الخواص الطبيعية والكيميائية للماء في أحواض الزينة

يعتمد نجاح تربية الأسماك في أحواض الزينة أساسا علي المعرفة الجيدة و الخبرة الأكيدة بأهم الخواص الطبيعية و الكيميائية للماء حيث يمكن تغيير خواص هذه المياه من حين لآخر سواء بالزيادة أو النقصان حسب الظروف المعيشة الملائمة لنمو الأسماك و يستعان علي ذلك ببعض الأجهزة الخاصة بقياس هذه الخواص و من أهم هذه الخواص:

1. درجة الحموضة و القلوية (الرقم الهيدروجيني PH):


الرقم الهيدروجيني للمياه هو تعبير عن حموضة أو قلوية المياه ، حيث يعبر الرقم 7 عن المياه المتعادلة و الرقم أقل من 7 يعبر عن المياه الحامضة و الأكبر من 7 يعبر عن المياه القلوية و هي المياه المناسبة و المثالية لحياة معظم أنواع الأسماك ، و الدرجة المثلي في تربية معظم أسماك الزينة تتراوح بين 6.5 – 7.5 و إن كانت بعض أنواع الأسماك تفضل الحياة في المياه خفيفة الحموضة أو خفيفة القلوية ، و ترجع حموضة المياه إلي وجود ثاني أكسيد الكربون الذائب علي شكل حمض الكربونيك أو إلي العسر الكربوني للمياه ، كما توجد عناصر أخري في الماء لها نفس التأثير الحامضي مثل الدبال الذائب علي شكل حمض دبالي ؛ و الدبال هو عبارة عن مخلفات الأسماك و النباتات الميتة عند درجة حرارة معينة من التحليل.

تعتبر المياه الحامضية ذات PH أقل من(5) غير صالحة لتربية الأسماك للأسباب التالية:


  • زيادة انطلاق أيونات الهيدروجين من الماء نتيجة لانخفاض الرقم الهيدروجيني يؤدي إلي التأثير السام المباشر لأيونات الهيدروجين علي الأسماك حيث يفقدها الشهية لتناول الغذاء.
  • تؤدي حموضة المياه إلي نقص الكربونات الذائبة فيها و هي التي تعتمد عليها الأسماك في تكوين العظام و القشور و بالتالي فإن نقص الكربونات الذائبة في المياه (مياه غير كلسية) يؤدي إلي تشوهات في عظام الأسماك و إلي سهولة إصابة الأسماك بالفطريات نظراً لضعف تكوين القشور التي تحمي الجلد.

قياس الرقم الهيدروجيني:
يمكن قياس الرقم الهيدروجيني للمياه باستخدام أوراق عباد الشمس ، فان تحول لونها إلي اللون الأحمر دل ذلك علي حموضة المياه ، وإن تحول للون الأزرق دل على قلويتها ، و هذا المقياس يعطي مؤشرا تقريبيا لدرجة الرقم الهيدروجيني ، ويوجد في الأسواق أجهزة لقياس الهيدروجيني للمياه حيث يعطي قراءة فورية و دقيقة له كما يمكن قياس الرقم الهيدروجيني في المعمل و ذلك بقياس كمية كربونات الكالسيوم caco3 الذائبة في الماء التي يجب ألا تقل عن 10 مليجرامات / لتر.

2. الأكسجين الذائب:


يعتبر غاز الأكسجين العنصر الحيوي لجميع الكائنات الحية و نظرا لحياة الأسماك داخل بيئة مائية فإنها تحصل علي حاجاتها من الأكسجين الجوي و بشرط ذوبانه في الماء و يفضل ألا يقل تركيز الأكسيجين الذائب في الماء عن 4 – 6 مليجرام لكل لتر و في الحوض تؤثر مجموعة من العوامل علي كمية الأكسيجين الذائب في المياه أهمها:

• درجة حرارة المياه:
تتناسب كمية الأكسيجين الذائب في المياه عكسيا مع الارتفاع في درجة حرارة المياه و بمعني آخر فإن قدرة المياه علي التشريع بالأكسيجين الذائب تقل بارتفاع درجة حرارة المياه فالماء عند درجة حرارة الصفر المنوي يسمح بذوبان 14 جزء بالمليون في حين تنخفض درجة التشبع عند 30 ْم إلي جزء بالمليون و بناء علي هذه الخاصية يمكن زيادة الكثافة السمكية خلال فترة انخفاض الحرارة.

