قصَّة:
خادم حَلِم حلمًا عن زائر واقف على بابه يقرع, فلمَّا تعرَّف الخادم على الزائر أنَّه هو الرب يسوع, تضايق جدًّا, وقال في نفسه: "لا يمكنني أن أسمح له أن يدخل هذا المكان غير المُرتَّب", ومن ثمَّ فقد أخذ يكنس المكان ويمسح أثاثات البيت من الغبار العالِق, ولكن بقدر ما كان يُنظِّف, بقدر ما كان المكان يظهر أكثر قذارة, وأخيرًا فإنَّه استسلم وقال: "أيُّها السيِّد الرب, ...لم تعد فيَّ قوَّة لأعمل شيئًا أكثر, فتعالَ أنت إن شئت في هذا المكان غير المُهندَم والقذر", وللحال دخل الرب يسوع, وللوقت, كما لو كان بفعل عصا سحريَّة, صار المنـزل في غاية النظافة والرَّونق والجمال. عندئذٍ صرخ الخادم: "أيُّها السيِّد, حضورك في الداخل أكمل ما عَجَزَتْ عنه كل قوَّتي, وأكملتَ كل نقصي", وبعدئذٍ استيقظ الخادم من حلمه وقد صار إنسانًا جديدًا.
• مهما جاهدنا واجتهدنا, فلن نستطيع أن نُنظِّف بيتنا ليكون لائقًا بحضوره, ولكن حضوره فقط هو الذي يُنظِّفنا ويجعلنا مُستحقِّين, لذلك تعالَ وافتح له الأبواب المغلقة. إنَّنا غير مُستحقِّين بالتمام عندما يأتي إلينا عندما نذهب لننال الجسد المُقدَّس, ولكن مجيئه إلينا ليسكن فينا هو الذي يُنظِّفنا من خطايانا ويجعلنا مُستحقِّين. نحن نأخذ الأسرار الإلهيَّة: "لغفران الخطايا ونوال الحياة الأبديَّة". إنَّه هو الذي يُطهِّر وينظِّف بيت أرواحنا, وليس نحن. نحن نتوب وهو الذي يغفر ويُطهِّر. نحن مُستحقُّون ليس لأنَّنا أبرار, ولكنَّنا مُستحقُّون لأنَّه هو يحبُّنا.
"من كتاب الفردوس بين يديك للأب أنتوني"