مايكل منير
الإخوان والأمريكان.. سنوات من المفاوضات السرية
الأربعاء، 6 يوليو 2011 - 17:14
أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية على الملأ ما كان معروفا لكثير منا فى الخفاء، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت على اتصال بالإدارات الأمريكية المختلفة طوال سنين طويلة، على حد تعبير صحيفة الواشنطن بوست التى قالت: إن الاجتماعات السرية بدأت فى أوائل التسعينيات بعد الأداء القوى الذى ظهر به الإخوان فى الانتخابات البرلمانية.
ولا يستطيع أحد أن يلوم الإخوان فى رغبتهم فى التقرب والعمل فى السر مع أكبر دولة فى العالم، ولكن إذا كان هذا هو منهج الإخوان فإنه أثبت أنهم لا يؤمنون بحرف واحد مما يدعونه بدءًا من رفض التدخل الأمريكى فى شؤون مصر ونهاية برفضهم للدولة الصهيونية، على حد قولهم، أو إيمانهم بقضية فلسطين. وقد انفضح أمر الحوار الإخوانى الأمريكى فى بداية عام 2006 عندما طلب الإخوان لقاء نائب زعيم الأغلبية فى البرلمان الأمريكى ستانى هوير العضو عن ولاية ميرلاند، وتم اللقاء بالفعل داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة وتزامن هذا اللقاء مع تنظيم الإخوان لوبى قوى داخل الولايات المتحدة لإقناع الأمريكان بأمرين مهمين من وجهة نظر الإخوان. أولا: أنه فى حالة دخول الإخوان أى انتخابات حرة ونزيهة، فإنهم لن يحصلوا إلا على 18 % من الأصوات وبالتالى فعلى الأمريكان الاطمئنان. وثانيا: أنه حتى ولو حصل الإخوان على أغلبية، وقاموا بتشكيل الحكومة فإنهم يلتزمون بحكومة مدنية تطبق المثال التركى من الحكم وليس السعودى. وقد تبنى فكرة تقريب وجهات النظر هذه وإدارة الحوار المباشر وغير المباشر رمزا من رموز معارضة مبارك فى هذا الوقت فور خروجه من السجن بعد ضغوط أمريكية للإفراج عنه.
وقد قابلنى هذا الناشط فى واشنطن وطلب منى تقبل فكرة دمج العمل القبطى مع نشاط الإخوان داخل الولايات المتحدة معللا أن الإخوان لن يكونوا أسوأ من مبارك، ولكنى رفضت عرض العمل مع جماعة تعمل فى السر وترفض الأقباط. ورفضت أيضاً أن أشارك فى أى لقاءات سياسية مع الأمريكان للترويج لفكرة أن الإخوان ليسوا خطرا وأنهم لن يحتلوا السلطة، لأن هذه كانت معلومات خاطئة ومغلوطة وقلت للوسيط إنه يتعامل مع هذه القضية من منطلق كرهه للنظام الذى سجنه وليس من منطلق مصلحة مصر أولا. وقد قام صديقنا هذا بعدة لقاءات داخل وزارة الدفاع الأمريكية وخصوصا مع نائب وزير الدفاع الأمريكى بول ولفواتز الذى طالما وصفه الإخوان بأبو اليمين اليهودى المتطرف وصاحب مشروع المحافظين الجدد. كما عقدت اجتماعات مع أعضاء بالكونجرس للتترويج لنفس الأفكار.
وقد عجلت الحكومة الأمريكية بالإعلان عن بدء الحوار مع الإخوان فقط بعد زيارة قامت بها شخصية سياسية أمريكية للقاهرة خلال الأسابيع الماضية، والتقت هذه الشخصية المؤثرة فى صناعة القرار بعدد من النشطاء السياسيين فى مصر ومن بينهم الدكتور عصام العريان وشخصيات أخرى.
وقد علمت أن أحد الأقباط الذين دخلوا لعبة السياسة حديثاً أخبر هذه الشخصية بأنه -فى وجهة نظره- احتمال فوز الإخوان فى الانتخابات المقبلة قد يصل لـ 80 % وهو ما أزعج هذه الشخصية السياسية واسعة التأثير داخل الولايات المتحدة، والذى طلب بدوره تعجيل الحوار لعل الإخوان يكسب قبل عقد أية صفقات. وهكذا قدم أكبر عدو للإخوان أكبر خدمة لهم دون أن يعلم. لقد أخطأت الحكومة الأمريكية بإعلانها أنها سوف تتحدث مع الإخوان وقد كان عليهم أن يعلنوا أنهم سوف يتحدثون مع جميع التيارات السياسية فى مصر لتفادى عدم دعم تيار على آخر. أما عن الإخوان فقط سقطت ورقة التوت ولن يستطيعوا الحديث عن قضايا الصهيونية والإمبريالية والقضية الفلسطينية وما شابه هذا من شعارات وهمية
الإخوان والأمريكان.. سنوات من المفاوضات السرية
الأربعاء، 6 يوليو 2011 - 17:14
أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية على الملأ ما كان معروفا لكثير منا فى الخفاء، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت على اتصال بالإدارات الأمريكية المختلفة طوال سنين طويلة، على حد تعبير صحيفة الواشنطن بوست التى قالت: إن الاجتماعات السرية بدأت فى أوائل التسعينيات بعد الأداء القوى الذى ظهر به الإخوان فى الانتخابات البرلمانية.
