شباب الثورة و"الفيس بوك" يطيحان بوزير الخارجية فى أقل من 20 يوما
الأحد، 17 يوليو 2011 - 11:27
كتب إبراهيم بدوى
لم يكن رحيل وزير الخارجية السابق محمد العرابى عن منصبه مفاجأة كبيرة فى ظل مطالبات متكررة بإقصائه من جانب شباب الثورة، معتبرين أنه من بقايا النظام السابق إلا أن المفاجأة جاءت فى مبادرة العرابى نفسه بتقديم استقالته التى وقفت وراءها عوامل عديدة.
منذ تولى العرابى منصب وزير الخارجية فى يوم 26 من الشهر الماضى، أى منذ حوالى 20 يوما فقط، لم تتوقف الانتقادات ضد هذا الاختيار وتوالت الاتهامات ضد العرابى بداية بعلاقته القوية بالنظام السابق وتأييده لملف توريث الحكم، ومرورا باتهامه بالميل نحو إسرائيل لعمله نائبا للسفير المصرى بتل أبيب بين عامى 1994 إلى 1998، ونهاية باتهامه برعونة التصريحات المعلنة مع دول الخليج والسعودية تحديدا وغيرها من الاتهامات التى حاول العرابى فى أكثر من موقف الدفاع عنها بأنه كان خادما لمصر فى جميع المهام التى تولاها، وأن مصالح المصريين تأتى على رأس قائمة أولوياته إلا أن جميع محاولاته لم يكن لها صدى سوى مزيد من النقد اللاذع.
شباب الثورة والفيس بوك كان لهما دور كبير فى إقصاء العرابى الذى فضل الرحيل لرفع الحرج عن حكومة رئيس الوزراء عصام شرف، حيث قال عقب تقديم استقالته «ذكرت لرئيس الوزراء أننى أدرك أن هناك ضغوطاً تمارس عليه، فلقد شاهدت ما يكتب على موقع (فيس بوك) ووسائل الإعلام، فشعرت أن هناك ضغوطا كبيرة موجهة لرئيس الوزراء»، وأكد أن «من الشهامة والرجولة أن أنسحب».
لم تشفع للعرابى عند معارضيه مواقف اتخذها وتصريحات أعلنها فى أكثر من حدث، وكان أول تصريح للعرابى "مواصلة تحقيق آمال وطموحات المصريين بعد ثورة 25 يناير"، وأن السياسة المصرية نابعة من إرادة شعبها" ومساندته للقضية الفلسطينية بالقول "لن نكون أداة لحصار فلسطين".
أيضا قراراته الخاصة بتشكيل لجنة خاصة بالمصريين العالقين فى ليبيا وإعادة بعض المحتجزين بالسجون الليبية مؤخرا والانفتاح على دول الخليج لضخ مزيد من الاستثمارات للاقتصاد المصرى فى جولات مكوكية بمفرده أو برفقة الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة، والاهتمام بالعمق الأفريقى وغيرها من الخطوات التى لا ننكرها على العرابى إلا أنها لم تحقق له الشعبية الكافية.
موالاة النظام السابق ظلت شبحا قاسيا يطارد العرابى فى كل مكان لتؤكد سوء الاختيار من البداية حتى دمعت عيناه منذ أيام فى الملتقى السعودى المصرى، مدافعا عن نفسه والسياسة الخارجية المصرية، ومؤكدا أن الدبلوماسيين المصريين لا يعملون لصالح أشخاص أو أنظمة محددة، وأن بينهم شهداء مثل السفير إيهاب الشريف الذى ذبح فى العراق.
أسباب عديدة أخرى كانت وراء دفع العرابى إلى تقديم استقالته، لعل أبرزها حفظ ماء الوجه فى ظل الحملات التى تلت تصريحه بأن السعودية شقيقة كبرى لمصر، وهو ما اعتبره البعض تصريحا جانبه الدقة والدبلوماسية التى يجب التفريق فيها ما بين الأحاديث الجانبية بين الأشقاء وما بين الأحاديث المعلنة للدول.
