يقول معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس " وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا أخرين أيضاً " 2تى 2:2
الإنسان الذى يعيش التعليم الأورثوذكسى يكتشف أى تعليم مخالف بسرعة .............
كلمة أرثوذكسى مكونة من كلمتين هما :- كلمة ( أورثو ) = مستقيم ......... وكلمة ( ذوكسى ) وهى كلمة ذوكصا = مجد ... أى أن كلمة أرثوذكسى = الطريق المستقيم فى تمجيد الله والخدمة فى مجمل معناها هى تمجيد لله , ليست فقط فى إستقامة التعليم بل وأيضاً فى الحياة
+ سـمـات التعـليم الأرثوذكسى :-
1- تعليم كتابى 2- تعليم عقيدى 3- تعليم ليتورجى (سرائرى) 4- تعليم جماعى 5- تعليم عميق ومتكامل
1- تعليم كتابى :-
الكتاب المقدس هو مصدر التعليم الأرثوذكسى المستمد من تعاليم ربنا يسوع , وكل ما قاله ربنا يسوع تخضع له الكنيسة وتحياه وتنفذه .. لذلك كل طقس أو صلاة فى الكنيسة به قراءات من الكتاب المقدس لأن مصدر التعليم فى الكنيسة هو كلام يسوع , كلمة الله هى سراج التعليم وناموسه ......
حتى فى العبادة الكنسية نجد كلام العبادة من الكتاب المقدس , مثلاً فى بعض الخولاجيات القديمة نجد شواهد الكتاب المقدس التى أتخذ منها كلمات الصلاة .. مثلاً عبارة "يا الله العظيم الأبدى " تجد أسفل الصفحة شاهد الأية التى ذكرت فيه هذه العبارة , و......... وهكذا سائر الصلوات لأن التعليم الورثوذكسى تعليم كتابى .... الكنيسة تعلمنا تعاليم من الأنجيل وليس من عقولنا أو تعلمنا مجرد أخلاقيات .. لا ... حتى أن الكنيسة خصصت درجة من رتبها الكنسية تسمى الأغنسطس ومعناها قارئ الأسفار وعمله أن يقدم كلمة الله للناس ويقرأها لهم بوضوح ويعلمهم إياها
+ هناك قول جميل عن الكتاب المقدس يقول " أنا لا أعرف الكتاب المقدس إلا الذى تقدمه لى الكنيسة حياً فى عباداتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها " أربعة أمور مهمة عرفت بها الكتاب المقدس, تقدمه لى الكنيسة , حياً فى عبادتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها ......
- تقدمه لى الكنيسة :- من الذى أتى أولاً الكنيسة أم الكتاب المقدس ؟ بالطبع الكنيسة أولاً ثم كتبت البشائر الأربعة , الكنيسة عاشت فترة بدون انجيل مكتوب ثم قدمت لنا الانجيل ... إذاً لا أعرف كتاب مقدس إلا الذى تعلمنى إياه الكنيسة .. نسمع عن انجيل برنابا , هذا انجيل غريب لم تعترف به الكنيسة لأن به تعاليم غريبة عن الكنيسة وضمير الكنيسة
- حياً فى عبادتها :- وكل ما فى الكنيسة حىّ , ولنرى الأبصلمودية والأجبية والقداسات والتسبحة و.... كل هذا مشبع بالأنجيل , حتى القداس به فصول من الكتاب لينقينا
- مشروحاً بأبائها :- لنرى تفاسير الأباء للكتاب المقدس تجدها غنية جداً , ولنرى كيف عرفوا أسرار الكتاب بالروح القدس، ستجد نفسك مسرور جداً بما تقرأه وتسمعه .. إقرأ للقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس إغريغوريوس ستفرح جداً
- معاشاً فى قديسيها :- القديس هو من عاش الانجيل ... الأنبا أنطونيوس عاش الأية " إن أردت أن تكون كاملاً إذهب وبع كل مالك وتعال إتبعنى " أطاع الكتاب وعاش الأيه... والأنبا بيشوى عاش الأية التى تقول " صلوا كل حين ولا تملوا " .. والشهداء الذين عاشوا قول الكتاب " ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس " ... عاشوا الأنجيل ........ المتنيح أبونا بيشوى كامل كان من ضمن ألقابه الجميلة الأنجيل المعاش ..
