37 : 31 – 35 )
وأخيراً لخص يعقوب حياته بقوله لفرعون (( أيام سنى غربتى ... قليلة وردية )) (تك 47 : 9)

لعل من اساليب المحبة الضارة بأسلوب الطريق الخاطئ :
الاخطاء الخاصة بالتزويج :
إما بالإسارع بالتزويج قبل النضوج أو قبل التوافق .... او اختيار زوج تظن فيه الام بكل الحب انه صالح لإبنتها فتدفعها الى الزواج به دفعاً . ويكون فى ذلك ضرر لها كل الحياة ....

المديح الضار :
لقد اعجب الشعب بالفتى داود فى انتصاره على جليات الجبار . وهتف النسوة قائلات فى اعجاب (( ضرب شاول ألوفه ، وداود ربواته ))
وكان هذا المديح سبب غيرة شاول الملك وحسده وحقده على داود . وفى ذلك يقول الكتاب
(( فاحتمى شاول جداً ، وساء هذا الكلام فى عينيه . وقال : أعطين داود ربوات ، واما انا فأعطيننى الالوف . وبعد فقط تبقى له المملكة )) (1صم 18 : 7 ، Cool

وكان مديح النساء لداود سبب تعب لداود ، إذ عمل الملك شاول على قتله ...
طارده من برية الى برية ، وعاش داود مشرداً مستهدفاً طول فترة حياة شاول كلها . لأن المديح الذى مدحت به النساء لم يكن بحكمة وصادف مشاعر رديئة عند الملك.

مثال آخر :
مديح الشعب لهيرودس .
لبس هيرودس الحلة الملكية وجلس على عرشه يخاطب الشعب فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت انسان (أع 12 : 22)
وصادف هذا الهتاف كبرياء دفينه فى قلب الملك فلم يعتف منه . لذلك ضربه ملاك الرب فى الحال ، لأنه لم يعطِ مجداً لله فأكله الدود ومات ...

ويماثل المديح الخاطئ فى ضرره ، الدفاع عن الاخطاء.
إنسان تدافع عن اخطائه – بدافع من الحب الخاطئ له – يجعله ذلك يثبت فى اخطائه وقد يؤدى ذلك الى هلاكه...!

وقد يحدث هذا فى جو الاسرة والاصدقاء او فى تملق الملوك والزعماء . كما حدث أيضاً فى المجال الدينى من اتباع الهراطقة والمبتدعين.

لولا دفاع محبى الهراطقة عنهم ، والتفافهم حولهم ، مانما خطرهم وهلكوا ...
ويحدث هذا مع اتباع اى شخص حينما يؤلهونه أو يعصمونه من الخطأ ويدافعون عنه بكل قوة فيستمر فى الخطأ ويهلك

انها محبة خاطئة ، بل محبة ضارة سواء كانت عن ثقة واقتناع او عن تملق رخيص

ان الانبياء الكذبة لما تملقوا آخاب ملك اسرائيل تسببوا فى موته .
كان خارجاً للحرب ضد الاراميين وكان يسأل الانبياء : هل سيكون الله معه وينتصر ام لا ؟
وميخا النبى تنبأ له بالصدق انه ان حارب سينهزم . بينما الانبياء الكذبة مدحوا الملك وبشروه بالانتصار
(( وعمل صدقياً بن كنعنة لنفسه قرنى حديد . وقال : هكذا قال الرب : بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا)) (1مل 22 : 11 ، 12 )
وأطاع ملك اسرائيل كلام اولئك المادحين ، وخرج للحرب ، وانهزم ومات (1مل 22 : 37 ، 39 )

تسهيل الشر
فى يوم من الايام رجع آخاب الملك حزيناً الى بيته ، إذ كان له شهوة فى الاستيلاء على حقل نابوت اليزرعيلى .
فساعدته زوجته الملكة ايزابل على تحقيق رغبته الخاطئة .

شرحت له كيف يدبر مؤامرة يتهم فيها نابوت ظلماً بأنه جدف على الله ويحكم عليه بالرجم ،
ثم يرث حقله . وتمت المؤامرة بشهود زور ، وورث آخاب الحقل ...
وحققت ايزابل وعدها لآخاب (( انا اعطيك كرم نابوت اليزرعيلى )) ( 1مل 21 : 7)
وكانت محبة ضارة تسبب فى هلاك آخاب
وارسل اليه ايليا النبى قائلاً (( هل قتلت وورثت ايضاً ؟ ...

فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت ، تلحس الكلاب دمك ايضاً )) (1مل 21 : 19 )

ومثل هذه المحبة الضارة
تسهيل كل اجراء غير شرعى :
مثل تسهيل زواج غير شرعى او طلاق خاطئ او تزويج مطلقين ضد تعاليم الكتاب ...
ومثله أيضاً طالب يغشش زميله فى الامتحان بدافع من الشفقة والمحبة !!!
او يكتب شهادة مرضية وهمية ...
او صديق يشهد شهادة زور تأييداً لصديقه ....
أو محاسب يساعد ممولاً على اختلاس حقوق الدولة فى الضارئب ...
او استاذ باسم الرحمة او المحبة يخفض المقرر لتلاميذه ، وويقدم لهم فى الامتحان اسئلة تافهة ، لكى ينجحوا ولم ينالوا من العلم شيئاً ، ويكون قد أضرّ بهم علمياً ، واعطاهم مالايستحقون ...

النصح الخاطئ :
باسم المحبة ما اكثر ماتقدم نصيحة لشخص ، غرضها الظاهرى مساعدته او رفع شأنه ، بينما هى تضره كل الضرر
مثال ذلك نصيحة الشباب لرحبعام .

اتى رجال اسرائيل الى رحبعام بعد موت ابيه الملك سليمان وقالوا له (( ان اباك قسّى نيرنا ، واما انت فخفف من عبودية ابيك القاسية )) فاستشار الشيوخ فقالوا
(( إن صرت اليوم عبداً لهذا الشعب ، وخدمتهم واحببتهم وكلمتهم كلاماً حسناً يكونون لك عبيداً كل الايام )9 ( 1مل 12 : 7)
اما الشباب فبمحبتهم لسليمان ارادوا رفع قدره وتثبيت هيبته وقوته امام الشعب بأن يتشدد ويقول لهم (( ان خنصرى أغلظ من متنى ابى ... أبى ادبكم بالسياط ..، وانا اؤدبكم بالعقارب )) (1مل 12 : 10 ، 11)
ونفذ هذه الوصية فضاع ...
وكانت محبة ضارة قسمت المملكة وضيعته .

فانشق عليه عشرة اسباط وكونوا مملكة مستقلة عنه . واضرته محبة الشباب له إذ كانت محبة خالية من الحكمة
وفيها عدم اتضاع وعدم محبة للشعب....

وبالمثل كانت نصيحة اخيتوفل لأبشالوم
قال لأبشالوم (( ادخل الى سرارى ابيك اللواتى تركهن لحفظ البيت فيسمع بنى اسرائيل انك صرت مكروهاً من ابيك فتتشد ايدى جميع الذين معك)) (2صم 16 : 12 )
ففعل هكذا وكانت نصيحة ضارة به روحياً وضارة بعلاقته بأبيه ....

ثم قدم له نصيحة اخرى ، تقضى على ابيه حربياً ..... ولكن كانت هناك صلوات داود مرفوعة الى الله (( حمق يارب مشورة اخيتوفل )) (2صم 15 : 31)
فلم يأخذ ابشالوم بتلك المشورة .

كم من اصدقاء لهم نصائح ضارة ، يقدمونها بأسم المحبة !!
لست اقصد فقط اصدقاء السوء ، انما حتى اصدقاء قديسين يقدمون نصائح ضارة
ولعل من بينهم القديس بطرس احد الاثنى عشر الذى لما سمع السيد المسيح يتكلم عن صلبه وقيامته
(( اخذه بطرس اليه ، وابتدأ ينتهره قائلاً : حاشاك يارب لا يكون لك هذا ))
كأنما بهذا يمنعه عن الصليب والفداء .
فأجابه الرب قائلاً (( اذهب عنى ياشيطان . انت معثرة لى )) (مت 16 : 21 ، 23)

ومن المحبة الخاطئة ايضاً ، قطع بطرس الرسول لأذن العبد .
فعل ذلك بأسم المحبة . دفاعاً عن السيد المسيح وقت القبض عليه . استل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ، فقطع أذنه اليمنى ( لو 22 : 47 ، 50 )
فانتهره الرب ولمس أذن العبد فأبرأها ، وقال لبطرس
(( رد سيفك الى غمده ، لأن كل الذين يأخذون بالسيف ، بالسيف يهلكون )) (مت 26 : 52 )

المحبة غير العادلة
مثالها قميص يوسف الملون .
لقد احب ابونا بعقوب ابنه يوسف ( اكثر من سائر بنيه ، لأنه ابن شيخوخته . فصنع له قميصاً ملوناً ) ( تك 37 : 3)
فماذا كانت نتيجة هذه المحبة غير العادلة ؟
يقول الكتاب (( فلما رأى اخوته ان اباهم احبه اكثر من جميع اخوته ، ابغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموه بسلام)) (تك 37 : 4 )

ومعروف ماأصاب يوسف من ضرر على ايدى اخوته ...
كذلك من امثلة المحبة الضارة ، محبة يعقوب لراحيل اكثر من ليئة .

