سلام ونعمة://
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
لم يسلِّم لنا الآباء كتابًا محددًا عن طبيعة الكنيسة لأن أساس نظرتهم
للكنيسة كان هو سر التجسد. فنحن في الأرثوذكسية نحيا الحياة المسيحية
كنسيًا، أي من خلال وجودنا الخاص في الكنيسة، وهو وجود يعلو على
الوجود البيولوجي والطبيعي الذي نأخذه من الوالدين. الإنسان ”الكنائسي“
هو إنسان مولود من فوق، والولادة من فوق تتم في الزمان، أي يوم
المعمودية، لأنها حميم الميلاد الجديد حسب تسليم طقس المعمودية في
كنيستنا الأرثوذكسية.
والميلاد من جديد، حسب الآباء وحسب كل صلوات المعمودية في
الكنائس الأرثوذكسية، ليس ميلادًا من طبيعة ميتة مثل ميلادنا البيولوجي،
ولا من طبيعة أرضية، لأن حتى المياه التي في جرن المعمودية لا تصبح
مياه حية من ذاتها وحدها بل بواسطة الروح القدس. ولذلك، بعد خدمة
السر، يطلب الكاهن أن تعود المياه إلى طبعها الأول( 1). هكذا نحن ندخل
حياة جديدة كأفراد، ونتحول بقوة السرِّ إلى أعضاء من جسد المسيح
الواحد.
وبناءً على هذه الحقيقة الروحية، فلابد أن نوضح للقارئ حقيقتين
1) حسب التعبير العربي”تسريح المياه“، وحسب التعبير القبطي ردَّها إلى ما )
كانت عليه، أي عودتها إلى الطبيعة الأولى المخلوقة من العدم.
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
8
يعقبهما تحذيران:
الحقيقة الأولى والتحذير الأول، هو ألاَّ ننسى أن الذي يضمُّنا إلى
لأننا جميعنا » : الكنيسة هو الروح القدس، وذلك حسب التعليم الرسولي
« بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد... وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا
1كو 13:12 ). فالذي يجمع الذين نالوا الميلاد الجديد هو المسيح الذي )
َ غرَسَنا في جسده بالروح القدس، أي ذات الجسد الذي وُلد من العذراء،
ومُسح في الأردن، ومات على الصليب وقام حيا في اليوم الثالث، ثم صعد
إلى السموات. وفي كل مرحلة من مراحل تأسيس الخلاص هذه نالت
الطبيعة الإنسانية المتحدة بلاهوت الله الكلمة تقدُّمًا نحو الكمال، أي كمالها
هي في المسيح، وهو تعبير لا يجب أن يخيف المولود من فوق. أما الذي
لا زال تحت سيادة الميلاد البيولوجي فسوف يتمنَّع ربما عن صغر نفس أو
استكثار لنعمة المسيح عليه، هذا إن كان صاحب نية طيبة بسيطة؛ أما إن
كان محبا للخصام ( 1كو 16:11 ) فسوف يجد في هذا التعبير ما يفتح له
يسلكون حسب الإنسان الطبيعي الذي يجهل » باب الجدل، لأن مُحبِّي الجدل
.( 1كو 14:2 )« أسرار الله
وهنا نزيد هذه الحقيقة الأولى توضيحًا:
في ميلاد الرب كانت البداية،
وفي المسحة أخذنا في المسيح نعمة التقديس،
وفي الصليب أخذنا الانتصار على الموت وتحرُّر الطبيعة من سلطان
الخطية وكل آثارها،
وفي القيامة أخذنا الحياة الأبدية بلا فساد،
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
9
وفي الصعود أخذنا الجلوس معه في السماء إلى الأبد.
هذه كلها هي أساسات السرائر الكنسية: المعمودية، الميرون،
الإفخارستيا، أي الأسرار التي ُتع َ طى للكل. (أما باقي الأسرار فهي ُتع َ طى
لمن ينال دعوة مثل الكهنوت، أو يحتاج إلى الشفاء بالتوبة والاعتراف
ومسحة المرضى، أو يسلك طريق الزيجة المقدس).