هذا هو الانجيل الذى تعلمه لنا الكنيسة ونؤمن به , حتى أن القديس أوغسطينوس يقول قول جرئ جداً " أنا لا أؤمن بأنجيل إلا الذى توجهه سلطان الكنيسة " ........ الكتاب المقدس محور أساسى لتعليم الكنيسة ولفكرها وإستقامتها , حتى أن الأب البطريرك أو الأسقف يقال عنه مفصلاً كلمة الحق بالإستقامة
2- تعليم عقيدى :-
- فى الأرثوذكسية التعاليم ممزوجة بالعقيدة , والعقيدة هى الدستور والقواعد الرئيسية المتفق عليها .... كلمة عقيدة جاءت من كلمة عقد اى ما عقدت عليه إيمانى .... إيمانى أنه توجد حياة أبدية , إذاً أنا أجاهد لأنالها .. بينما الذى لا يؤمن بالحياة الأبدية يقول لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت , هذا يعيش بدون عقيدة .. لكننا نحن عقدنا إيماننا على أنه توجد حياة أبدية لذلك لابد أن نحيا فى مخافة الله لنرث الحياة الأبدية
- نؤمن بالغفران , لذلك عندما نخطئ توجد لدينا عقيدة تسمى التوبة والغفران ولا يوجد عندى يأس وفشل وموت
- الحياة الأرثوذكسية فى تعاليمها عقيدة ولا توجد عقيدة بدون حياة أو حياة بدون عقيدة , لذلك تعاليم المسيحية ليس هدفها أن تجعلنا لطفاء ومؤدبين , بل لتعلمنا فضائل مصدرها عقيدة ... محبتنا وغفراننا منبعهما الصليب .. إحترامنا لأجسادنا منبعه عقيدة التجسد ..... إذاً العقائد عند الأرثوذكسية هى منبع للفضائل فلا نتكلم عن روحيات بدون فكر عقيدى
- فى تعاليم ربنا يسوع لم يعطينا أخلاقيات بل أعطانا عقيدة ... مثلاً فهمنا علاقة الأب بالإبن بالروح القدس , قال "خرجت من عند الأب" .... كلمنا عن الروح القدس وقال "متى جاء الروح المعزى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " ... علمنا أنه هو فى الأب والأب فيه... هو علمنا الثالوث وشرحه لنا , وهو من علمنا الأبدية وضرورة المعمودية وليست الكنيسة هى التى كلمتنا عن المعمودية بل هو الذى قال " من لم يولد من الماء والروح لن يرى ملكوت السموات " ... هو الذى قال " أن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه " ... هذه تعاليم ربنا يسوع لنا وليس أننا جلسنا معاً وإتفقنا على التناول , هو الذى وضع لنا القانون
هو من كلمنا عن قداسة سر الزيجة وقال " ليس بعد إثنان بل جسداً وحداً " .. وقال "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " ... أيضاً هو من قال " لا طلاق إلا لعلة الزنا " وليس الكنيسة .. بل الكنيسة أخذت كلامه ووضعته لنا طريق ........ لذلك من سمات التعليم الأورثوذكسى أنه تعليم عقيدى وليس مجرد مجموعة فضائل .. عندنا عقيدة المجئ الثانى , هو قال أنه سيأتى ليدين العالم "ويخرج الذين صنعوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين صنعوا السيئات الى قيامة الدينونة" .. هو من أعطانا سلطان الحل والربط وقال "ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً فى السماء وما ربطموه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء " نعم أنا أخطئ لكنه أعطانى سلطان الحل والربط
قد نسأل سؤال مهم وهو :- هات أية من الكتاب تثبت المجئ الثانى , المعمودية , الزيجة , سلطان الحل والربط , .... إذاً التعليم الأرثوذكسى له عقيدة
+ لنحذر من التعاليم التى تتكلم عن يسوع ومحبته وإتضاعه فقط , نعم هذا كلام جيد لكن هناك أمور أخرى أنت لم تذكرها لى ... فأين القديسين فى الكنيسة ؟ .. أين الشفاعة فى الكنيسة ؟ ... ما هى كرامة السيدة العذراء والملائكة فى الكنيسة ؟
3- تعليم جماعى :- الكنيسة هى جماعة المؤمنين , يجتمع فيها الإكليروس أو الأباء الكهنة والشعب حول جسد الرب ودمه , حول عبادة , حول صلاة .. ونؤمن أن الله حاضر فى وسطنا , فنأخذ من خلال هذه العبادة بركة حلول الله فى وسطنا , نأخذ من خلال المجموعة بركة حلول الله .. لذلك نجتمع لنتناول كلنا من خبزة واحدة , ونؤمن بالمجموعة
أننا كلنا نمثل جسد واحد وننال غفران وخلاص وحياة أبدية وكلنا نمثل حلول الله فى حياتنا فنفرح بالمسيح كمجموعة .... كلمة كنيسة تعنى إيككلسيا أى روح واحد وجسد واحد ........ معلمنا بولس الرسول قال فى ( غل 2:2 ) أنه ذهب لأورشليم ليعرض انجيله على المعتبرين أعمدة ( التلاميذ) لئلا تكون كرازته باطلة .... هذا فكر الكنيسة الأرثوذكسية
فكر الطوائف الأخرى هو أن لكل شخص فكرة يؤمن بها ويؤسس عليها كنيسة جديدة وليس لهم مرجعية ... نحن كنيسة جامعة رسولية تعيش بفكر الرسل وروح الجماعة " فكر واحد معمودية واحدة " وليس لدينا روح فردية
نشأت البروتوستانتية بالراهب الكاثوليكى مارتن لوثر الذى فى بداية حياته تعرض للموت فنذر لله أن يصير راهب وبالفعل ترهب وأجهد نفسه فى نسكيات شديدة جداً ونصحوه بالإعتدال لكنه رفض النصيحة ثم أثر فى بعض قيادات الكنيسة فرفض الأسرار والكهنوت و.. عاش بفكر فردى ومنه جاء الفكر الفردى فى الكنيسة , تقول له إن الأنبا أنطونيوس فسر هذه الأية بهذا القول , فيجيبك أنه كما أن الأنبا أنطونيوس فيه روح الله هكذا هو أيضاً فيه روح الله وله تفسيره الخاص .. قل له الكنيسة تقل الأن صوم فيجيبك أنه يصوم وقتما يشاء هو
الكنيسة تؤمن أن روح الله فى المجموعة لذلك ليس لدينا فى عبادتنا روح الفردية فنصلى ونقول إرحمنا , إنقذنا , أعننا قد تمسكننا ,. نتكلم بلغة المجموعة لكن لنا روح واحد , وكما يقول الكتاب " هؤلاء الذين ألفهم الروح مثل قيثارة "
عندما تجد شخص يتكلم بروح الفردية تشعر أنه غير أرثوذكسى .... فى كنيستنا التعليم ليس حسب الهوى الفردى بل تجد التعليم الذى علمه لك خادمك وأنت صغير هوهو نفس التعليم الذى يعلمه الأب الكاهن والأب الأسقف , ... اليوم مثل غداً ... لذلك لا تجد عندنا من يتكلم عن إختباراته الشخصية .. لا .. حتى أن معلمنا بولس الرسول عندما أختطف الى السماء ورأها قال " أعرف إنسان " ولم يقل" أنا " ... أيضاً موسى النبى عندما رأى العليقة المشتعلة ورأى مجد الله لم يذكر ذلك فى سفر الخروج ولم يقل أن له إختبار شخصى ..... لذلك التعليم الأرثوذكسى فيه " أنا ما أنا " , ويعلمنا أن نختفى وسط المجموعة .. لذلك لنا عبادات جماعية وأصوام جماعية وتفاسير أبائية ......