وهكذا دخلت هاتان الاختان فى صراع حول محبة الزوج وانجاب البنين ، حتى قالت ليئة فى بعض الاوقات (( مصارعات الله قد صارعت اختى )) (تك 30 : 8 )
بل انها فى انجاب بنينها ، قالت عبارات تدل على حالتها النفسية مثل (( ان الرب قد نظر الى مذلتى إنه الان يحبنى رجلى )) (( إن الرب قد سمع انى مكروهة فأعطانى هذا ايضاً ))((الآن هذه المرة يقترن بى رجلى )) (تك 29 : 31 ، 34)

محبة ضارة اخرى وهى محبة الاستحواز.


الاستحواز :
وهى المحبة التى تحبس محبوبها فى حيزها الخاص .

كالأم التى تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جداً ، لأنها تريده الى جوارها وبهذا تضره وتضيع مستقبله بسبب محبتها الضارة هذا من الناحية العلمانية
ومن الناحية الروحية قد تقف بشدة فى طريق تكريسه .
وكذلك قد تفعل الزوجة ايضاً ، لأنها تريده لها وحدها .

وما أكثر ماحدث أمثال هذه المشاكل فى محيط الحياة الزوجية ، او الحياة العائلية بصفة عامة ...
وهنا تتصف المحبة الضارة بالانانية الواضحة....

مثل الزوج الذى تدعوه انانيته فى محبته الى التضييق على زوجته ، فى الدخول والخروج وفى الكلام وفى الابتسام ، فى الزيارات وفى اللقاءات .

كمن يحبس عصفوراً فى قفص ، ويمنعه من الطيران فيكون له وحده....
يتأمله وحده ، ويغنى العصفور له وحده ! ولا تهمه حرية العصفور فى شئ ...

ويحدث ان مثل هذه المحبة الضارة تتصف بالعصبية وربما بالعنف كذلك . ويجمع الرجل بين نقيضين : الحب والقسوة !!

ومحبة الاستحواز قد تكون عند المرأة ، وتصيبها بالخوف والقلق والشك .....

وفى نفس الوقت تضر الرجل بمحبتها ، فتضيق عليه الخناق ايضاً وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته ، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسى ...

وكل ذلك بأسم الحب.
وكما يضغط الرجل على المرأة بالعنف فى محبته الضارة ، قد تضغط المرأة على الرجل
( زوجاً كان او ابناً ) بالدموع والمرض والحزن المتواتر....

ومحبة الاستحواز قد توجد فى محيط الاصدقاء
فيضيع الشخص وقت من يحبه . وبسبب المحبة يشغل وقته .
وكثيراً مايؤثر ذلك على دراسته اوعمله ، فيضره بمحبته ... او بأسم المحبة يريده ان يتحيز له فيصادق من يصادقه ، ويعادى من يعاديه ،
وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياه كذلك ...

الشهوة:
قد تتركز المحبة فى الجسد وتتحول الى شهوة .
او يسميها البعض حباً ، وهو شهوة.
فى كلا الحالتين تضر نفسها ، وتضر من تحبه ايضاً ، سواء الضرر الروحى ، او مايصاحبه من اضرار اخرى .

مثال ذلك محبة شمشون الجبار لدليلة (قض 16 : 4)
وما جرته عليه من ضياع
إذ كسر نذره ، وقبض عليه الفلسطينيون وأذلوه وقلعوا عينيه ... وأكثر من هذا كله ان الرب فارقه ( قض 16 : 19 : 21 )
ومثل شمشون ودليلة كذلك داود وبتشبع .

هذه الشهوة او المحبة الجسدية ، قادت داود الى الزنا والقتل ، وجرت عليه عقوبة شديدة من الله (2صم 12 : 7 ، 12 )

هناك محبة اخرى تتعلق بالجسد ولكن ليست من نوع الشهووة وهى :
الحنان الجسدانى :
ونقصد بها الشفقة على الجسد التى تضر الروح .

كأم تشفق على ابنها فتمنعه من الصوم ، حرصاً على صحة جسده
وقد تصل الى اب اعترافه ، وتطلب منه ان يمنع ابنها عن الصوم ...
وبنفس الاسلوب تمنعه عن كل نوع من النسك . وتقدم له من الاطعمة الدسمة ،
ماقد يضره صحياً ايضاً ، ويجر عليه السمنة وكل مضاعفتها .