الحقيقة الثانية والتحذير الثاني:
لأنه » : ليس للرب يسوع إلا جسد واحد، وهو حسب التعبير الرسولي
كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا
جسد » 1كو 12:12 ) و ) « كانت كثيرة هي جسد واحد، كذلك المسيح أيضًا
.( أف 4:4 ) « واحد وروح واحد كما دُعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد
والجسد الواحد يُعني الإنسان الواحد. والرسول لا يقف عند تعبير الإنسان
الواحد، بل الإنسان الواحد الجديد أي يسوع المسيح.
وهنا بالذات علينا أن نلاحظ كلمات الرسول:
1. َ خَل َ ق الرب في نفسه الإنسان الواحد الجديد،
2. جَمَعَ اليهود والأمم في جسد واحد، مُصالحًا الاثنين مع الله بالموت
على الصليب،
3. قتل العداوة.
.(16-15 : وهكذا أعَدْنا صياغة كلمات الرسول في أفسس ( 2
والإنسان الواحد الجديد ليس مثل الإنسان الواحد القديم آدم. وهذه هي
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
10
الفروق:
آدم المسيح
1) ببرِّ واحدٍ صارت الهبة إلى )
جميع الناس.
1) بإنسان واحد دخلت الخطية. )
2) بالواحد فيض النعمة وعطية )
البرِّ.
2) بالخطية الموت. )
3) ببرِّ الواحد صارت الهبة إلى )
جميع الناس لتبرير الحياة.
3) بخطية الواحد مات كثيرون. )
4) بإطاعة الواحد جُعل الكثيرون )
أبرارًا.
4) بمعصية الإنسان الواحد جُعل )
الكثيرون خطاة.
(19- (رو 12:5
آدم المسيح
بإنسان أيضًا قيامة الأموات.
في المسيح سيُحيا الجميع.
الموت بإنسان.
في آدم يموت الجميع.
يُقام في عدم فساد.
يُقام في مجد.
يُقام في قوة.
يُزرع في فساد.
يُزرع في هوان.
يُزرع في ضعف.
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
11
يُزرع جسمًا حيوانيًا. يُقام جسمًا روحانيًا.
آدم الأخير روحًا مُحييًا.
الإنسان الثاني الرب من السماء.
صار الإنسان الأول نفسًا حية.
الإنسان الأول من الأرض ترابي.
كما َلبِسْنا صورة الترابي. هكذا سنلبس صورة السمائي.
(48- 1كو 21:15 )
كانت رسالة الأب متى المسكين منذ أول كتاب كتبه هي العودة إلى
التعليم الرسولي المسلَّم للقديسين، سواء في الأسفار المقدسة أو في
كتابات آباء الكنيسة، وذلك عن الخليقة الجديدة، وهذا ما نجده في كتاب
”الخليقة الجديدة“, وكتاب ”العريس“، وكتاب ”الباراكليت، الروح القدس
في حياة الناس“، وكتاب ”أعياد الظهور الإلهي“، وفي ذلك الزخم الكبير
الهائل من تفاسير العهد الجديد الذي يكاد يغطي كل أسفار العهد الجديد.
وهكذا نحن نجد أنفسنا هنا أمام طريقين:
1. إما الطريق الرسولي والآبائي الثابت في صلواتنا واعترافنا بالإيمان
في كل الخدمات الكنسية وممارسة السرائر، وكتابات الآباء. وهو ما
جاهد الأب متى المسكين في إبرازه؛
2. أو الطريق الثاني وهو لاهوت أدبي يرى في المسيحية دعوة أخلاقية
تقوم فيها الإرادة الإنسانية بكل شيء ولا تأخذ شيئًا من الله. وهو في
النهاية لا يختلف عن اليهودية أو أي دين آخر.