الشفاعة ينبوعها أننا نريد لنا سند ورفضها يعلن أننا لنا إكتفاء من ذواتنا .... لذلك نحن نعترف بتفاسير الأباء وأصوام الكنيسة عكس الطوائف الأخرى .
4- تعليم ليتورجى :-
ما معنى ليتورجى ؟ .. معناه أنه عندما نتكلم عن أى شئ فى حياتنا الروحية يكون كلامنا وتعليمنا مرتبط بالأسرار ومرتبط بالعبادة , ومرتبط بأننا نأخذ قوة غفراننا من جسده ودمه الحاضرين على المذبح , هو قال " من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه " , ولتقرأ فصل انجيل يوحنا الأصحاح 6 تجد فيه جزء خاص بخبز الحياة النازل من السماء ........... صعب أن أكلمك عن الخلاص والغفران ودم المسيح الذى يغفر كل خطية دون أن أكلمك عن المذبح والقداس , عندما أكلمك عن دم يسوع لابد أن أعرفك أين تأخذه وكيف ؟ .. تأخذه فى الكنيسة من خلال القداس ... , ولا أقول لك أصرخ الى الله الأن وتُب وإنسى الإعتراف كطريق للغفران ... لأن تعليم كنيستنا تعليم ليتورجى ..... تجد الخادم يقول تعليم كما يقال فى القداس وكما فسر الأباء وكما أخذنا فى المعمودية , كله تعليم مرتبط بالأسرار والعبادة , لذلك الخادم الأرثوذكسى يحب العبادة الأرثوذكسية ويحب القداس والعشيات والتسبحة و.... كان البابا كيرلس عاشق للعبادة , كان كلامه قليل لكنه كان كارز بعبادته , وقال أنه كان يقوم بقانونه الشخصى فى قلايته وكان يعمل التسبحة كل يوم الساعة الثانية صباحاً لكن لما أختير للبطريركية قال أن الضرورة أصبحت موضوعة عليه لذلك صار يعمل التسبحة فى الكنيسة لكى يسلمها للشعب لأنها كنز من كنوز الكنيسة .. لذلك التعليم الأرثوذكسى تعليم سرائرى ويعرف الشفاعة والقديسين والقداسات و..........
هناك إتجاه خطير للأسف كثيرون لا ينتبهون له وهو التعليم دون أن يذكرعقيدة أو عبادة ويقال لك دعنا من الخلافات والتشدد والتعصب ... نعم دعنا من التشدد والتعصب لكن لابد أن نثبت على العقيدة والأسرار وإلا نكون كمن يشرح الماء على السبورة دون أن يروى الأخرين .. ربنا يسوع قال خذوا كلوا هذا هو جسدى , ولم يقل لك هذا مجرد رمز تسمع عنه ..لا .. هوفال خذوا كلوا أى يريد أن جسده يمتزج فيك وبك , هو قال جسدى مأكل حق
+ سأل نيافة الأنبا موسى سؤال مهم هو :- أيهما أخطر على الكنيسة "anti orthozox" ضد الأرثوذكس أم "non orthozox" اللاأرثوذكس ؟ ......... بالطبع اللاأرثوذكس أخطر لأن الضد أرثوذكس يقول لك لا تعترف ,
لا تتشفع بالقديسين , لا ..... ونتيجة طبيعية أنك ستجيبه بأنك إختبرت شفاعة القديسين وسندها وإختبرت التناول وقوته وتشعر بالراحة فى الإعتراف و..... , لكن اللاأرثوذكس يقول لك دعنا لا نتكلم عن العقيدة وهيا بنا نصلى , نعم هو لا يهاجمنى فى عقيدتى لكنه ينسينى إياها , قد يكلمك عن مسيح الجلجثة لكنه لا يكلمك عن مسيح المذبح ...... مادام يتكلم عن التوبة فلماذا لا يذكر لك الإعتراف ؟ ......, نحن عندما نتكلم عن التوبة يأتى فى ذهننا القديس موسى الأسود والقديس أوغسطينوس و مريم المصرية ,سر التوبة والإعتراف والمذبح و...... لا تجعل أحد يبعدك عن عقيدتك وينسيك إياها , وكما يقول الكتاب " يخدعون قلوب السلماء " قد يبدو كلامه جيد بل ولين ويقول لك دعنا من الطائفية والتشدد ... لا .. كلامه ليس به سمات التعليم الأورثوذكسى
5- تعليم عميق ومتكامل :-