• النباتات المائية:
زيادة كثافة في الحوض يؤدي إلي ارتفاع محتوي الأكسجين الذائب نهاراً كنتيجة لعملية البناء الضوئي التي يقوم بها النبات ، و العكس ليلا ً يستهلك النبات جزء من الأكسجين الذائب مما يؤدي إلي نقصه.

• الكثافة السمكية:
قصد بها عدد وزن الأسماك في اللتر من الماء و زيادة الكثافة السمكية داخل الحوض تزيد من استهلاك الأكسجين الذائب ، و نقصه في المياه الناتجة عن زيادة الكثافة السمكية راجع لتنفس الأسماك من ناحية ، و من ناحية أخري فإن زيادة مخلفات الأسماك تزيد من نشاط البكتيريا التي تعمل علي تحلل المخلفات و التي تحتاج إلي الأكسجين الذائب في المياه و ترجع أهمية ضبط الكثافة السمكية في الأحواض إلي عدم قدرة الأسماك علي التنفس في حالة انخفاض المحتوي الأكسجيني للمياه عن 4 مليجرامات / لتر و انخفاض المحتوي الأكسجيني عن 8 مليجرامات / لتر يؤدي إلي نقص نمو مبايض أمهات الأسماك فينتج عنه ذريعة مشوهة بعد الفقس.

• الملوحة:
تقل درجة تشبع المياه بالأكسجين بزيادة ملوحة المياه و هو ما يعني انخفاض المحتوي الأكسجيني لقدر من الماء المالحة مساو لنفس القدر من المياه العذبة تحت نف الظروف و بالتالي فإن الكثافة السمكية في المياه المالحة يجب أن تكون أقل منها في المياه العذبة.

3. ثاني أكسيد الكربون:


يعتبر ثاني أكسيد الكربون هو الغاز الثاني اللازم لحياة النباتات في الأحواض بعد الأكسجين ، و بدونه لا تستطيع النباتات الحياة لمدة طويلة ، حيث أنه المصدر الرئيسي لتغذية النبات يوجد ثاني أكسيد الكربون في المياه كنتيجة لعملية التنفس التي تقوم بها الكائنات الحية و كذلك لوجود حمض الكربونيك الناتج عن تحلل مخلفات الكائنات الحية وبشكل عام فإن ثاني أكسيد الكربون الذائب في مياه الأحواض يكفي لحياة النباتات المزروعة فيه و لكن في بعض الحالات لا تستطيع النباتات الاستفادة منه لوجود العسر الكربوني للمياه الذي يقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون المتاح للنبات ، و يعتبر ارتفاع درجة الرقم الهيدروجيني ( قلوية المياه) دليلا علي نقص ثاني أكسيد الكربون المتاح ، كما أن طبقة الكالسيوم الرقيقة التي يفرزها النبات علي أوراقه تعتبر علامة واضحة علي عدم كفاية حمض الكربونيك في المياه ، و يمكن علاج هذه الحالة بخفض العسر الكلي للمياه في الحوض.

4. درجة حرارة المياه:


