لا تشك أبدًا في محبَّة الله
سقط فتى وانكسر ظهره، وكان له مِن العُمر خمسة عشر عامًا، وظلَّ ملازمًا الفراش لمدة 40 عامًا كان يتحرَّك فيها بصعوبة شديدة، ولم يكن يعبر عليه يوم دون أن يلمَّ به ألم مبرح. أمَّا هو فكان مسيحيًّا حقيقيًّا, وكان يجد في نعمة الله الكفاية لكل احتياجاته. أتاه كثيرون مِن رفاقه ليزوروه، إذ كان طبعه البهِج ومزاجه الفرِح وحبُّه الشديد لله يملأ قلوبهم بشجاعة جديدة. سأله صديق يومًا: ...”ألم يُجرِّبك الشيطان أبداً كي تشُكَّ في الله؟“ فأجابه: ”نعم، كم جرَّبني كي أتساءل أين هي عنايته، مِن العسير عليَّ أن أكذب بينما كنتُ أرى رفاق الدراسة وهم يقودون عرباتهم الفخمة ويقضون أوقاتًا طيِّبة مع ذويهم. وكان الشيطان يهمس في أذنيَّ أحيانًا: إنْ كان الله صالحًا إلى هذا الحدِّ، فلماذا يتركك في هذا المكان؟ لماذا سمح بكسر ظهرك؟“. فسأله الزائر: ”وماذا كنتَ تفعل عندما كان العدوّ يبذر بذور عدم الرضا هذه؟“. أمَّا المريض البطل المنتصِر فقد هتف قائلاً: ”لقد وجدتُ طريقًا عجيبًا أتعامل به معه. كنتُ أُشير إلى الجلجثة وأُريه جراحات مُخلِّصي. وأقول له: اُنظُر كم يحبُّني! فكان العدوَّ يعجز عن الردِّ عليَّ ويولي مُدبـِرًا“.
«الذي لم يشفق على ابنه الوحيد... كيف لا يهبنا معه كل شيء مجَّانًا؟» (رو 8: 32).
كنتُ أشير إلى الجلجثة، وأريه جراحات مُخلّصي وأقول له: "اُنظر كم يحبّني".
"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"