صور السيد المسيح المرسومة
نص السؤال: لقد اطلعت على قسم صور السيد المسيح عليه السلام وراودتني تسائلات وافكار لاعد لها ولا حصر منها: كيف نعرف ان هذا هوا شكل السيد المسيح وهذه هي هيئته عليه السلام؟ - كلنا نعرف ان السيد المسيح عليه السلام كان من ازهد من وطائت قدماه على الارض اذا فليس من المعقول ان يقعد لكي يرسمه الرسامون واذا قلنا ان هناك من اتباعه من قام برسمه دون قعوده عليه السلام امامه لكي يرسمه وانما رسمه من مخيلته فكيف لهذا الرسام ان يرسمه عليه السلام مع موسى النبي وغيره لا اعرف ماذا اقول لكن في اعتقادي ان السيد المسيح عليه السلام ارفع واعلا درجة من ان نصوره ونرسمه في هيئات من وحي خيالنا خاصة وان كل شخص يصوره عليه السلام بطريقته الخاصه.. ارجوا ان ترد علي فأني جديد وتسئلاتي والاشياء التي تحيرني كما قلت لك لا عد لها ولا حصر
الإجابة:
أولاً، شكراً على رسالتك والأسلوب الرفيع الذي سألت به.. ولكن توجد نقطة نود توضيحها، وهي أنك تسأل في أمور المسيحية، من خلفية غير مسيحية.. فبعض طوائف الإسلام مثلاً ترفض تصوير الأنبياء وغيره.. فربما هذا هو سبب السؤال..
ولكن، المفترض في القرآن أنه نزل بدون رفض ما سبقه.. فيقول القرآن مثلاً: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 49)، ويقول عن الكتاب المقدس أيضاً: "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة أل عمران 3و4). ويقول أيضاً "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ، وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (سورة المائدة 46-48). وما أكثر الآيات القرآنية التي تدعو إلى الإيمان بالإنجيل والتوراة، نذكر منها غير سبق "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا" (سورة النساء 136).
وكانت من وصايا الله ألا يصنع الإنسان تمثالاً منحوتاً، أي التصاوير التي كانت في العصور البدائية، ولكن لم يكن الرفض لمجرد الرفض.. ولكنه كان لئلا يزيغ قلب القدماء البدائيين ويعبدون ذلك التمثال أو غيره.. فتقول الله عز وجل في ذلك:
"لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ" (سفر الخروج 20: 4، 5).
"«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ" (سفر اللاويين 26: 1).
"لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ" (سفر التثنية 5: 7-9).
فكما ترى عزيزي السائِل، النهي كان عن الصناعة بهدف العبادة، وليس الصناعة فقط.. أي النهي عن عبادة الأوثان والأصنام وغيره.. ولكن إن كانت تٌصنَع بهدف غير العبادة، فما المشكلة؟! بل الله نفسه تبارك اسمه قد أمر بصنع تماثيل في مسكن الله، كما نرى في سفر الخروج 25، 37، سفر الملوك الأول 6.. إلخ.
هذا من نقطة تحريم التصوير.. أما من ناحية قيمة الصورة ومعناها، فأنا مثلاً عندما يتوفى عزيز لديّ، وأضع صورته في محفظتي.. فهل هذا يقلل من قيمته أنني أحتفظ بورقة، أو بألون مرسومة وليس بالشخص نفسه؟! هذا تفكير قاصر.. نحن ننظر لما وراء الصورة، ولمعناها.. وليس لشكلها، أو لمادتها.. بل بما تحمله من دروس ومعاني وما تثيره من مشاعر في النفس..
هكذا هو الحال في موضوع الصور الدينية، أو تصوير الأنبياء في صور أو تماثيل أو أفلام دينية أو غيره.. أما من ناحية معرفة صورة المسيح أو غيره،
فيجب على الإنسان أن يأخذ الأمور بمرونة وتفكير موضوعي وعقلاني، ولا يُصاب بالوسوسة التي لا طائل لها.. فالله ينظر إلى القلب وليس إلى الظاهر.. إن صليت دقائق وأنت في سمو مشاعرك الروحية وعلاقتك مع الله عز وجل ورفع القلب إلى الله في خشوع وطهارة، أفضل من سنوات يصليها المرء في شكل فروض لا روح فيها.. الإنسان قد يحكم حسب الظاهر، ولكن الله ينظر إلى ما في باطن الفِكر والقلب.. فقد قال الله: "أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23؛ سفر المزامير 7: 9).