وللأسف قد تقع الكنيسة فى نفس الخطأ .
وبنفس (الحنان) تقصر الاصوام والقداسات .
حتى ان الاصوام انتهت تقريباً عند بعض الكنائس ! واصبح الصوم الاستعدادى للتناول شيئاً تافهاً ، وقصرت القداسات ... وفى بعض الكنائس يصلون وهم جلوس ، ففقدوا الخشوع اللائق بالصلاة ....
كل ذلك بسبب حنان خاطئ وضار ، يخشون فيه على الجسد من التعب ... بينما لايهتمون اثناء ذلك بالروح وما يقويها ....

نوع آخر من المحبة الضارة وهو :

التدليل :
وكثيراً مايحدث فى محيط الاسرة ، وله أضرار عديدة .
ومنه الشفقة الزائدة ، والانفاق الزائد على الحاجة ، وتقديم انواع المتع العديدة ، وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب ،
او تكون العقوبة نوعاً من التوبيخ الهادئ جداً الذى لايمكن ان يردع احداً ،
فيستمر الخطأ . كما حدث مع عالى الكاهن واولاده حتى فسدوا ، وعاقبه الله عقوبة شديدة ...
(1صم 2 : 22 ، 24)(1صم 3 : 12 ، 14 )

وقد يصل تدليل الام لابنها ، انها تغطى على اخطائه .
لا تجرؤ ان توبخه ، حتى لاتجرح شعوره وفى نفس الوقت تغطى على اخطائه امام ابيه ،
حتى لايعاقبه .... بل قد تدافع عنه بالباطل ....
وهكذا يفسد الابن ، ولا يجد من يؤدبه ويربيه ....

إن الام هنا تحاول ان تكسب صداقة ومحبة ابنها بطريقة خاطئة .
بلون من المحبة الضارة به ، والتى قد تضر الام نفسها بعد حين ، وتقاسى فى المستقبل
من سوء سلوك ابنها . كمان انه غالباً مايفشل مثل هذا الابن المدلل فى حياته العملية
وفى حياته الزوجية . ويتعود التدليل ويطلبه فى كل مجال يعيش فيه ... !

ومن مظاهر التدليل ايضاً الحرية الضارة .
إذ يمنح المدلل – باسم المحبة – حرية بغير حدود ، وبغير حرص ، وبغير قيادة ،
يمكن ان توقعه فى اخطاء عديدة تصعب معالجتها .

وقد يكون التدليل فى غير محيط الاسرة .....
مثل موظف مدلل من رؤسائه .....
يعطى مسؤليات او سلطات اعلى من مستواه ، او يأخذ امتيازات ومنحاً فوق ما يستحق ... ويقصد رؤساؤه كل مايرفعه من تقارير ، ربما ضد زملائه ، ويوافقونه على كل رأى وأقتراح ، فيفسد العمل ، وبفسد الموظف ، ويتعب الزملاء ...!

انواع اخرى
منها مريض يحب اسباب مرضه فيضر نفسه .
كمريض بالسكر يحب الحلويات او مريض بالكوليسترول يحب الدهنيات
او مريض بالضضغط يحب المكيفات ....

او انسان يحب المخدرات ولا يقدر على الامتناع عنها ، وكل هؤلاء يضرون صحتهم اشد الضرر .
وبالمثل كل من يقع فى محبة تضره .
فهو الذى يضر نفسه دون ان يضر غيره ....

نعم ان كثيرين لايحبون لأنفسهم الخير ، وقد يحبون انفسهم بطريقة تجلب لهم الضرر .
كإنسان من محبته الخاطئة لنفسه يكثر من الافتخار ومديح نفسه بطريقة تنفر الناس منه ...
او انسان من محبته للمال ، يكنزه وينمى رصيده بأسلوب يبخل به على نفسه وعلى المحيطين به ، فيضر نفسه ويضرهم .....

وربما انسان يحب شخصاً فيضيع سمعته .
إما بالإلتصاق به فى كل مكان ، مما يسبب له حرجاً ، ويتقول الناس عن هذه العلاقة ....
او يشيع ان له تأثير عليه ، او لمحبته له يجعله يوافق على اى شئ!!

وهناك محبة اخرى للمرضى تضرهم ...
إما ببقاء مدة طويلة الى جوارهم فى التحدث معهم وهم صحياً فى حاجة الى راحة .... او عدم إعطائهم فرصة للإتصال بالله اثناء مرضهم .... او بخداعهم فى نوع مرضهم ، فلا يهتمون بأبديتهم وبما يلزم من توبة ... او بتقديم متع لهم أثناء مرضهم يمكن ان يضرهم .....

لقداسة البابا شنودة الثالث
[/size]
[/size]
[/size]