الطريق الأول يضع نعمة الله في قلب كل خطاب ومقالة وصلاة.
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
12
والنعمة لها أسماء كثيرة فهي مث ً لا: التبني، الحياة الأبدية، الميلاد من فوق،
الشركة في الطبيعة الإلهية، حلول الروح القدس وسُكناه فينا، الخلقة
الجديدة، الميلاد من فوق، مسحة الروح القدس، سُكنى المسيح فينا... إلخ.
ولم نرتِّب هذه الأسماء، كما أننا لم نحصرها كلها، ولكنها ليست غريبة
على القارئ الذي يحضر صلوات الكنيسة ويتشبَّع بروح الإنجيل.
الطريق الثاني وُلد من خلال إنكار كل ما يمكن أن يوصف باسم
”الشركة في الطبيعة الإلهية“. وأذكر أنه في خلال احتدام النقاش حول
المواهب وأقنوم الروح القدس، كنا مع واحد من عمالقة هذا الجيل (رقد
إن غاية الحياة » : في الرب بعد خدمة جليلة)، وقال بصوته الوديع
المسيحية هي أن نحب مثل الله، وهذا مستحيل على الإرادة الإنسانية
إن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا » : بالمرة. ولكن الرسول بولس قال
رو 5:5 ). وأضاف الأب الفاضل: ”أنا بَحِب ) « بالروح القدس المع َ طى لنا
1يو ) « الله محبة » : ربنا بقوة ربنا، والمحبة ليست موهبة, لأن الإنجيلي قال
7:4 ). لذلك أرجوكم أن لا تجادلوا في هذا الأمر لأنه يشوِّش شركتنا في
الله“ (انتهى كلام الأب المبارك - نيَّح الله نفسه).
وهذه هي سلسلة تطوُّر فكر الطريق الثاني:
إنكار حلول الروح القدس فينا باسم التمييز بين مواهب الروح
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
لم يسلِّم لنا الآباء كتابًا محددًا عن طبيعة الكنيسة لأن أساس نظرتهم
للكنيسة كان هو سر التجسد. فنحن في الأرثوذكسية نحيا الحياة المسيحية
كنسيًا، أي من خلال وجودنا الخاص في الكنيسة، وهو وجود يعلو على
الوجود البيولوجي والطبيعي الذي نأخذه من الوالدين. الإنسان ”الكنائسي“
هو إنسان مولود من فوق، والولادة من فوق تتم في الزمان، أي يوم
المعمودية، لأنها حميم الميلاد الجديد حسب تسليم طقس المعمودية في
كنيستنا الأرثوذكسية.
والميلاد من جديد، حسب الآباء وحسب كل صلوات المعمودية في
الكنائس الأرثوذكسية، ليس ميلادًا من طبيعة ميتة مثل ميلادنا البيولوجي،
ولا من طبيعة أرضية، لأن حتى المياه التي في جرن المعمودية لا تصبح
مياه حية من ذاتها وحدها بل بواسطة الروح القدس. ولذلك، بعد خدمة
السر، يطلب الكاهن أن تعود المياه إلى طبعها الأول( 1). هكذا نحن ندخل
حياة جديدة كأفراد، ونتحول بقوة السرِّ إلى أعضاء من جسد المسيح
الواحد.
وبناءً على هذه الحقيقة الروحية، فلابد أن نوضح للقارئ حقيقتين
1) حسب التعبير العربي”تسريح المياه“، وحسب التعبير القبطي ردَّها إلى ما )
كانت عليه، أي عودتها إلى الطبيعة الأولى المخلوقة من العدم.
