كيف يتجسد الله ويحل في جسد إنسان ترابي دنئ يأكل ويشرب ويمارس عمليات الإفراز والإخراج.. إلخ وكيف يعيش في عالم موبوء بالخطية
ج: نعم الله تجسد حيث اتخذ الله جسداً وإتحد به، ولم يكن مجرد حلول في جسد إنسان ترابي، فهذا فكر نسطور المرفوض. إنما اتحد بجسد إنسان ذو نفس عاقلة، وجسد الإنسان بالنسبة لمن يفهم هو معجزة عظيمة بكل المقاييس، فعمل أي جهاز داخل الجسم هو مثار عجب العلماء، فمن قال أن جسد الإنسان دنئ إلاَّ الإنسان الجاهل ولو كان هذا الجسد دنئ فكيف خلقه الله هل يخلق الله شيئاً دنيئاً وإن كان غير المؤمنين يقولون بان الله أمر ملائكته بالسجود لآدم فأطاعوا ماعدا ابليس آبى واستكبر فحلَّ به العقاب الإلهي، فلو كانآدم دنيئاً.. فكيف يأمر الله ملائكته النورانية بالسجود له، ومن لم يسجد له نال العقاب
ثم ألاَّ يؤمن الجميع بأن الله يملأ الكون المادي، فلو كانت المادة شراً حسب التفكير الغنوسي فكيف يملأ الله هذا الكون المادي ويديره ويدبر كل أموره .. يقول القديس أثناسيوس " وإن كان (الله) يسكن في كل الكون وبكل أجزائه، فما هو وجه الغرابة أو السخف إذا قلنا انه إتحد بالإنسان أيضاً لأنه لو كان حلوله في جسد أمراً سخيفاً وغير مقبول، لكان أمراً سخيفاً أيضاً أن يسكن بكل الكون ويعطي ضياء وحركة لكل الأشياء بعناية.. أما إن كان قد لاق به أن يسكن بالكون، وأن يُعرَف في الكل، وجب أن يليق به أيضاً أن يظهر في جسد بشري، وأن يستضئ به ذلك الجسد ويعمل " (تجسد الكلمة 41: 5 – 7).
وإن كان الله منذ القديم يعمل في البشرية الخاطئة ويُقدّسها ويُطهّرها دون أن يتدنس بآثامها، وإن كان الله قد حلَّ في العليقة (خر 3: 3) على شكل نار، وظلل على بني إسرائيل على شكل عمود سحاب نهاراً وعمود نار ليلاً (خر 14: 24).. إلخ ألا نقبل إتحاده بجسد الإنسان المخلوق على صورته ومثاله وهل النار والسحاب أشرف وأكرم وأعظم من الإنسان
حقاً إن الجسد هو من المادة الكثيفة لكنه ليس خطية ولا شر كقول ماني والغنوسيين، والله هو شمس البر الذي يحل بالمكان فيطهره ويقدّسه، ويؤثر فيه ولا يتأثر به، وعلى رأي القديس أثناسيوس " إن كانت الشمس التي خلقها هو والتي نراها، وهي تدور في السماء، لا تتدنس بمجرد لمسها الأجساد التي على الأرض، ولا بارئ الشمسوربها، لم يتدنس قط بمجرد ظهوره في الجسد، بل بالعكس، لأنه عديم الفساد، فقد أحيا وطهر الجسد الذي كان في حد ذاته قابلاً للفناء، لأنه قيل عنه { الذي لم يفعل خطية ولا وُجِد في فمه مكر } (1 بط 2: 22) " (تجسد الكلمة 17: 7).
وقال القديس كيرلس الكبير " وكما ان شعاع الشمس عندما يسقط على أي شئ من الأشياء الأرضية النجسة لا يتدنس بل يظل كما هو بدون أن تلتصق به حتى الرائحة الكريهة للقاذورات التي يقع عليها، فكم بالأكثر طبيعة الله الكلية القداسة التي لا تسمح بأي عيب أو دنس يؤثر فيها " (1).