لدرجة الحرارة في المياه أهمية كبري في مجال تربية الأسماك نظرا لكون الأسماك من ذوات الدم البارد حيث تتأثر أجسمها مباشرة بدرجة حرارة البيئة المائية التي تعيش فيها بعكس باقي أفراد المملكة الحيوانية التي تتمتع بأجهزة خاصة تعمل علي تنظيم تأثير الحرارة علي أجسامها ، مثل الريش عند الطيور و الفرو عند بعض الحيوانات و الغدد العرقية عند الإنسان ، و يتم قياس درجة الحرارة مياه الحوض باستخدام أجهزة خاصة و التي تستطيع أيضا قياس تركيز الأكسجين الذائب و الملوحة ، و لكل نوع من الأسماك مدي حراري تستطيع أن تعيش فيه بسلام و تموت إذا نقصت عن الحد الأدنى أو زادت عن الحد الأعلى داخل المدى الحراري و في داخل هذا المدى الحراري الأمثل لنمو الأسماك تكتمل أجهزتها التناسلية و هو المدى الحراري المرغوب فيه لكي تنمو الأسماك و من الأمور الهامة في مجال تربية الأسماك المرتبطة بالمدى الحراري لكل نوع من الأسماك و هو معدلات التغذية حيث من الملاحظ أنه بانخفاض أو ارتفاع درجة الحرارة عن المدى الحراري الأمثل تقل معدلات التغذية نظرا لانخفاض شهية الأسماك لتناول الطعام ، و تزيد معدلات التغذية بزيادة الحرارة داخل المدى الحراري الأمثل نظرا لزيادة إقبال الأسماك علي التغذية الذي يرجع إلي نشاط أجهزتها الفسيولوجية و بشكل عام فلكل نوع من الأسماك درجة حرارة معينة داخل المدى الحراري الأمثل تكون مناسبة تماما لعملية تفريغ البيض و الابتعاد عن هذه الدرجة إما يؤدي إلي تأخر فقس ابيض أو يؤدي إلي خروج ذريعة مشوهة للأسماك و نظرا لعدم قدرة الأسماك علي احتمال التغير المفاجئ في درجة حرارة البيئة المائية، فإنها تصاب بصدمة عصيبة قد تؤدي إلي نفوقها خاصة لصغار الأسماك عند حدوث تغير مفاجئ لدرجة الحرارة يتعدي 4 درجات مئوية ، لهذا السبب يراعي أثناء نقل ذريعة الأسماك من مكان لأخر أن تتم عملية أقلمة تدريجية لهذه الأسماك مع درجة حرارة البيئة المائية الجديدة خلال فترة زمنية لا تقل عن 15 دقيقة.

5. عسر المياه:


الخواص الطبيعية والكيميائية للماء في أحواض الزينة Large_1234180434 تنقسم المياه بشكل عام إلي مياه غير عسرة ( يرغي فيها الصابون ) و مياه عسرة ( لا يرغي فيها الصابون ) و يتوقف عسر المياه علي نسبة الأملاح المعدنية الذائبة فيها ، و أهم هذه الأملاح هي الكربونات و هي المسببة لما يعرف بالعسر الكربوني ، و لعسر المياه الكربوني تأثير علي الرقم الهيدروجيني للمياه و علي مقدار ثاني أكسيد الكربون الذائب ، و بالتالي فأن العسر الكربوني له تأثير مباشر علي الأسماك و النباتات الموجودة في الحوض ، و تعتبر العسر العام هو تعبير عن العسر الكربوني و غير الكربوني معا و يعبر اختصارا ً ( dH ) و كل درجة من العسر العام توافق 30 ملليجراما من كربونات الكالسيوم أو الماغنسيوم الذائبة في لتر من المياه.

و العسر المناسب للأسماك و النباتات الموجودة بالحوض.


(أولا ) الأسماك:
معظم أنواع الأسماك المرباة داخل الأحواض تفضل العسر المتوسط للمياه و تتكون من 13 – 18 درجة عسر.

(ثانيا) للنباتات:
لنجاح زراعة النباتات داخل الأحواض يفضل العسر الكربوني ما بين 4 – 8 درجات و من المهم ألا يقل العسر الكربوني عن 3 درجات حيث أن انخفاض العسر الكربوني عن ذلك يؤدي إلي انخفاض الرقم الهيدروجيني و الذي يعبر عنه بحموضة المياه.

تعتبر عسر المياه : في حالة وجود عسر بالمياه أعلي أو أقل من المطلوب للأسماك أو النباتات يمكن ضبط عسر المياه عن طريق زيادة أو خفض العسر الكربوني أو العسر العام.

و لخفض العسر الكربوني للمياه بهدف الحصول علي مياه يسر يتم باستخدام فلتر ( البيت) Peat و البيت عبارة عن نسيج نباتي نصف متفحم حيث يقوم الحمض العضوي الموجود بالفتر بتحويل المياه إلي حمضية خفيفة كما يمكن خفض العسر الكربوني بإضافة المياه المقطرة إلي المياه العسرة حتى تصل إلي درجة العسر المطلوبة و هذه الطريقة تخفض أيضا العسر غير الكربوني بنفس نسبة خفض العسر الكربوني و بالتالي يتم خفض العسر العام ، و لزيادة العسر الكربوني للمياه يمكن إمرارها علي فلتر يحتوي علي حجر المرجان المطحون لمدة 10ي أيام مع قياس العسر الكربوني يوميا حتى الوصول للرقم المطلوب.

