لست أنت من أحببت
بقلم: تريزة سمير
لا تتركني بمفردي فلا أستطيع العيش دونك .... كيف اتنفس الهواء بدونك .. فأنت هوائي ... لا تقتلني بغيابك ... هذه كانت أخر الكلمات التي اطلقتها " سما" قبل رحيل من تحب ... صرخت بصرخات ليست بعادية ثم التزمت الصمت وحبست دموعها أمام الجميع ... وسافر .. غاب بعيدا وأصبح في أرض أخرى ... تركها وهي بقايا انسان ، عانت كثيرا إلى أقصى الحدود عاشت بذكرياتها الماضية وذكريات أخرى صنعتها الوحده ، والبعد ، تجلس بمفردها أوقات كثيرة ، لا تستطيع التحدث إلى أحد كل ما يهمها ان تفكر في من تحب ، ولا تستطيع ان ترى صورته ، تمسكها أحيانأ ، وعنئذ تسري الدموع بغذاره وتملاء وسادتها ، عيناها ذاقت الدموع والألم ، وقلبها يتمزق رويدا رويدا ويحترق مع الانتظار .... عاشت في عزلة عن العالم والكون فهو كان كونها وعالمها ، كانت تتحدث إليه كثيرآ وتشعر انه يسمعها ، حاولت بمساعدة الأصدقاء ان تعيد نفسها وتحاول نسان هذا الألم ، او تحاول نسيان هذا الحب المميت ، حاولت مرة ، مرات لم تستطع ، فكانت تشعر بأن كيانها ممتزج به ، فكيف تهرب منه ؟ عينيه وصوته في كل مكان حولها ... شعرت بأن حبها يزداد كلما تريد النسيان وكأنه صراع بين قوة محركة جبارة وطرف ضعيف فاقد لكل شيء ، كيف أعيش كأنسانه ؟؟ كيف يمضي الوقت بدون هذا الأحساس المرير ، سأحاول ان أكون سعيدة كما يشعر هو الأن بالسعادة في بلدته الجديدة ، انه لم يتذكرني كما أتذكره لذا فعلي النسيان ، وأّ ذا لم أستطع النسيان فأحاول جليآ ان أخفف من قدرة هذا الألم ، لم تستطع " سما" ان تنساه لحظة من الوقت ، وكانت الأيام والسنوات تمضي وكلما تمضي يثبت هذا الحب في أعماقها .... مر العام الأول ثم الثاني ، إلى الخامس وأخيرا جاءها خبر مجيئة عبر الهاتف ..... لم تستطع التماسك في تلك اللحظة .. توقف تفكيرها .. زادت فرحتها .. أحسست بإنها على أرض أخرى .. رأته أمام عينيها ... ضمته لتنسى كل الامها .... كل ذلك كان مجرد خيال

فسما ، بعيدة عدة كيلومترات عن مكان حبها الأول والأخير ... وقفت المسافات الصغيرة حاجز لم تحطمه السنوات أو الأحلام أو الأشواق ، ياااااااااااه لها من أعوام أحتراق ... سأراه .. وأسمع صوته .. سأضمه ويضمني لكي أنسى كل سنوات الألم والتمزق ..... سأحكي له كيف تألمت بدونه ، ولكنني سأنسى كل شيء عند رؤيته .. لا يهمني أي شيء إلا انني اراه .. لقد نسيت كل المتاعب والألم التي عانيت منها خمسة أعوامـ ، ولكنه لم يتركني يوما فقد كان يكلمني دائما .. واليوم عاد إلي ليعطيني الحياة، الدنيا أصبحت غير الدنيا التي كنت أعيش فيها ، المكان أصبح مختلف ، أحسست بإخلاف ملامحي عن ذي قبل ... سأراه ويعيدني إلى الحياة التي فقدها ... فتحت شباك غرفتي المغلق منذ أعوام ، وأشرق النور من جديد وتسلل إلى أعماق وجداني وملك الأمل كل كياني .. وتم إعادة الكائن الكامن في أعماقي ... لقد أتى الحبيب ... فلتستيقظ جميع الأحلام ... سيمشي معي في جميع الشوارع التي شعرت فيها بالوحدة ، سيمسك بيدي وسأكون ليس بوحيدة كالعادة ....كفى تفكيرآ حاولي ان تصلي إليه بأقصى السرعات ، حتى ترجع الحياة اليكي لمجرد ان يأخذك بين ذراعيه .. ستنسى كل الهموم والألم .... بيني وبينه لحظة واحدة

وقفت سما على الباب متسمرة القدمين .... لا تستطيع ان تضغط على زر الباب .. ياااه بيني وبينه باب واحد ، بيني وبين رؤيته ضغطة جرس ...... سأضغط الآن وسيفتح وسأرى من حرمت منه ......

فتح لي الباب ونظرت اليه ... ونظر إلي .. أحسست في تلك اللحظة بالجمود في كل كياني .... توقف الشعور .. وتجمدت الحياة .... لم أشعر عندئذ يأي نوع من السعادة .... نفس الملامح ... نفس الصوت .... ولكن أحساسي أصبح مختلف ... لم أشعر بالفرحة التي انتظرتها أعوم ... ظل الصمت عنواني ..

وأصواتي بالداخل تتنازع .. قائلة لي " ليس هو ... ليس هو من أحببت "

ليس انت من أحببت ... ليس أنت من بكيت عيني أنهار من الدموع من أجل غيابك ... ليس انت القادر ان تعيد روحي التي أبحث عنها ... كنت اتمنى أن أعيش في نار الأنتظار والعذاب ولا أعيش بدون رؤية من أحببت .... فأنت ليس هو من مضى منذ أعوام ... ليس انت ....