ونعيد القول بأن جسد الإنسان ليس خطية ولا شر ولا نجاسة وبالتالي فان عمليات الأكل والشرب والإفراز والإخراج إنما هي عمليات حيوية لتحفظ للإنسان حياته، وليست هي شر ولا نجاسة ولا خطية. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). إنما الخطية هي في كسر وصايا الله، ولا ننسى أن الله إتحد بجسد خالٍ تماماً من الخطية، فهل التجسد يتعارض مع قداسة الله.. كلاَّ لأن الرب يسوع هو الإله القدوس الذي بلا عيب ولا خطية وتحدى الكل قائلاً " من منكم يبكتني على خطية "، وهل التجسد ضد كرامة الله كلاَّ لأن الله سبق وكرَّم الإنسان عندما خلقه على صورته ومثاله، فالله اتحد بصورته.. فما الخطأ في هذا وهل التجسد ضد عظمة الله كلاَّ.. لأن العظمة الحقيقية كما علمها لنا الرب يسوع هي في الاتضاع وليس في التشامخ والكبرياء، وفي التجسد قد لمسنا بل أمسكنا بل انبهرنا بعظمة الاتضاع الإلهي.. من العرش الإلهي إلىالمزود.. من المجد الإلهي إلى صليب العار..المجد لك يارب، يا رب لك المجد..
وهل التجسد يتعارض مع حكمة الله كلاَّ.. بل بالتجسد ظهرت حكمة الله التي صرعت العدو القوي وأزلته وحررت سباياه.. حقاً لقد صنع الله بالضعف ماهو أعظم من القوة، وهل التجسد يتعارض مع كمال الله.. كلاَّ، ويجيب العلامة ترتليان على هذا التساؤل قائلاً " الجواب: طبعاً لا. بل هو لائق بكماله كل اللياقة، لأن من مستلزمات الكمال العطف على الناس وإنقاذهم من خطاياهم، وتقريبهم إلى الله لكي يعرفوه ويفيدوا منه "(1)
أما عن التساؤل بأنه كيف يليق بالله القدوس أن يلبس جسداً ويعيش في عالم موبوءبالخطية فإننا نقول نعم إن الرب يسوع عاش في عالم موبوء بالخطية ولكنه لم يتأثر بها. إنه النور الحقيقي الذي يقهر الظلمة وهي لا يمكن أن تقهره، والنجاسة تهرب من أمامه، والخطية تشبه الميكروب الذي يواجه نور الشمس وقوتها فتقضي عليه سريعاً.
[center]
ج: نعم الله تجسد حيث اتخذ الله جسداً وإتحد به، ولم يكن مجرد حلول في جسد إنسان ترابي، فهذا فكر نسطور المرفوض. إنما اتحد بجسد إنسان ذو نفس عاقلة، وجسد الإنسان بالنسبة لمن يفهم هو معجزة عظيمة بكل المقاييس، فعمل أي جهاز داخل الجسم هو مثار عجب العلماء، فمن قال أن جسد الإنسان دنئ إلاَّ الإنسان الجاهل ولو كان هذا الجسد دنئ فكيف خلقه الله هل يخلق الله شيئاً دنيئاً وإن كان غير المؤمنين يقولون بان الله أمر ملائكته بالسجود لآدم فأطاعوا ماعدا ابليس آبى واستكبر فحلَّ به العقاب الإلهي، فلو كانآدم دنيئاً.. فكيف يأمر الله ملائكته النورانية بالسجود له، ومن لم يسجد له نال العقاب
ثم ألاَّ يؤمن الجميع بأن الله يملأ الكون المادي، فلو كانت المادة شراً حسب التفكير الغنوسي فكيف يملأ الله هذا الكون المادي ويديره ويدبر كل أموره .. يقول القديس أثناسيوس " وإن كان (الله) يسكن في كل الكون وبكل أجزائه، فما هو وجه الغرابة أو السخف إذا قلنا انه إتحد بالإنسان أيضاً لأنه لو كان حلوله في جسد أمراً سخيفاً وغير مقبول، لكان أمراً سخيفاً أيضاً أن يسكن بكل الكون ويعطي ضياء وحركة لكل الأشياء بعناية.. أما إن كان قد لاق به أن يسكن بالكون، وأن يُعرَف في الكل، وجب أن يليق به أيضاً أن يظهر في جسد بشري، وأن يستضئ به ذلك الجسد ويعمل " (تجسد الكلمة 41: 5 – 7).
