الثلاثاء، 19 يوليو 2011 - 13:57




لم يقترف ذنبًا سوى تنظيم حركة المرور، بميدان الحصرى، فى مدينة 6 أكتوبر، ولم يرتكب خطأ سوى الوقوف فى حرارة الشمس المحرقة لتسيير حركة السيارات، والعمل على خدمة المواطن وراحته، وضبط السائقين المخالفين لقواعد المرور، لينهال عليه أحد السائقين ضربًا ويتجمع العشرات من زملائه فى مشهد غريب يسحلون مندوب الشرطة على الأرض وسط هتاف وتكبيرات وكأنهم أمسكوا بلص فى حين أنه لم يسرق شيئاً، وإنما حرر محضرًا لسائق.

تفاصيل الواقعة بدأت عندما شاهد مندوب الشرطة، حمد لله عبد العزيز، المكلف بالعمل فى ميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، إحدى سيارات الميكروباص تتوقف فى نهر الطريق وتصيب الشارع بشلل مرورى تام، وسط استياء الركاب وقائدى السيارات الملاكي، فأسرع نحوها لإقناع سائقها بسرعة الانصراف وتسيير حركة الطريق فى حين أن السائق لم يعبأ بكلامه، وسخر منه بحجة أن البلد خالية من رجال الشرطة، فليذهب لمطاردة اللصوص والبلطجية ويتركه وشأنه يفعل ما يشاء ويقف أينما شاء، إلا أن مندوب الشرطة أصر على تأدية واجبه، حيث فتح باب السيارة فوجد بداخلها صندوقاً معدنياً وضعه السائق حتى تستوعب السيارة أكبر كم من الركاب لجمع المزيد من الأجرة، بالإضافة إلى اكتشافه قيام السائق بالتلاعب فى اللوحة المعدنية للسيارة وحذف رقم منها، فقرر تحرير مخالفة له، وما أن شاهد السائق دفتر المخالفات فى يد مندوب الشرطة حتى أسرع نحوه وخطف الدفتر وانهال عليه ضربًا وسرعان ما تجمع حوله العشرات من السائقين الذين سحلوا رجل الشرطة أرضًا وسط هتافات وتكبيرات مضادة للشرطة، ثم تركوه غارقًا فى دمائه وانصرفوا.

تم القبض على قائد السيارة، وتبين أنه يدعى" محمد.ا.ب" ونقل مندوب الشرطة المصاب إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم، وأخطرت النيابة لتولى التحقيقات.