الاكتئاب والقدِّيسون
يوجد بعض المسيحيِّين الذين يشعرون أنَّ الاكتئاب هو علامة على الضعف الروحي, ويفترضون أنَّ الشخص إنْ كان مسيحِيًّا حقيقيًّا وقد سلَّم نفسه تمامًا لله, فلن تنتابه أيَّامٌ مُظلِمة ولا اكتئاب ولا تغيُّرات مِن ابتهاجٍ وأحزان ups and downs, ويظنُّون أنَّ الشخص الذي يشعر بالقنوط, هو ببساطة, شخصٌ لم يُسلِّم حياته لله ولا هو مؤمنٌ أو متديِّن بالدرجة التي يجب عليه أنْ يكون عليها.
نحتاج أن... نعود إلى الإنجيل لنرى أنَّه حتى أعاظم القديسين كانت لهم إحباطاتهم وارتفاعاتهم. والمزامير كمثال, تتكلَّم عن وجه الله وقد ”تحوَّل“ أو عن شخصه وقد ”ابتعد“ أو أنَّه ”نسى“. إنَّها تتكلَّم عن أوقات مظلمة عندما لا يظهر فيها حضور الله أو اهتمامه. فنحن نسمع داود يصرخ: «مِن الأعماق صرختُ إليكَ يا ربّ» (مز:131), رجُلٌ إلهي عظيم - داود - نجده مكتئبًا!
وإذا أتينا إلى إيليا, وهو واحد مِن أعاظِم أنبياء العهد القديم, رجلٌ باسلٌ وشجاعٌ ذو إيمان عظيم بالله. كان إيليا واحدًا مِن اثنين, بعد قرون عدَّة, قد اختير مِن ضمن جميع قدِّيسي العهد القديم مِن العالم الآخر ليقف مع موسى ليتكلَّما مع المسيح على جبل التجلِّي, يشجِّعانه على عمله الفدائي على الصليب.
ولكننا نرى رَجُل الله العظيم هذا وهو يذهب إلى البرِّيَّة ويلقي بنفسه تحت رتمة (أي شجرة شيح) ويطلب الموت لنفسه ويقول: «كَفَى الآن يا ربّ, خُذ نفسي لأنَّني لستُ خيرًا مِن آبائي» (1مل4:19). نبيٌّ عظيمٌ لله مثل إيليا نجده مكتئبًا!
وإذا جئنا إلى العهد الجديد, فإنَّنا نأتي حقًّا إلى واحدٍ مِن أعاظم رسل المسيح, القديس بولس الرسول. إنَّنا نتكلَّم عنه كمحاربٍ للمسيح, مناضلٍ لأجل الصليب, رَجل ذي عمل ديناميكي وقدرة خلاَّقة. ومع ذلك, فقد انتابه الاكتئاب في إحدى المرَّات وكَتَبَ قائلاً: «فإنَّنا لا نريد أنْ تجهلوا أيها الإخوة مِن جهة ضيقتنا... أنَّنا تثقَّلنا جِدًّا فوق الطاقة حتى أيسنا مِن الحياة... كان لنا في أنفسنا حُكم الموت» (2كو9,8:1). رسولٌ عظيمٌ - القديس بولس - ينتابه اليأس.
إنَّ الجفاف الروحي لهُوَ اختبارٌ شائعٌ وعام حتى بين أعاظم القديسين.
هؤلاء القديسون يُبيِّنون لنا كيف يجب علينا أنْ نتعامل مع فترات الإحباط التي نمرُّ بها, كما سوف نرى ذلك في هذه الدِراسة. ولكن علينا في نفس الوقت أنْ نعبُر القرون ونمدَّ أيادينا بالمصافحة لأُولئك المؤمنين رِفاقنا وشركائنا في الآلام لأجل التشجيع والتقوية المتبادلة.
يسمح الله لك أن ترى أنَّك غير محبوب لدى الآخرين, حتى تقنَع به وحده. الحقيقة أنَّك إن جعلتَ الآخرين يحبُّونك, فقد تنسى حُبَّ الله.