6. ملوحة المياه:


يقصد بدرجة الملوحة كمية الأملاح الذائبة في لتر من المياه و يمكن تقسيم المياه ملوحتها إلي الأقسام التالية:

• المياه العذبة:
و هي المياه التي يحتوي اللتر منها علي أقل من 4000 ملليجرام من الأملاح الذائبة مثل مياه الأنهار و الأمطار و العيون و الينابيع.

• مياه الشرب:
و هي المياه التي تحتوي علي أملاح ذائبة تتراوح ما بين 4000 – 32000 مليجرام لكل لتر مثل مياه البحيرات القريبة من البحار و البحيرات القريبة من البحار و البحيرات المغلقة التي تصيب فيها المياه العذبة و مياه بعض الآبار و الينابيع التي تمر مياهها علي طبقة أرضية غنية بالأملاح.

• المياه البحرية:
و هي التي تحتوي علي أملاح ذائبة أكثر من 32000 ملليجرام لكل لتر مثل مياه البحار و المحيطات و البحيرات البحرية و لكل قسم من المياه السابقة مجموعة الأسماك التي تعيش و تنمو و تتكاثر فيه ، فأسماك المياه العذبة لا تتحمل الحياة في الأقسام الأخرى و هكذا بالنسبة لأسماك المياه البحرية و لبعض أنواع الأسماك القدرة علي التأقلم مع درجات مختلفة من الملوحة فبعض أنواع الأسماك يمكن أن تعيش في الأقسام الثلاثة السابقة من المياه حيث تقضي هذه الأسماك جزء من حياتها في المياه البحرية و تستكمل دورة حياتها في المياه العذبة أو الشروب ، و تعتبر تحديد نوعية الأسماك الصالحة للتربية في درجة ملوحة معينة من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها حيث أنه رغم تحمل بعض أنواع الأسماك درجة ملوحة معينة إلا إنها لا تصلح للتربية فيها و يرجع السبب في ذلك إلي أن مفهوم التربية يعني قدرة الأسماك علي النمو السريع في البيئة المائية دون جهاد منأجل حفظ توازنها الفسيولوجي داخل المياه.

و لتحليل الأملاح الذائبة في المياه و معرفة أنواعها و كمياتها أهمية كبري في تربية الأسماك و نظرا لكون بعض هذه الأملاح مفيدة للأسماك مثل الأملاح الأزوتية و الفوسفورية و أملاح الكالسيوم في حين أن زيادة نسبة الأمونيا يعتبر ضارا بالبيئة المائية لسهولة دخول أملاح الأمونيا إلي داخل جسم الأسماك عبر خلايا الجلد ، فتؤثر علي الأنسجة العصبية كما تؤثر علي الكبد الذي يتلون بالون الفاتح ، و لعنصر الكلور الحر الموجود فيلا مياه الشرب بالمنازل تأثيرا ص سيئا علي الأسماك إن زادت كميته عن 0.2 مليجرام / لتر يجب تهوية مياه الصنبور لمدة 3 ساعات قبل وضع الأسماك بها.

7. تلوث المياه:


لتلوث المياه داخل الحوض بالمواد لكيميائية مثل المبيدات الحشرية أثر ضار علي حياة الأسماك لذا يجب التأكد من مصدر المياه و خلوه من الملوثات الكيمائية كما يجب تغطية الحوض عند استخدام المبيدات الحشرية بالمنازل ، و بخلاف مصدر المياه فإن نوعية المياه داخل الحوض تتغير مع الوقت بسبب نشاط البكتيريا علي مخلفات الأسماك و الذي ينتج عن بعض المواد السامة الناتجة عن نشاط البكتريا و يتم زراعة بعض النباتات بالحوض مع توفير الضوء و التهوية و بعض العناصر الغذائية الأخرى كما أن التهوية الجيدة للحوض تساعد علي التخلص من هذه المواد السامة حيث تساعد علي تنشيط البكتريا الهوائية و الفطريات و الكائنات الدقيقة الأخرى التي تعمل علي تحويل المواد السامة إلي مواد غير سامة