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
8
يعقبهما تحذيران:
الحقيقة الأولى والتحذير الأول، هو ألاَّ ننسى أن الذي يضمُّنا إلى
لأننا جميعنا » : الكنيسة هو الروح القدس، وذلك حسب التعليم الرسولي
« بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد... وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا
1كو 13:12 ). فالذي يجمع الذين نالوا الميلاد الجديد هو المسيح الذي )
َ غرَسَنا في جسده بالروح القدس، أي ذات الجسد الذي وُلد من العذراء،
ومُسح في الأردن، ومات على الصليب وقام حيا في اليوم الثالث، ثم صعد
إلى السموات. وفي كل مرحلة من مراحل تأسيس الخلاص هذه نالت
الطبيعة الإنسانية المتحدة بلاهوت الله الكلمة تقدُّمًا نحو الكمال، أي كمالها
هي في المسيح، وهو تعبير لا يجب أن يخيف المولود من فوق. أما الذي
لا زال تحت سيادة الميلاد البيولوجي فسوف يتمنَّع ربما عن صغر نفس أو
استكثار لنعمة المسيح عليه، هذا إن كان صاحب نية طيبة بسيطة؛ أما إن
كان محبا للخصام ( 1كو 16:11 ) فسوف يجد في هذا التعبير ما يفتح له
يسلكون حسب الإنسان الطبيعي الذي يجهل » باب الجدل، لأن مُحبِّي الجدل
.( 1كو 14:2 )« أسرار الله
وهنا نزيد هذه الحقيقة الأولى توضيحًا:
في ميلاد الرب كانت البداية،
وفي المسحة أخذنا في المسيح نعمة التقديس،
وفي الصليب أخذنا الانتصار على الموت وتحرُّر الطبيعة من سلطان
الخطية وكل آثارها،
وفي القيامة أخذنا الحياة الأبدية بلا فساد،
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
9
وفي الصعود أخذنا الجلوس معه في السماء إلى الأبد.
هذه كلها هي أساسات السرائر الكنسية: المعمودية، الميرون،
الإفخارستيا، أي الأسرار التي ُتع َ طى للكل. (أما باقي الأسرار فهي ُتع َ طى
لمن ينال دعوة مثل الكهنوت، أو يحتاج إلى الشفاء بالتوبة والاعتراف
ومسحة المرضى، أو يسلك طريق الزيجة المقدس).
الحقيقة الثانية والتحذير الثاني:
لأنه » : ليس للرب يسوع إلا جسد واحد، وهو حسب التعبير الرسولي
كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا
جسد » 1كو 12:12 ) و ) « كانت كثيرة هي جسد واحد، كذلك المسيح أيضًا
.( أف 4:4 ) « واحد وروح واحد كما دُعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد
والجسد الواحد يُعني الإنسان الواحد. والرسول لا يقف عند تعبير الإنسان
الواحد، بل الإنسان الواحد الجديد أي يسوع المسيح.
وهنا بالذات علينا أن نلاحظ كلمات الرسول:
1. َ خَل َ ق الرب في نفسه الإنسان الواحد الجديد،
2. جَمَعَ اليهود والأمم في جسد واحد، مُصالحًا الاثنين مع الله بالموت
على الصليب،
3. قتل العداوة.
.(16-15 : وهكذا أعَدْنا صياغة كلمات الرسول في أفسس ( 2
والإنسان الواحد الجديد ليس مثل الإنسان الواحد القديم آدم. وهذه هي
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
10
الفروق:
آدم المسيح
1) ببرِّ واحدٍ صارت الهبة إلى )
جميع الناس.
1) بإنسان واحد دخلت الخطية. )
2) بالواحد فيض النعمة وعطية )
البرِّ.
2) بالخطية الموت. )
3) ببرِّ الواحد صارت الهبة إلى )
جميع الناس لتبرير الحياة.
3) بخطية الواحد مات كثيرون. )
4) بإطاعة الواحد جُعل الكثيرون )
أبرارًا.
4) بمعصية الإنسان الواحد جُعل )
الكثيرون خطاة.
(19- (رو 12:5
آدم المسيح
بإنسان أيضًا قيامة الأموات.
في المسيح سيُحيا الجميع.
الموت بإنسان.
