الجروح المثمرة
اصطحب فلاح يزرع التفاح صديقًا له إلى حقله ليريه الأشجار. فأراه أشجارًا مُحمَّلة بالتفاح، حتى إن الأفرع احتاجت إلى دعامات لتسند الثقل. ثم أراه بعد ذلك أشجارًا مِن نفس الحجم والصنف ومحصولها ضعيف. سأل الفلاح صديقه ما إذا كان يمكنه أن يرى أي اختلاف بين الأشجار، ولكن صديقه أجابه بالنفي. لقد كانت الأشجار متشابهة تمامًا باختلاف أنَّ بعضها كان مثمرًا جدًّا عن الآخر. لَفَتَ الفلاحُ انتباه صدي...قه إلى الجروح الغائرة الحادَّة المعمولة على جذع الأشجار المثمرة، وقال له: ”إننا لا نعلم السبب، ولكن عندما نلاحظ أنه توجد أشجار ترفض أن تثمر، فإننا نجرحها بعمق، وبعدئذ فإنها تُثمِر“. هذا مثال لِما يحدث في الحياة. إننا لا نَعلَم لماذا، ولكن الألم يمكن أن يساعدنا لنكون أكثر إثماراً في الحياة.
قال ليو تولستوي Leo Tolstoy: ”إنَّ العالَم يتقدم مِن خلال الذين يتألمون“.
لا يوجد أبدًا مَن يطلب الألم، كما لا يوجد قط مَن يكون سعيدًا عندما يُطلب منه أن يحتمله. وربُّنا نفسه، عندما واجَه الصليب صلّى: «إنْ أمكن فلتعبر عنّي هذه الكأس» (مت26: 39). ومع ذلك فإنَّه مِن خلال الصليب وصلت إلينا أعظم عطايا الله: الخلاص الأبدي.
مِن خلال الصليب بَلَغَ الفرح إلى كل العالم.
صلاة في الكنيسة الشرقية
"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"