أيضا الربط الدائم ما بين العرابى وتشبيهه بالوزير الأسبق أحمد أبو الغيط لعب دورا كبيرا فى إقصاء العرابى، فلا يلقى أبو الغيط قبولا فى الشارع المصرى منذ سقوط النظام السابق وربما من قبل ذلك بسنوات.
الشعبية الجارفة للوزير السابق نبيل العربى تأتى أيضا ضمن أهم العوامل التى تقف وراء التسريع برحيل العرابى، وما كان يتمتع به العربى من "كاريزما وقبول" بين جموع المصريين لمواقفه الواضحة بخصوص السياسة الخارجية المصرية والسيادة الكاملة على أراضيها وفتح المعابر مع فلسطين، إضافة إلى مواقفه المتشددة تجاه السياسة الإسرائيلية الهاضمة لحقوق الفلسطينيين وغيرها من المواقف التى حاول العرابى السير على نهجها إلا أن شبح الموالاة للنظام السابق ظل يطارد الرجل فى كل صوب ودرب.
وتكشف الساعات الماضية عن أزمة حقيقية أمام حكومة شرف والبحث عن بديل مقبول شعبيا وذو كفاءة مهنية. وأزاحت مصادر دبلوماسية اللثام عن بوادر هذه الأزمة فى ظل تخوف بعض السفراء ممن عرضت عليهم حقيبة الخارجية عقب استقالة العرابى من تولى المسئولية. والأسباب المعلنة بحسب تلك المصادر هى عدم وجود الوقت الكافى لأى وزير خارجية قادم لتنفيذ إستراتيجيته ورؤيته فى هذه الفترة الانتقالية الحساسة، إضافة إلى الحاجة الملحة لإعادة ترتيب البيت من الداخل فى البداية.
ويتزامن ذلك مع رفض بعض دبلوماسيى الخارجية أن يتولى الوزارة أى شخص من خارج السلك الدبلوماسى، بعدما تردد طرح بعض الأسماء لأكاديميين وأساتذة جامعات بينهم الدكتور عمرو حمزاوى والدكتور حسن نافعة أستاذا العلوم السياسة، ليظل الموقف غامضا أمام حكومة شرف حول من يتولى دفة الدبلوماسية المصرية فى هذه الفترة الحرجة
اليوم السابع
الأحد، 17 يوليو 2011 - 11:27
كتب إبراهيم بدوى
لم يكن رحيل وزير الخارجية السابق محمد العرابى عن منصبه مفاجأة كبيرة فى ظل مطالبات متكررة بإقصائه من جانب شباب الثورة، معتبرين أنه من بقايا النظام السابق إلا أن المفاجأة جاءت فى مبادرة العرابى نفسه بتقديم استقالته التى وقفت وراءها عوامل عديدة.
منذ تولى العرابى منصب وزير الخارجية فى يوم 26 من الشهر الماضى، أى منذ حوالى 20 يوما فقط، لم تتوقف الانتقادات ضد هذا الاختيار وتوالت الاتهامات ضد العرابى بداية بعلاقته القوية بالنظام السابق وتأييده لملف توريث الحكم، ومرورا باتهامه بالميل نحو إسرائيل لعمله نائبا للسفير المصرى بتل أبيب بين عامى 1994 إلى 1998، ونهاية باتهامه برعونة التصريحات المعلنة مع دول الخليج والسعودية تحديدا وغيرها من الاتهامات التى حاول العرابى فى أكثر من موقف الدفاع عنها بأنه كان خادما لمصر فى جميع المهام التى تولاها، وأن مصالح المصريين تأتى على رأس قائمة أولوياته إلا أن جميع محاولاته لم يكن لها صدى سوى مزيد من النقد اللاذع.
شباب الثورة والفيس بوك كان لهما دور كبير فى إقصاء العرابى الذى فضل الرحيل لرفع الحرج عن حكومة رئيس الوزراء عصام شرف، حيث قال عقب تقديم استقالته «ذكرت لرئيس الوزراء أننى أدرك أن هناك ضغوطاً تمارس عليه، فلقد شاهدت ما يكتب على موقع (فيس بوك) ووسائل الإعلام، فشعرت أن هناك ضغوطا كبيرة موجهة لرئيس الوزراء»، وأكد أن «من الشهامة والرجولة أن أنسحب».