ولا يستطيع أحد أن يلوم الإخوان فى رغبتهم فى التقرب والعمل فى السر مع أكبر دولة فى العالم، ولكن إذا كان هذا هو منهج الإخوان فإنه أثبت أنهم لا يؤمنون بحرف واحد مما يدعونه بدءًا من رفض التدخل الأمريكى فى شؤون مصر ونهاية برفضهم للدولة الصهيونية، على حد قولهم، أو إيمانهم بقضية فلسطين. وقد انفضح أمر الحوار الإخوانى الأمريكى فى بداية عام 2006 عندما طلب الإخوان لقاء نائب زعيم الأغلبية فى البرلمان الأمريكى ستانى هوير العضو عن ولاية ميرلاند، وتم اللقاء بالفعل داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة وتزامن هذا اللقاء مع تنظيم الإخوان لوبى قوى داخل الولايات المتحدة لإقناع الأمريكان بأمرين مهمين من وجهة نظر الإخوان. أولا: أنه فى حالة دخول الإخوان أى انتخابات حرة ونزيهة، فإنهم لن يحصلوا إلا على 18 % من الأصوات وبالتالى فعلى الأمريكان الاطمئنان. وثانيا: أنه حتى ولو حصل الإخوان على أغلبية، وقاموا بتشكيل الحكومة فإنهم يلتزمون بحكومة مدنية تطبق المثال التركى من الحكم وليس السعودى. وقد تبنى فكرة تقريب وجهات النظر هذه وإدارة الحوار المباشر وغير المباشر رمزا من رموز معارضة مبارك فى هذا الوقت فور خروجه من السجن بعد ضغوط أمريكية للإفراج عنه.
وقد قابلنى هذا الناشط فى واشنطن وطلب منى تقبل فكرة دمج العمل القبطى مع نشاط الإخوان داخل الولايات المتحدة معللا أن الإخوان لن يكونوا أسوأ من مبارك، ولكنى رفضت عرض العمل مع جماعة تعمل فى السر وترفض الأقباط. ورفضت أيضاً أن أشارك فى أى لقاءات سياسية مع الأمريكان للترويج لفكرة أن الإخوان ليسوا خطرا وأنهم لن يحتلوا السلطة، لأن هذه كانت معلومات خاطئة ومغلوطة وقلت للوسيط إنه يتعامل مع هذه القضية من منطلق كرهه للنظام الذى سجنه وليس من منطلق مصلحة مصر أولا. وقد قام صديقنا هذا بعدة لقاءات داخل وزارة الدفاع الأمريكية وخصوصا مع نائب وزير الدفاع الأمريكى بول ولفواتز الذى طالما وصفه الإخوان بأبو اليمين اليهودى المتطرف وصاحب مشروع المحافظين الجدد. كما عقدت اجتماعات مع أعضاء بالكونجرس للتترويج لنفس الأفكار.
وقد عجلت الحكومة الأمريكية بالإعلان عن بدء الحوار مع الإخوان فقط بعد زيارة قامت بها شخصية سياسية أمريكية للقاهرة خلال الأسابيع الماضية، والتقت هذه الشخصية المؤثرة فى صناعة القرار بعدد من النشطاء السياسيين فى مصر ومن بينهم الدكتور عصام العريان وشخصيات أخرى.
وقد علمت أن أحد الأقباط الذين دخلوا لعبة السياسة حديثاً أخبر هذه الشخصية بأنه -فى وجهة نظره- احتمال فوز الإخوان فى الانتخابات المقبلة قد يصل لـ 80 % وهو ما أزعج هذه الشخصية السياسية واسعة التأثير داخل الولايات المتحدة، والذى طلب بدوره تعجيل الحوار لعل الإخوان يكسب قبل عقد أية صفقات. وهكذا قدم أكبر عدو للإخوان أكبر خدمة لهم دون أن يعلم. لقد أخطأت الحكومة الأمريكية بإعلانها أنها سوف تتحدث مع الإخوان وقد كان عليهم أن يعلنوا أنهم سوف يتحدثون مع جميع التيارات السياسية فى مصر لتفادى عدم دعم تيار على آخر. أما عن الإخوان فقط سقطت ورقة التوت ولن يستطيعوا الحديث عن قضايا الصهيونية والإمبريالية والقضية الفلسطينية وما شابه هذا من شعارات وهمية