+ تعليم عميق : أى لا يعتمد على القشور الخارجية للأمور وعلى المؤثرات الخارجية والتأثير النفسى والعاطفى , كثير من الطوائف تعتمد على بعض الكلمات المؤثرة والإبهار بالعدد , ويأتى بمدرجات ممتلئة بالحاضرين , بتأثير نفسى عاطفى بأن يقول ترنيمة بإنفعال وصوت عالى ويصلى بصراخ و.... هذا أسلوب من أساليب المظاهر والتأثير العاطفى .... بينما فى الأرثوذكسية لا تجد فى الكنيسة سوى أناس يقفون للصلاة بإتزان وعمق الطلبة دون أن يظهروا إنفعالات خارجية ... ينصحنا الأباء بأنه حتى وإن أتانا إنفعال أثناء الصلاة الجماعية علينا أن نطرده ولا نظهر أى تأثير خارجى وسط الجماعة لأن الإنفعال غير مطلوب , بينما فى مخدعك وفى خفائك إنفعل وإبكى كما تشاء وإقرع صدرك , لكن وسط المجموعة صلى بإتزان وقلب مرفوع ولا تعتمد على مؤثرات خارجية وصوتية .... قد يقول لك شخص أية بطريقة مؤثرة وبالفعل يثيرك , لكن يكون تأثيره مؤقت , بينما التعليم الأرثوذكسى لا يريد تأثير مؤقت بل يريد تأثير قلبى يعيش معك كل حياتك ... يقول الأباء لا تطمئن للطفرات , أى لابد من التدرج فى الحياة الروحية , نعم قد يكلمك الله فتتغير حياتك لكن عليك أن ترعى هذا التغيير فى قلبك وثبته دائماً وتدرج مع الله ولا تهتم فى خدمتك بالشكل الظاهرى و الديكورات التى تبهر و... المهم التأثر العميق فى قلبك وقلوب مخدوميك ... العبادة الأرثوذكسية عبادة بالروح والذهن , لما تسمع تسابيح الكنيسة وهى تقول سبع مرات كل يوم أبارك إسمك القدوس , طلبتك بإشتياق من عمق قلبى ياربى يسوع المسيح أعنى , .... تجدها كلمات هادئة لكن لها عمق فى النفس
+ تعليم متكامل : أى لا يكلمك فى شئ ويترك شئ أخر ... مثلاً لا يكلمك عن النعمة ويترك الجهاد , لا يقول لك لا تتعب وتجاهد لأن دم المسيح يطهر من كل خطية , حتى أنهم يتهموننا بأننا نقلل من قيمة خلاص المسيح وقوة دمه , هو قال أن دمه يطهر من كل خطية إذاً هذا يكفى ولا داعى للجهاد لأنه قال أنتم بالنعمة مخلصون إذاً النعمة تكفيك .. لا .. الأرثوذكسية متكاملة , نعم أنتم بالنعمة مخلصون لكن هذا لا يكفى أن نتمتع بالنعمة دون أن نحيا إستحقاقات عمل النعمة , عندما كان ربنا يسوع يشفى مرضى كانوا يخرجون بعد المعجزة ويتبعونه , هذا جهاد .. الجهاد فى الأرثوذكسية هو أن نتبع ذاك الذى خلصنا , فى القداس تعلن شوقك وأمانتك وجهادك وإستحقاقك فيعطيك الخبز السماوى وأنت رافع قلبك بطلبة وتنحنى أمام عظمة مجد الله , وكما يقول المزمور " القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله "... لذلك قال الكتاب " لم تقاوموا بعد حتى الدم " , هذا الجهاد أساسه النعمة وكما يقول الأباء " الجهاد يزكى النعمة والنعمة تزيد الجهاد " .. لابد من الرياح لتوجه شراع السفينة , الشراع هو الجهاد والرياح هى النعمة التى توجه الجهاد لتسير السفينة .. أنا أجاهد وأتوب وهو يعطى الغفران ... تعاليم متزنة تجعلنا لا نتهاون وأيضاً لا نيأس , لا يكلمنا عن الضمان فقط وأيضاً لا يشعرنا أننا هالكون .. نحن نجاهد والنعمة تسند
أسئلة للمذاكرة
+ ما معنى كلمة ارثوذكسى؟
+ اذكر بدون شرح سمات التعليم الارثوذكسى
+ اشرح باختصار هذه العبارة " أنا لا أعرف الكتاب المقدس إلا الذى تقدمه لى الكنيسة حياً فى عباداتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها "
+ هات أية من الكتاب تثبت المجئ الثانى , المعمودية , الزيجة , سلطان الحل والربط , الروح القدس، التناول
+ ما معنى التكامل فى التعليم الارثوذكسى؟
+ ما معنى ان التعليم الارثوذكسى تعليم ليتورجى؟؟ اذكر مثال
محاضره لابونا انطونيوس
الإنسان الذى يعيش التعليم الأورثوذكسى يكتشف أى تعليم مخالف بسرعة .............
