- أعظم جهد تبذله هو أنْ تستدعيني
تحكي قصَّة عن مصنع نسيج كان الإعلان التالي ملصوقًا على كلِّ ماكينة فيه: ”إذا تشابَكَت الخيوط, استدعِ كبير العُمَّال“. التحقت بالمصنع عاملة جديدة, وللتوِّ تشابَكَت الخيوط بطريقة رديئة, وكلَّما حاوَلَت العاملة فكَّ التشابك, كلَّما ازداد الأمر تعقيدًا أكثر. وأخيرًا, وفي يأسٍ تام, بعد أنْ أضاعت وقتًا طويلاً, فإنَّها نادت طالبةً المساعدة. وعندما حضر رئيس العُمَّال سألها...: لماذا لم تستدعيني مِنْ قَبْل؟ فأجابت وهي تدافع عنْ نفسها: ”لقد حاولتُ بكل جهدي“. فأجابها بابتسامة: ”تذكَّرِي أنَّ أفضل جهد تُقَدِّمينه هو أنْ تستدعيني“.
هذا يصدُق معنا أيضًا دومًا في حياتنا. عندما ندخل في ورطة, وتتشابك الأُمور معاً بالرّغم مِنْ محاولاتنا, فإنّ أفضل جهد نقدِّمه هو أنْ نُقَدِّم الموضوع لله في الصلاة وننساه, وبعد أنْ نضعه بين يديه, ننتظر مشورته وإرشاده.

الابتهاج ليس خطيَّة. إنَّه يبعد السأم لأنَّه مِن السأم يتولَّد اليأس ولا يوجد أسوأ مِنْ هذا اليأس يأتي بكلِّ ما هو سلبي.
القديس ساروفيم ساروفسكي

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"