هـ. شفارتز
H Schwartz
يوجد بعض المسيحيِّين الذين يشعرون أنَّ الاكتئاب هو علامة على الضعف الروحي, ويفترضون أنَّ الشخص إنْ كان مسيحِيًّا حقيقيًّا وقد سلَّم نفسه تمامًا لله, فلن تنتابه أيَّامٌ مُظلِمة ولا اكتئاب ولا تغيُّرات مِن ابتهاجٍ وأحزان ups and downs, ويظنُّون أنَّ الشخص الذي يشعر بالقنوط, هو ببساطة, شخصٌ لم يُسلِّم حياته لله ولا هو مؤمنٌ أو متديِّن بالدرجة التي يجب عليه أنْ يكون عليها.
نحتاج أن... نعود إلى الإنجيل لنرى أنَّه حتى أعاظم القديسين كانت لهم إحباطاتهم وارتفاعاتهم. والمزامير كمثال, تتكلَّم عن وجه الله وقد ”تحوَّل“ أو عن شخصه وقد ”ابتعد“ أو أنَّه ”نسى“. إنَّها تتكلَّم عن أوقات مظلمة عندما لا يظهر فيها حضور الله أو اهتمامه. فنحن نسمع داود يصرخ: «مِن الأعماق صرختُ إليكَ يا ربّ» (مز:131), رجُلٌ إلهي عظيم - داود - نجده مكتئبًا!
وإذا أتينا إلى إيليا, وهو واحد مِن أعاظِم أنبياء العهد القديم, رجلٌ باسلٌ وشجاعٌ ذو إيمان عظيم بالله. كان إيليا واحدًا مِن اثنين, بعد قرون عدَّة, قد اختير مِن ضمن جميع قدِّيسي العهد القديم مِن العالم الآخر ليقف مع موسى ليتكلَّما مع المسيح على جبل التجلِّي, يشجِّعانه على عمله الفدائي على الصليب.
ولكننا نرى رَجُل الله العظيم هذا وهو يذهب إلى البرِّيَّة ويلقي بنفسه تحت رتمة (أي شجرة شيح) ويطلب الموت لنفسه ويقول: «كَفَى الآن يا ربّ, خُذ نفسي لأنَّني لستُ خيرًا مِن آبائي» (1مل4:19). نبيٌّ عظيمٌ لله مثل إيليا نجده مكتئبًا!
وإذا جئنا إلى العهد الجديد, فإنَّنا نأتي حقًّا إلى واحدٍ مِن أعاظم رسل المسيح, القديس بولس الرسول. إنَّنا نتكلَّم عنه كمحاربٍ للمسيح, مناضلٍ لأجل الصليب, رَجل ذي عمل ديناميكي وقدرة خلاَّقة. ومع ذلك, فقد انتابه الاكتئاب في إحدى المرَّات وكَتَبَ قائلاً: «فإنَّنا لا نريد أنْ تجهلوا أيها الإخوة مِن جهة ضيقتنا... أنَّنا تثقَّلنا جِدًّا فوق الطاقة حتى أيسنا مِن الحياة... كان لنا في أنفسنا حُكم الموت» (2كو9,8:1). رسولٌ عظيمٌ - القديس بولس - ينتابه اليأس.
إنَّ الجفاف الروحي لهُوَ اختبارٌ شائعٌ وعام حتى بين أعاظم القديسين.
هؤلاء القديسون يُبيِّنون لنا كيف يجب علينا أنْ نتعامل مع فترات الإحباط التي نمرُّ بها, كما سوف نرى ذلك في هذه الدِراسة. ولكن علينا في نفس الوقت أنْ نعبُر القرون ونمدَّ أيادينا بالمصافحة لأُولئك المؤمنين رِفاقنا وشركائنا في الآلام لأجل التشجيع والتقوية المتبادلة.
يسمح الله لك أن ترى أنَّك غير محبوب لدى الآخرين, حتى تقنَع به وحده. الحقيقة أنَّك إن جعلتَ الآخرين يحبُّونك, فقد تنسى حُبَّ الله.
هـ. شفارتز
H Schwartz