يسير على درب أبيه


يسير على درب أبيه




حرص الأب
أن يكون قُدوة لابنه الصغير في كل تصرفاته، فكان يُصلي كل صباح ومساء وقبل
الأكل وبعده، وكان حريصاً أن يكون دائم البشاشة يُقدم كل محبة لزوجته
وابنه حتى يشعر بالدفء العائلي، وحياة الاطمئنان وفي عيد الميلاد المجيد
انطلق الأب يُزين بيته، بل الشارع بالزينات..

وإذ انطلق إلى حديقة بيته يُزينها، وكان قد أهمل تنظيف ممراتها من الثلج، بدأ يسير
بحذر شديد يحمل زينات " الكريسماس"، وفجأة سمع صوت ابنه وراءه يُناديه
قائلاً: بابا، أنتظر سأساعدك في وضع الزينات، اضطرب الأب إذ تطلع إلى خلفه
ليرى ابنه يسير وراءه فرحاً، ابتسم الابن إذ لاحظ علامات اضطراب والده، وقال: أني أسير على أثر خطواتك تماماً..



عندئذٍ أمسك الأب بيد ابنه، وشعر بالمسئولية الكبيرة، أنه كان يجب أن يُنظف الممرات من الثلج، لأن ابنه حتماً يسير في طريقه..
قد يكون آباؤنا الجسديين، أو الروحيين أمثلة حية وقدوة لنا،
لكن ليس في كل شيء، أما مسيحنا الذي يقول: أنا هو الطّريق والحقّ
والحياة، لا أهملك ولا أتركك، حتى إننا نقول واثقين: الرب مُعين لي فلا
أخاف، ماذا يصنع بي إنسان؟! أنظر (يو6:14؛ عب6:13)..

فالرب يسوع هو القدوة الصالحة والمثال الكامل لنا، لنتطلع إليه، ولنسر على إثر خطواته بلا خوف، لأنه يحملنا على
ذراعيه ومنكبيه، ويعبر بنا إلى حضن الآب، ويقول: خرافي تسمع صوتي، وأنا
أعرفها فتتبعني، ولا يخطفها أحد من يدي، أنظر (يو27:10-30).