بعض التصروفات الغير مرغوب فبها من الطرفين

الغيرة

فى الحقيقة يقال عنها إنها تعبير عن الحب.. ولكن متى يكون ذلك؟ .. بالطبع عندما تكون فى حدود المعقول والاعتدال .. ولكن إن كانت بالزيادة (شوية) فتدخل فى اطار فقدان الثقة ، وتصير تملكا 00 وتصبح خانقة للطرف الآخر وهنا يطلق عليها الغيرة الشريرة التى فى ظاهرها تبدو تافهة ، أمافى عمقها فهى تُشكل مشكلة خطيرة 00 لان صاحب هذه الشخصية الغيورة يُكتشف أنه متمركزاً حول ذاته ، ولا يرى سواها .. متمسك بحقوقه المزعومة فى تحكمات ليس لها أساس ولا يحس بواجباته تجاه الأخر .. وغالباً ما يكون مفهوم الحب عنده خاطئاً (رجلاً كان أو امرأة)، فالحب فى مفهومه هو الاستيلاء على المحبوب وكأنه ملك خاص له، فيسيطر عليه مظاهر الضيق والنفور والغيرة من أى شخص أو أى شى يكون له حضور أو أهمية فى حياة المحبوب حتى ولو كان له حب لله او للكنيسة او الخدمة أو أى عمل ما وقد تصل الى الضيق من حب محبوبه لأبويه أو أخوته او أهتمامه بهم أو رعايتهم، سواء فى وسط المجتمع العام أو مجتمع الاسرة.. وقد يغير من المحبوب ذاته إذا وجده أكثر نجاحا منه (مادياً او عملياً او اجتماعياً) .. ( وهنا يعتبر مرضاً خطيراً يحتاج الى علاج ).. لأنه قد يصل الحد الى الغيرة من طفله الجديد إذا وجده محور اهتمام محبوبه او انشغاله به بعض الشئ ...إلخ وهنا فالغيرة ذلك المضمار لاتنتمى الى العقل او الروح بأى شئ ، بل تكون جزء من طبيعة النفس المريضة التى لم يثمر فيها عمل النعمة مع الإنحصار فى الذات والأنا والغريزة الحيوانية العمياء غير المتسامية، وإرتداد الى الطفولة الأولى التى تتصور فيها الطفل انه مركز العالم و ان الكل لابد أن يسير فى فلكه!!!

والغيرة فى هذا المفهوم ماهى إلا إرتداد صراعات الغرائز والذات ليس إلا .. وتعتبر غيره قاتلة للمحبوب !!
.. وبالتالى فلكى نتخلص منها يجب أن نرمى وراء ظهورنا تلك الخبرات والرواسب القديمة الغير سليمة والغير سوية التى توقعنا فى شرك الغيرة القاتلة .. إذ أن الذى يعيش مرارتها فهو بعيد عن الله والروحيات وبعيداً عن العقل والموضوعية والحياة السليمة.

.. وهنا يمكن العلاج فى إتساع القلب ونقاوته والخروج من التقوقع حول الذات المنحصر فيها، مع إعطاء للحب مكاناً لذات المحبوب وليس الاستيلاء عليه وعلى إحساساته ومشاعره... مع التخلص من عملية الاسقاط على محبوبه لتلك الخبرات الخاطئة التى عاشها فى الماضى أو التى رأها ... مع الالتجاء إلى صدر الله الحنون حتى يمنح له الشفاء من مثل هذه الأمراض الروحية القائلة... وتنفيذ وصايا الأنجيل مع الخضوع لعمل الروح القدس بداخله حتى يرتوى من عمل النعمة الالهية فى حياته... مع المواظبة على الاعتراف والتوبة على يد أب إعتراف روحانى، مع الصلاة الدائمة والصوم عن كل ما يغضب الله،،،

العناد:

أيضاً هو أحد أسباب المشاكل الاسرية، وهو فى خطورة الغيرة بل وأكثر .. لأن الغيرة مرتبطة بمواقف وأشخاص.. أما العناد فهو حياة يومية الطرف العنيد، كما أنه يعتبر مرضاً معدياً لابد أن يصيب الشريك الأخر، بل يصيب الأسرة بتصدع خطير...
ومن خلاله يصير الطرفان "الزوج والزوجة" وكأنهما فى حرب ،
إذ يحاول كليهما بكل الطرق أن يكون ذات الكلمة العليا...
من فيهم يثبت ذاته، ومن فيهم يبقى المسيطر ، ومن فيهم يكون صاحب الكلمة ألأولى والأخيرة......

فى حين أن الحياة الزوجية كما ذكرنا ليست تناطح ولا هى حرب، بل هى توافق وحب وإنسجام... ولو أخذت الأمور ببساطة وحب وتفاهم سيكون السلطان أسهل بكثير، لأنه كما يقول المثل: "أن سلطان الحب جبار".

.. والعناد ما هو إلا تعبير عن أمرين:-

الاول:- الانحصار فى الذات ومطالبها المسيطر عليها الأنانية.

الثانى:- الاحساس بالضعف أمام الطرف الأخر، والاحتماء فى العناد لمجابهة ذلك الضعف.

.. فالانحصار فى الذات... يُعمى العين، فلا يرى العنيد إلا ذاته وطلباته ومزاجه الشخصى وحقوقه وتطلعاته وطموحاته الشخصية فقط ... لذلك يتخذ مواقف متشددة لا تلين ولا يرضى بالحلول الوسط، مع تجاهله لحقوق شريكه وظروفه وإحساساته.

.. أما الأحساس بالضعف ... فيجعل من صاحبه شخصية عنيدة متمردة، ويرى أن الحماية له من الطرف الآاخر القاسى تكمن فى تقوقعه داخل قوقعة العناد.. ولأن صاحب هذه الشخصية يكون عبداً لذاته وشهواته، لذلك فهو بعيداً عن عبادة الله وكأنه يعبد الأوثان، كقول صموئيل النبى لشاول الملك: "لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك" (1صم 15: 23).

ففى العناد رفض للوصية ولكلام الله... ولعلاج مثل هذه الحالات ... يلزم على ذلك الانسان أن يخرج من محور ذاته، ومجعل محور حياته وبيته هو الرب يسوع المسيح، وفى المسيح يجب أن يحب شريك حياته ويقدمه على ذاته وأن يعيشا معاً فى حوار حر مملوء بالحب لأن ذلك أفضل جداً.

"أخيراً ننصح أصحاب تلك الشخصيات (الغيور والعنيد) بأن يخضعوا لعمل الروح القدس فى إكتشاف مواطن الضعف، بالنعمة التى من عند الله يتعاملا معها فى إطار الحب الروحى والجهاد المستمر والتوبة الصادقة والنية الصافية حتى يعيشا فى سلام.