مِثلُ أجزاء عابرات المُحيطات
إنَّنا نعلم أنَّ أشياء كثيرة مِمَّا تحدث لنا ليست صالحة. وإنَّما رديئة وغير مُسِرَّة.
فمثلاً إنَّ الأجزاء التي تتركَّب منها الباخرة عابِرة المحيطات إذا أُخِذ كلٌّ منها على حِدة فإنَّه يغرق. والماكينة التي تُدير الباخرة, فإنَّها بمفردها تغرق. والرفَّاص (الدافِع) الذي فيها, فإنَّه أيضاً بمفرده يغرق. ولكن عندما تتآزر أجزاء تلك الباخرة العظيمة وتقترن معًا جيِّدًا, كلٌّ في مك...انه المضبوط, فإنَّ الباخرة تطفو.
وهكذا الأمر بالنسبة للحياة لأُولئك الذين يحبُّون الله. إنَّنا إذا أخذنا الأحداث التي نجتاز فيها, كُلاًّ منها على حِدة, فقدْ تبدو مُرعِبة وتصيبنا بنوبة قلبيَّة, وتجلب لنا الحزن. ومع ذلك, فإنَّ الله يمكنه أنْ يجمع مُحَصِّلة خبرات الحياة كلِّها ويلصقها ويُثَبِّتها معًا بمادة محبَّته وحكمته, لِتُنتِج لنا شيئًا صالحًا.
فلماذا إذاً تحدث بعض الأشياء الرديئة لأُناسٍ صالحين؟ لأنَّ الله يمكنه أنْ يستخدم حتى الأشياء الرديئة لصالحنا ولِخيرنا.

عندما يُظهِر الله لكَ نقصاً في نفسك, فإنَّه يريد أنْ يُقنِعك بيأسك مِنْ نفسك, لا لأجل أنْ يجعلك تكتئب, ولكن لأجل أنْ تعود إليه وأنْ تلتصق به.
هـ. شفارتز
H. Schwartz

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"