رؤوف عبد الله يكتب: سأخطو وحيداً
طائر
سأخطو وحيداً كما أنا ليس حبا فى الوحدة، أو بغضا فى الصحبة، ولكن إن كانت الحرية تقتضى لمن يطلبها أن يغرد خارج السرب، فإنى ذاك الطير الذى ينشق عن سربه، وإنى على علم اليقين أنى لن أفشل ذات مرة، وإلا لما أكملت المسيرة فى تلك الحياة بعد ما جئت إلى الدنيا وحيدا.
سأخطو وحيدا كما أرى لأنى تعلمت لأن الحق لا يعطى لمن يصمت عنه، وأنه يتوجب على المرء أن يقرع كل الأبواب حتى يحصل على ما يريد، وسأفكر جيداً ثم أنفذ، وسأعمل على هذا، وحتما سأحققه لأن الفاشلين ينقسمون إلى قسمين، قسم يفكر ولا ينفذ وقسم ينفذ دون تفكير.
سأخطو وحيدا ليس من أجل المصلحة الشخصية، لكن خطواتى ستكون من أجل تحقيق المصلحة العامة حتى ولو اتهمنى الناس بالتعالى والتكبر، فحتما سيأتى يوما ويعلمون أننى على الحق، وإن لم يكن فى حياتى سيكن بعد مماتى، وإن لم يعوا فما يضيرنى أن أكون معهم مثل الشجر يرموننى بالحجر فأرميهم بأطيب الثمر.
سأخطو وحيداً غاضاً الطرف عن ذلك الحقود الذى لا يحب الخير لأحد، وسأظل ثابتا على خطاى لا يضيرنى لوم اللائمين، ما دمت على الحق، وسأظل أحاول وأحاول مادام بداخلى قلب ينبض، وإن لم أنجح لن أيأس، ووقتها سأبتسم حتى أفقد الحقود لذة التشفى فى عينيه.
سأخطو وحيدا مادمت أرى الحق ولا أخشاه، وإن تركنى من ترك، وتخلى عنى من تخلى، فالخراف تمشى فى جماعات تسمى بالقطيع، وليس لها أى دور فى الحياة سوى الذبح، أما الأسود تخطو وحيدة خطواتها ثابتة أهدافها صائبة تأتى بصيدها كما يحلو لها، ولا تعتمد على من يأتى لها بها وتدعى بالملوك.
لذا سأخطو وحيدا