كلمة أرثوذكسى مكونة من كلمتين هما :- كلمة ( أورثو ) = مستقيم ......... وكلمة ( ذوكسى ) وهى كلمة ذوكصا = مجد ... أى أن كلمة أرثوذكسى = الطريق المستقيم فى تمجيد الله والخدمة فى مجمل معناها هى تمجيد لله , ليست فقط فى إستقامة التعليم بل وأيضاً فى الحياة
+ سـمـات التعـليم الأرثوذكسى :-
1- تعليم كتابى 2- تعليم عقيدى 3- تعليم ليتورجى (سرائرى) 4- تعليم جماعى 5- تعليم عميق ومتكامل
1- تعليم كتابى :-
الكتاب المقدس هو مصدر التعليم الأرثوذكسى المستمد من تعاليم ربنا يسوع , وكل ما قاله ربنا يسوع تخضع له الكنيسة وتحياه وتنفذه .. لذلك كل طقس أو صلاة فى الكنيسة به قراءات من الكتاب المقدس لأن مصدر التعليم فى الكنيسة هو كلام يسوع , كلمة الله هى سراج التعليم وناموسه ......
حتى فى العبادة الكنسية نجد كلام العبادة من الكتاب المقدس , مثلاً فى بعض الخولاجيات القديمة نجد شواهد الكتاب المقدس التى أتخذ منها كلمات الصلاة .. مثلاً عبارة "يا الله العظيم الأبدى " تجد أسفل الصفحة شاهد الأية التى ذكرت فيه هذه العبارة , و......... وهكذا سائر الصلوات لأن التعليم الورثوذكسى تعليم كتابى .... الكنيسة تعلمنا تعاليم من الأنجيل وليس من عقولنا أو تعلمنا مجرد أخلاقيات .. لا ... حتى أن الكنيسة خصصت درجة من رتبها الكنسية تسمى الأغنسطس ومعناها قارئ الأسفار وعمله أن يقدم كلمة الله للناس ويقرأها لهم بوضوح ويعلمهم إياها
+ هناك قول جميل عن الكتاب المقدس يقول " أنا لا أعرف الكتاب المقدس إلا الذى تقدمه لى الكنيسة حياً فى عباداتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها " أربعة أمور مهمة عرفت بها الكتاب المقدس, تقدمه لى الكنيسة , حياً فى عبادتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها ......
- تقدمه لى الكنيسة :- من الذى أتى أولاً الكنيسة أم الكتاب المقدس ؟ بالطبع الكنيسة أولاً ثم كتبت البشائر الأربعة , الكنيسة عاشت فترة بدون انجيل مكتوب ثم قدمت لنا الانجيل ... إذاً لا أعرف كتاب مقدس إلا الذى تعلمنى إياه الكنيسة .. نسمع عن انجيل برنابا , هذا انجيل غريب لم تعترف به الكنيسة لأن به تعاليم غريبة عن الكنيسة وضمير الكنيسة
- حياً فى عبادتها :- وكل ما فى الكنيسة حىّ , ولنرى الأبصلمودية والأجبية والقداسات والتسبحة و.... كل هذا مشبع بالأنجيل , حتى القداس به فصول من الكتاب لينقينا
- مشروحاً بأبائها :- لنرى تفاسير الأباء للكتاب المقدس تجدها غنية جداً , ولنرى كيف عرفوا أسرار الكتاب بالروح القدس، ستجد نفسك مسرور جداً بما تقرأه وتسمعه .. إقرأ للقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس إغريغوريوس ستفرح جداً
- معاشاً فى قديسيها :- القديس هو من عاش الانجيل ... الأنبا أنطونيوس عاش الأية " إن أردت أن تكون كاملاً إذهب وبع كل مالك وتعال إتبعنى " أطاع الكتاب وعاش الأيه... والأنبا بيشوى عاش الأية التى تقول " صلوا كل حين ولا تملوا " .. والشهداء الذين عاشوا قول الكتاب " ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس " ... عاشوا الأنجيل ........ المتنيح أبونا بيشوى كامل كان من ضمن ألقابه الجميلة الأنجيل المعاش ..