في آدم يموت الجميع.
يُقام في عدم فساد.
يُقام في مجد.
يُقام في قوة.
يُزرع في فساد.
يُزرع في هوان.
يُزرع في ضعف.
الكنيسة: الموضوع الحاضر - الغائب
11
يُزرع جسمًا حيوانيًا. يُقام جسمًا روحانيًا.
آدم الأخير روحًا مُحييًا.
الإنسان الثاني الرب من السماء.
صار الإنسان الأول نفسًا حية.
الإنسان الأول من الأرض ترابي.
كما َلبِسْنا صورة الترابي. هكذا سنلبس صورة السمائي.
(48- 1كو 21:15 )
كانت رسالة الأب متى المسكين منذ أول كتاب كتبه هي العودة إلى
التعليم الرسولي المسلَّم للقديسين، سواء في الأسفار المقدسة أو في
كتابات آباء الكنيسة، وذلك عن الخليقة الجديدة، وهذا ما نجده في كتاب
”الخليقة الجديدة“, وكتاب ”العريس“، وكتاب ”الباراكليت، الروح القدس
في حياة الناس“، وكتاب ”أعياد الظهور الإلهي“، وفي ذلك الزخم الكبير
الهائل من تفاسير العهد الجديد الذي يكاد يغطي كل أسفار العهد الجديد.
وهكذا نحن نجد أنفسنا هنا أمام طريقين:
1. إما الطريق الرسولي والآبائي الثابت في صلواتنا واعترافنا بالإيمان
في كل الخدمات الكنسية وممارسة السرائر، وكتابات الآباء. وهو ما
جاهد الأب متى المسكين في إبرازه؛
2. أو الطريق الثاني وهو لاهوت أدبي يرى في المسيحية دعوة أخلاقية
تقوم فيها الإرادة الإنسانية بكل شيء ولا تأخذ شيئًا من الله. وهو في
النهاية لا يختلف عن اليهودية أو أي دين آخر.
الطريق الأول يضع نعمة الله في قلب كل خطاب ومقالة وصلاة.
الكنيسة عروس المسيح، طبيعة إنسانية متحدة بطبيعة إلهية
12
والنعمة لها أسماء كثيرة فهي مث ً لا: التبني، الحياة الأبدية، الميلاد من فوق،
الشركة في الطبيعة الإلهية، حلول الروح القدس وسُكناه فينا، الخلقة
الجديدة، الميلاد من فوق، مسحة الروح القدس، سُكنى المسيح فينا... إلخ.
ولم نرتِّب هذه الأسماء، كما أننا لم نحصرها كلها، ولكنها ليست غريبة
على القارئ الذي يحضر صلوات الكنيسة ويتشبَّع بروح الإنجيل.
الطريق الثاني وُلد من خلال إنكار كل ما يمكن أن يوصف باسم
”الشركة في الطبيعة الإلهية“. وأذكر أنه في خلال احتدام النقاش حول
المواهب وأقنوم الروح القدس، كنا مع واحد من عمالقة هذا الجيل (رقد
إن غاية الحياة » : في الرب بعد خدمة جليلة)، وقال بصوته الوديع
المسيحية هي أن نحب مثل الله، وهذا مستحيل على الإرادة الإنسانية
إن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا » : بالمرة. ولكن الرسول بولس قال
رو 5:5 ). وأضاف الأب الفاضل: ”أنا بَحِب ) « بالروح القدس المع َ طى لنا
1يو ) « الله محبة » : ربنا بقوة ربنا، والمحبة ليست موهبة, لأن الإنجيلي قال
7:4 ). لذلك أرجوكم أن لا تجادلوا في هذا الأمر لأنه يشوِّش شركتنا في
الله“ (انتهى كلام الأب المبارك - نيَّح الله نفسه).
وهذه هي سلسلة تطوُّر فكر الطريق الثاني:
إنكار حلول الروح القدس فينا باسم التمييز بين مواهب الروح