عدل سابقا من قبل صفوت في 29/8/2012, 9:38 am عدل 1 مرات
نص السؤال: لقد اطلعت على قسم صور السيد المسيح عليه السلام وراودتني تسائلات وافكار لاعد لها ولا حصر منها: كيف نعرف ان هذا هوا شكل السيد المسيح وهذه هي هيئته عليه السلام؟ - كلنا نعرف ان السيد المسيح عليه السلام كان من ازهد من وطائت قدماه على الارض اذا فليس من المعقول ان يقعد لكي يرسمه الرسامون واذا قلنا ان هناك من اتباعه من قام برسمه دون قعوده عليه السلام امامه لكي يرسمه وانما رسمه من مخيلته فكيف لهذا الرسام ان يرسمه عليه السلام مع موسى النبي وغيره لا اعرف ماذا اقول لكن في اعتقادي ان السيد المسيح عليه السلام ارفع واعلا درجة من ان نصوره ونرسمه في هيئات من وحي خيالنا خاصة وان كل شخص يصوره عليه السلام بطريقته الخاصه.. ارجوا ان ترد علي فأني جديد وتسئلاتي والاشياء التي تحيرني كما قلت لك لا عد لها ولا حصر
الإجابة:
أولاً، شكراً على رسالتك والأسلوب الرفيع الذي سألت به.. ولكن توجد نقطة نود توضيحها، وهي أنك تسأل في أمور المسيحية، من خلفية غير مسيحية.. فبعض طوائف الإسلام مثلاً ترفض تصوير الأنبياء وغيره.. فربما هذا هو سبب السؤال..
ولكن، المفترض في القرآن أنه نزل بدون رفض ما سبقه.. فيقول القرآن مثلاً: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 49)، ويقول عن الكتاب المقدس أيضاً: "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة أل عمران 3و4). ويقول أيضاً "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ، وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (سورة المائدة 46-48). وما أكثر الآيات القرآنية التي تدعو إلى الإيمان بالإنجيل والتوراة، نذكر منها غير سبق "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا" (سورة النساء 136).
وكانت من وصايا الله ألا يصنع الإنسان تمثالاً منحوتاً، أي التصاوير التي كانت في العصور البدائية، ولكن لم يكن الرفض لمجرد الرفض.. ولكنه كان لئلا يزيغ قلب القدماء البدائيين ويعبدون ذلك التمثال أو غيره.. فتقول الله عز وجل في ذلك:
"لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ" (سفر الخروج 20: 4، 5).
"«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ" (سفر اللاويين 26: 1).
"لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ" (سفر التثنية 5: 7-9).
فكما ترى عزيزي السائِل، النهي كان عن الصناعة بهدف العبادة، وليس الصناعة فقط.. أي النهي عن عبادة الأوثان والأصنام وغيره.. ولكن إن كانت تٌصنَع بهدف غير العبادة، فما المشكلة؟! بل الله نفسه تبارك اسمه قد أمر بصنع تماثيل في مسكن الله، كما نرى في سفر الخروج 25، 37، سفر الملوك الأول 6.. إلخ.
هذا من نقطة تحريم التصوير.. أما من ناحية قيمة الصورة ومعناها، فأنا مثلاً عندما يتوفى عزيز لديّ، وأضع صورته في محفظتي.. فهل هذا يقلل من قيمته أنني أحتفظ بورقة، أو بألون مرسومة وليس بالشخص نفسه؟! هذا تفكير قاصر.. نحن ننظر لما وراء الصورة، ولمعناها.. وليس لشكلها، أو لمادتها.. بل بما تحمله من دروس ومعاني وما تثيره من مشاعر في النفس..
هكذا هو الحال في موضوع الصور الدينية، أو تصوير الأنبياء في صور أو تماثيل أو أفلام دينية أو غيره.. أما من ناحية معرفة صورة المسيح أو غيره،
فيجب على الإنسان أن يأخذ الأمور بمرونة وتفكير موضوعي وعقلاني، ولا يُصاب بالوسوسة التي لا طائل لها.. فالله ينظر إلى القلب وليس إلى الظاهر.. إن صليت دقائق وأنت في سمو مشاعرك الروحية وعلاقتك مع الله عز وجل ورفع القلب إلى الله في خشوع وطهارة، أفضل من سنوات يصليها المرء في شكل فروض لا روح فيها.. الإنسان قد يحكم حسب الظاهر، ولكن الله ينظر إلى ما في باطن الفِكر والقلب.. فقد قال الله: "أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23؛ سفر المزامير 7: 9).
عدل سابقا من قبل صفوت في 29/8/2012, 9:38 am عدل 1 مرات