هذا هو الانجيل الذى تعلمه لنا الكنيسة ونؤمن به , حتى أن القديس أوغسطينوس يقول قول جرئ جداً " أنا لا أؤمن بأنجيل إلا الذى توجهه سلطان الكنيسة " ........ الكتاب المقدس محور أساسى لتعليم الكنيسة ولفكرها وإستقامتها , حتى أن الأب البطريرك أو الأسقف يقال عنه مفصلاً كلمة الحق بالإستقامة
2- تعليم عقيدى :-
- فى الأرثوذكسية التعاليم ممزوجة بالعقيدة , والعقيدة هى الدستور والقواعد الرئيسية المتفق عليها .... كلمة عقيدة جاءت من كلمة عقد اى ما عقدت عليه إيمانى .... إيمانى أنه توجد حياة أبدية , إذاً أنا أجاهد لأنالها .. بينما الذى لا يؤمن بالحياة الأبدية يقول لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت , هذا يعيش بدون عقيدة .. لكننا نحن عقدنا إيماننا على أنه توجد حياة أبدية لذلك لابد أن نحيا فى مخافة الله لنرث الحياة الأبدية
- نؤمن بالغفران , لذلك عندما نخطئ توجد لدينا عقيدة تسمى التوبة والغفران ولا يوجد عندى يأس وفشل وموت
- الحياة الأرثوذكسية فى تعاليمها عقيدة ولا توجد عقيدة بدون حياة أو حياة بدون عقيدة , لذلك تعاليم المسيحية ليس هدفها أن تجعلنا لطفاء ومؤدبين , بل لتعلمنا فضائل مصدرها عقيدة ... محبتنا وغفراننا منبعهما الصليب .. إحترامنا لأجسادنا منبعه عقيدة التجسد ..... إذاً العقائد عند الأرثوذكسية هى منبع للفضائل فلا نتكلم عن روحيات بدون فكر عقيدى
- فى تعاليم ربنا يسوع لم يعطينا أخلاقيات بل أعطانا عقيدة ... مثلاً فهمنا علاقة الأب بالإبن بالروح القدس , قال "خرجت من عند الأب" .... كلمنا عن الروح القدس وقال "متى جاء الروح المعزى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " ... علمنا أنه هو فى الأب والأب فيه... هو علمنا الثالوث وشرحه لنا , وهو من علمنا الأبدية وضرورة المعمودية وليست الكنيسة هى التى كلمتنا عن المعمودية بل هو الذى قال " من لم يولد من الماء والروح لن يرى ملكوت السموات " ... هو الذى قال " أن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه " ... هذه تعاليم ربنا يسوع لنا وليس أننا جلسنا معاً وإتفقنا على التناول , هو الذى وضع لنا القانون
هو من كلمنا عن قداسة سر الزيجة وقال " ليس بعد إثنان بل جسداً وحداً " .. وقال "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " ... أيضاً هو من قال " لا طلاق إلا لعلة الزنا " وليس الكنيسة .. بل الكنيسة أخذت كلامه ووضعته لنا طريق ........ لذلك من سمات التعليم الأورثوذكسى أنه تعليم عقيدى وليس مجرد مجموعة فضائل .. عندنا عقيدة المجئ الثانى , هو قال أنه سيأتى ليدين العالم "ويخرج الذين صنعوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين صنعوا السيئات الى قيامة الدينونة" .. هو من أعطانا سلطان الحل والربط وقال "ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً فى السماء وما ربطموه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء " نعم أنا أخطئ لكنه أعطانى سلطان الحل والربط
قد نسأل سؤال مهم وهو :- هات أية من الكتاب تثبت المجئ الثانى , المعمودية , الزيجة , سلطان الحل والربط , .... إذاً التعليم الأرثوذكسى له عقيدة
+ لنحذر من التعاليم التى تتكلم عن يسوع ومحبته وإتضاعه فقط , نعم هذا كلام جيد لكن هناك أمور أخرى أنت لم تذكرها لى ... فأين القديسين فى الكنيسة ؟ .. أين الشفاعة فى الكنيسة ؟ ... ما هى كرامة السيدة العذراء والملائكة فى الكنيسة ؟
3- تعليم جماعى :- الكنيسة هى جماعة المؤمنين , يجتمع فيها الإكليروس أو الأباء الكهنة والشعب حول جسد الرب ودمه , حول عبادة , حول صلاة .. ونؤمن أن الله حاضر فى وسطنا , فنأخذ من خلال هذه العبادة بركة حلول الله فى وسطنا , نأخذ من خلال المجموعة بركة حلول الله .. لذلك نجتمع لنتناول كلنا من خبزة واحدة , ونؤمن بالمجموعة
أننا كلنا نمثل جسد واحد وننال غفران وخلاص وحياة أبدية وكلنا نمثل حلول الله فى حياتنا فنفرح بالمسيح كمجموعة .... كلمة كنيسة تعنى إيككلسيا أى روح واحد وجسد واحد ........ معلمنا بولس الرسول قال فى ( غل 2:2 ) أنه ذهب لأورشليم ليعرض انجيله على المعتبرين أعمدة ( التلاميذ) لئلا تكون كرازته باطلة .... هذا فكر الكنيسة الأرثوذكسية
فكر الطوائف الأخرى هو أن لكل شخص فكرة يؤمن بها ويؤسس عليها كنيسة جديدة وليس لهم مرجعية ... نحن كنيسة جامعة رسولية تعيش بفكر الرسل وروح الجماعة " فكر واحد معمودية واحدة " وليس لدينا روح فردية
نشأت البروتوستانتية بالراهب الكاثوليكى مارتن لوثر الذى فى بداية حياته تعرض للموت فنذر لله أن يصير راهب وبالفعل ترهب وأجهد نفسه فى نسكيات شديدة جداً ونصحوه بالإعتدال لكنه رفض النصيحة ثم أثر فى بعض قيادات الكنيسة فرفض الأسرار والكهنوت و.. عاش بفكر فردى ومنه جاء الفكر الفردى فى الكنيسة , تقول له إن الأنبا أنطونيوس فسر هذه الأية بهذا القول , فيجيبك أنه كما أن الأنبا أنطونيوس فيه روح الله هكذا هو أيضاً فيه روح الله وله تفسيره الخاص .. قل له الكنيسة تقل الأن صوم فيجيبك أنه يصوم وقتما يشاء هو
الكنيسة تؤمن أن روح الله فى المجموعة لذلك ليس لدينا فى عبادتنا روح الفردية فنصلى ونقول إرحمنا , إنقذنا , أعننا قد تمسكننا ,. نتكلم بلغة المجموعة لكن لنا روح واحد , وكما يقول الكتاب " هؤلاء الذين ألفهم الروح مثل قيثارة "
عندما تجد شخص يتكلم بروح الفردية تشعر أنه غير أرثوذكسى .... فى كنيستنا التعليم ليس حسب الهوى الفردى بل تجد التعليم الذى علمه لك خادمك وأنت صغير هوهو نفس التعليم الذى يعلمه الأب الكاهن والأب الأسقف , ... اليوم مثل غداً ... لذلك لا تجد عندنا من يتكلم عن إختباراته الشخصية .. لا .. حتى أن معلمنا بولس الرسول عندما أختطف الى السماء ورأها قال " أعرف إنسان " ولم يقل" أنا " ... أيضاً موسى النبى عندما رأى العليقة المشتعلة ورأى مجد الله لم يذكر ذلك فى سفر الخروج ولم يقل أن له إختبار شخصى ..... لذلك التعليم الأرثوذكسى فيه " أنا ما أنا " , ويعلمنا أن نختفى وسط المجموعة .. لذلك لنا عبادات جماعية وأصوام جماعية وتفاسير أبائية ......