وإن كان الله منذ القديم يعمل في البشرية الخاطئة ويُقدّسها ويُطهّرها دون أن يتدنس بآثامها، وإن كان الله قد حلَّ في العليقة (خر 3: 3) على شكل نار، وظلل على بني إسرائيل على شكل عمود سحاب نهاراً وعمود نار ليلاً (خر 14: 24).. إلخ ألا نقبل إتحاده بجسد الإنسان المخلوق على صورته ومثاله وهل النار والسحاب أشرف وأكرم وأعظم من الإنسان
حقاً إن الجسد هو من المادة الكثيفة لكنه ليس خطية ولا شر كقول ماني والغنوسيين، والله هو شمس البر الذي يحل بالمكان فيطهره ويقدّسه، ويؤثر فيه ولا يتأثر به، وعلى رأي القديس أثناسيوس " إن كانت الشمس التي خلقها هو والتي نراها، وهي تدور في السماء، لا تتدنس بمجرد لمسها الأجساد التي على الأرض، ولا بارئ الشمسوربها، لم يتدنس قط بمجرد ظهوره في الجسد، بل بالعكس، لأنه عديم الفساد، فقد أحيا وطهر الجسد الذي كان في حد ذاته قابلاً للفناء، لأنه قيل عنه { الذي لم يفعل خطية ولا وُجِد في فمه مكر } (1 بط 2: 22) " (تجسد الكلمة 17: 7).
وقال القديس كيرلس الكبير " وكما ان شعاع الشمس عندما يسقط على أي شئ من الأشياء الأرضية النجسة لا يتدنس بل يظل كما هو بدون أن تلتصق به حتى الرائحة الكريهة للقاذورات التي يقع عليها، فكم بالأكثر طبيعة الله الكلية القداسة التي لا تسمح بأي عيب أو دنس يؤثر فيها " (1).
ونعيد القول بأن جسد الإنسان ليس خطية ولا شر ولا نجاسة وبالتالي فان عمليات الأكل والشرب والإفراز والإخراج إنما هي عمليات حيوية لتحفظ للإنسان حياته، وليست هي شر ولا نجاسة ولا خطية. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). إنما الخطية هي في كسر وصايا الله، ولا ننسى أن الله إتحد بجسد خالٍ تماماً من الخطية، فهل التجسد يتعارض مع قداسة الله.. كلاَّ لأن الرب يسوع هو الإله القدوس الذي بلا عيب ولا خطية وتحدى الكل قائلاً " من منكم يبكتني على خطية "، وهل التجسد ضد كرامة الله كلاَّ لأن الله سبق وكرَّم الإنسان عندما خلقه على صورته ومثاله، فالله اتحد بصورته.. فما الخطأ في هذا وهل التجسد ضد عظمة الله كلاَّ.. لأن العظمة الحقيقية كما علمها لنا الرب يسوع هي في الاتضاع وليس في التشامخ والكبرياء، وفي التجسد قد لمسنا بل أمسكنا بل انبهرنا بعظمة الاتضاع الإلهي.. من العرش الإلهي إلىالمزود.. من المجد الإلهي إلى صليب العار..المجد لك يارب، يا رب لك المجد..
وهل التجسد يتعارض مع حكمة الله كلاَّ.. بل بالتجسد ظهرت حكمة الله التي صرعت العدو القوي وأزلته وحررت سباياه.. حقاً لقد صنع الله بالضعف ماهو أعظم من القوة، وهل التجسد يتعارض مع كمال الله.. كلاَّ، ويجيب العلامة ترتليان على هذا التساؤل قائلاً " الجواب: طبعاً لا. بل هو لائق بكماله كل اللياقة، لأن من مستلزمات الكمال العطف على الناس وإنقاذهم من خطاياهم، وتقريبهم إلى الله لكي يعرفوه ويفيدوا منه "(1)
أما عن التساؤل بأنه كيف يليق بالله القدوس أن يلبس جسداً ويعيش في عالم موبوءبالخطية فإننا نقول نعم إن الرب يسوع عاش في عالم موبوء بالخطية ولكنه لم يتأثر بها. إنه النور الحقيقي الذي يقهر الظلمة وهي لا يمكن أن تقهره، والنجاسة تهرب من أمامه، والخطية تشبه الميكروب الذي يواجه نور الشمس وقوتها فتقضي عليه سريعاً.
[center]