لم تشفع للعرابى عند معارضيه مواقف اتخذها وتصريحات أعلنها فى أكثر من حدث، وكان أول تصريح للعرابى "مواصلة تحقيق آمال وطموحات المصريين بعد ثورة 25 يناير"، وأن السياسة المصرية نابعة من إرادة شعبها" ومساندته للقضية الفلسطينية بالقول "لن نكون أداة لحصار فلسطين".
أيضا قراراته الخاصة بتشكيل لجنة خاصة بالمصريين العالقين فى ليبيا وإعادة بعض المحتجزين بالسجون الليبية مؤخرا والانفتاح على دول الخليج لضخ مزيد من الاستثمارات للاقتصاد المصرى فى جولات مكوكية بمفرده أو برفقة الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة، والاهتمام بالعمق الأفريقى وغيرها من الخطوات التى لا ننكرها على العرابى إلا أنها لم تحقق له الشعبية الكافية.
موالاة النظام السابق ظلت شبحا قاسيا يطارد العرابى فى كل مكان لتؤكد سوء الاختيار من البداية حتى دمعت عيناه منذ أيام فى الملتقى السعودى المصرى، مدافعا عن نفسه والسياسة الخارجية المصرية، ومؤكدا أن الدبلوماسيين المصريين لا يعملون لصالح أشخاص أو أنظمة محددة، وأن بينهم شهداء مثل السفير إيهاب الشريف الذى ذبح فى العراق.
أسباب عديدة أخرى كانت وراء دفع العرابى إلى تقديم استقالته، لعل أبرزها حفظ ماء الوجه فى ظل الحملات التى تلت تصريحه بأن السعودية شقيقة كبرى لمصر، وهو ما اعتبره البعض تصريحا جانبه الدقة والدبلوماسية التى يجب التفريق فيها ما بين الأحاديث الجانبية بين الأشقاء وما بين الأحاديث المعلنة للدول.
أيضا الربط الدائم ما بين العرابى وتشبيهه بالوزير الأسبق أحمد أبو الغيط لعب دورا كبيرا فى إقصاء العرابى، فلا يلقى أبو الغيط قبولا فى الشارع المصرى منذ سقوط النظام السابق وربما من قبل ذلك بسنوات.
الشعبية الجارفة للوزير السابق نبيل العربى تأتى أيضا ضمن أهم العوامل التى تقف وراء التسريع برحيل العرابى، وما كان يتمتع به العربى من "كاريزما وقبول" بين جموع المصريين لمواقفه الواضحة بخصوص السياسة الخارجية المصرية والسيادة الكاملة على أراضيها وفتح المعابر مع فلسطين، إضافة إلى مواقفه المتشددة تجاه السياسة الإسرائيلية الهاضمة لحقوق الفلسطينيين وغيرها من المواقف التى حاول العرابى السير على نهجها إلا أن شبح الموالاة للنظام السابق ظل يطارد الرجل فى كل صوب ودرب.
وتكشف الساعات الماضية عن أزمة حقيقية أمام حكومة شرف والبحث عن بديل مقبول شعبيا وذو كفاءة مهنية. وأزاحت مصادر دبلوماسية اللثام عن بوادر هذه الأزمة فى ظل تخوف بعض السفراء ممن عرضت عليهم حقيبة الخارجية عقب استقالة العرابى من تولى المسئولية. والأسباب المعلنة بحسب تلك المصادر هى عدم وجود الوقت الكافى لأى وزير خارجية قادم لتنفيذ إستراتيجيته ورؤيته فى هذه الفترة الانتقالية الحساسة، إضافة إلى الحاجة الملحة لإعادة ترتيب البيت من الداخل فى البداية.
ويتزامن ذلك مع رفض بعض دبلوماسيى الخارجية أن يتولى الوزارة أى شخص من خارج السلك الدبلوماسى، بعدما تردد طرح بعض الأسماء لأكاديميين وأساتذة جامعات بينهم الدكتور عمرو حمزاوى والدكتور حسن نافعة أستاذا العلوم السياسة، ليظل الموقف غامضا أمام حكومة شرف حول من يتولى دفة الدبلوماسية المصرية فى هذه الفترة الحرجة
اليوم السابع