الشفاعة ينبوعها أننا نريد لنا سند ورفضها يعلن أننا لنا إكتفاء من ذواتنا .... لذلك نحن نعترف بتفاسير الأباء وأصوام الكنيسة عكس الطوائف الأخرى .
4- تعليم ليتورجى :-
ما معنى ليتورجى ؟ .. معناه أنه عندما نتكلم عن أى شئ فى حياتنا الروحية يكون كلامنا وتعليمنا مرتبط بالأسرار ومرتبط بالعبادة , ومرتبط بأننا نأخذ قوة غفراننا من جسده ودمه الحاضرين على المذبح , هو قال " من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه " , ولتقرأ فصل انجيل يوحنا الأصحاح 6 تجد فيه جزء خاص بخبز الحياة النازل من السماء ........... صعب أن أكلمك عن الخلاص والغفران ودم المسيح الذى يغفر كل خطية دون أن أكلمك عن المذبح والقداس , عندما أكلمك عن دم يسوع لابد أن أعرفك أين تأخذه وكيف ؟ .. تأخذه فى الكنيسة من خلال القداس ... , ولا أقول لك أصرخ الى الله الأن وتُب وإنسى الإعتراف كطريق للغفران ... لأن تعليم كنيستنا تعليم ليتورجى ..... تجد الخادم يقول تعليم كما يقال فى القداس وكما فسر الأباء وكما أخذنا فى المعمودية , كله تعليم مرتبط بالأسرار والعبادة , لذلك الخادم الأرثوذكسى يحب العبادة الأرثوذكسية ويحب القداس والعشيات والتسبحة و.... كان البابا كيرلس عاشق للعبادة , كان كلامه قليل لكنه كان كارز بعبادته , وقال أنه كان يقوم بقانونه الشخصى فى قلايته وكان يعمل التسبحة كل يوم الساعة الثانية صباحاً لكن لما أختير للبطريركية قال أن الضرورة أصبحت موضوعة عليه لذلك صار يعمل التسبحة فى الكنيسة لكى يسلمها للشعب لأنها كنز من كنوز الكنيسة .. لذلك التعليم الأرثوذكسى تعليم سرائرى ويعرف الشفاعة والقديسين والقداسات و..........
هناك إتجاه خطير للأسف كثيرون لا ينتبهون له وهو التعليم دون أن يذكرعقيدة أو عبادة ويقال لك دعنا من الخلافات والتشدد والتعصب ... نعم دعنا من التشدد والتعصب لكن لابد أن نثبت على العقيدة والأسرار وإلا نكون كمن يشرح الماء على السبورة دون أن يروى الأخرين .. ربنا يسوع قال خذوا كلوا هذا هو جسدى , ولم يقل لك هذا مجرد رمز تسمع عنه ..لا .. هوفال خذوا كلوا أى يريد أن جسده يمتزج فيك وبك , هو قال جسدى مأكل حق
+ سأل نيافة الأنبا موسى سؤال مهم هو :- أيهما أخطر على الكنيسة "anti orthozox" ضد الأرثوذكس أم "non orthozox" اللاأرثوذكس ؟ ......... بالطبع اللاأرثوذكس أخطر لأن الضد أرثوذكس يقول لك لا تعترف ,
لا تتشفع بالقديسين , لا ..... ونتيجة طبيعية أنك ستجيبه بأنك إختبرت شفاعة القديسين وسندها وإختبرت التناول وقوته وتشعر بالراحة فى الإعتراف و..... , لكن اللاأرثوذكس يقول لك دعنا لا نتكلم عن العقيدة وهيا بنا نصلى , نعم هو لا يهاجمنى فى عقيدتى لكنه ينسينى إياها , قد يكلمك عن مسيح الجلجثة لكنه لا يكلمك عن مسيح المذبح ...... مادام يتكلم عن التوبة فلماذا لا يذكر لك الإعتراف ؟ ......, نحن عندما نتكلم عن التوبة يأتى فى ذهننا القديس موسى الأسود والقديس أوغسطينوس و مريم المصرية ,سر التوبة والإعتراف والمذبح و...... لا تجعل أحد يبعدك عن عقيدتك وينسيك إياها , وكما يقول الكتاب " يخدعون قلوب السلماء " قد يبدو كلامه جيد بل ولين ويقول لك دعنا من الطائفية والتشدد ... لا .. كلامه ليس به سمات التعليم الأورثوذكسى
5- تعليم عميق ومتكامل :-
+ تعليم عميق : أى لا يعتمد على القشور الخارجية للأمور وعلى المؤثرات الخارجية والتأثير النفسى والعاطفى , كثير من الطوائف تعتمد على بعض الكلمات المؤثرة والإبهار بالعدد , ويأتى بمدرجات ممتلئة بالحاضرين , بتأثير نفسى عاطفى بأن يقول ترنيمة بإنفعال وصوت عالى ويصلى بصراخ و.... هذا أسلوب من أساليب المظاهر والتأثير العاطفى .... بينما فى الأرثوذكسية لا تجد فى الكنيسة سوى أناس يقفون للصلاة بإتزان وعمق الطلبة دون أن يظهروا إنفعالات خارجية ... ينصحنا الأباء بأنه حتى وإن أتانا إنفعال أثناء الصلاة الجماعية علينا أن نطرده ولا نظهر أى تأثير خارجى وسط الجماعة لأن الإنفعال غير مطلوب , بينما فى مخدعك وفى خفائك إنفعل وإبكى كما تشاء وإقرع صدرك , لكن وسط المجموعة صلى بإتزان وقلب مرفوع ولا تعتمد على مؤثرات خارجية وصوتية .... قد يقول لك شخص أية بطريقة مؤثرة وبالفعل يثيرك , لكن يكون تأثيره مؤقت , بينما التعليم الأرثوذكسى لا يريد تأثير مؤقت بل يريد تأثير قلبى يعيش معك كل حياتك ... يقول الأباء لا تطمئن للطفرات , أى لابد من التدرج فى الحياة الروحية , نعم قد يكلمك الله فتتغير حياتك لكن عليك أن ترعى هذا التغيير فى قلبك وثبته دائماً وتدرج مع الله ولا تهتم فى خدمتك بالشكل الظاهرى و الديكورات التى تبهر و... المهم التأثر العميق فى قلبك وقلوب مخدوميك ... العبادة الأرثوذكسية عبادة بالروح والذهن , لما تسمع تسابيح الكنيسة وهى تقول سبع مرات كل يوم أبارك إسمك القدوس , طلبتك بإشتياق من عمق قلبى ياربى يسوع المسيح أعنى , .... تجدها كلمات هادئة لكن لها عمق فى النفس
+ تعليم متكامل : أى لا يكلمك فى شئ ويترك شئ أخر ... مثلاً لا يكلمك عن النعمة ويترك الجهاد , لا يقول لك لا تتعب وتجاهد لأن دم المسيح يطهر من كل خطية , حتى أنهم يتهموننا بأننا نقلل من قيمة خلاص المسيح وقوة دمه , هو قال أن دمه يطهر من كل خطية إذاً هذا يكفى ولا داعى للجهاد لأنه قال أنتم بالنعمة مخلصون إذاً النعمة تكفيك .. لا .. الأرثوذكسية متكاملة , نعم أنتم بالنعمة مخلصون لكن هذا لا يكفى أن نتمتع بالنعمة دون أن نحيا إستحقاقات عمل النعمة , عندما كان ربنا يسوع يشفى مرضى كانوا يخرجون بعد المعجزة ويتبعونه , هذا جهاد .. الجهاد فى الأرثوذكسية هو أن نتبع ذاك الذى خلصنا , فى القداس تعلن شوقك وأمانتك وجهادك وإستحقاقك فيعطيك الخبز السماوى وأنت رافع قلبك بطلبة وتنحنى أمام عظمة مجد الله , وكما يقول المزمور " القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله "... لذلك قال الكتاب " لم تقاوموا بعد حتى الدم " , هذا الجهاد أساسه النعمة وكما يقول الأباء " الجهاد يزكى النعمة والنعمة تزيد الجهاد " .. لابد من الرياح لتوجه شراع السفينة , الشراع هو الجهاد والرياح هى النعمة التى توجه الجهاد لتسير السفينة .. أنا أجاهد وأتوب وهو يعطى الغفران ... تعاليم متزنة تجعلنا لا نتهاون وأيضاً لا نيأس , لا يكلمنا عن الضمان فقط وأيضاً لا يشعرنا أننا هالكون .. نحن نجاهد والنعمة تسند
أسئلة للمذاكرة
+ ما معنى كلمة ارثوذكسى؟
+ اذكر بدون شرح سمات التعليم الارثوذكسى
+ اشرح باختصار هذه العبارة " أنا لا أعرف الكتاب المقدس إلا الذى تقدمه لى الكنيسة حياً فى عباداتها , مشروحاً بأبائها , معاشاً فى قديسيها "
+ هات أية من الكتاب تثبت المجئ الثانى , المعمودية , الزيجة , سلطان الحل والربط , الروح القدس، التناول
+ ما معنى التكامل فى التعليم الارثوذكسى؟
+ ما معنى ان التعليم الارثوذكسى تعليم ليتورجى؟؟ اذكر مثال
محاضره لابونا انطونيوس