القمص زكريا بطرس
رسول يسوع المسيح للعالم الإسلامى فى العصر الحديث
رسول يسوع المسيح للعالم الإسلامى فى العصر الحديث
الطفولة والنشأة:
فى قرية من نواحى كفر الدوار فى دائرة محافظة البحيرة بقرب الإسكندرية ولد أبونا زكريا بطرس.
ويروي القمص زكريا بطرس عن طفولته ونشأته أن والده كان مهتماً بموضوع الكرازة وكان يستضيف بعض المتنصرين مثل الشيخ ميخائيل منصور، الذى كان خريج الأزهر في الثلاثينات وكانت إستضافته هذه فرصة مناسبة للمناقشات والحوار.. مما أثر في تكوين شخصية الطفل فايز بطرس (إسم أبونا زكريا قبل الرسامة).
كما أنه ورث الكتاب المقدس الخاص بأخيه الشهيد الذي قتله متطرفون مسلمون، إضافة إلى كتاب آخر وهو كتاب تعميد وتغيير الشيخ ميخائيل بيد وتأليف الشيخ كامل منصور أخيه.
الدراسة الثانوية:
في دراسته الثانوية عام 1950 كان مدرس اللغة العربية (وإسمه فهمي القراقصي) وكان رئيس شعبة الإخوان المسلمين في البحيرة فكان يسأله في حصة العربي أسئلة محرجة، مثل ماهو موضوع الثلاث آلهة التى تؤمنون بها؟ وكيف تعبدون إنساناً من دون الله؟ نفس الأسئلة التي لايزال يطرحها ربما كل المسلمين حتى الآن ولكن رغم أن هذه أسئلة فعلاً ساذجة بالنسبة للإنسان المسيحى لكن كان وقعها في ذلك الوقت صعباً جدا على شاب صغير عمره حوالي 15 أو 16 سنة. وكانت هذه الأسئلة هي دافع له للتعمق والدراسة في كيفية الرد عليها. ومن هنا بدأ موضوع البحث الدقيق وقراءة القرآن حتى يتمكن من الرد على الأسئلة.
فترة الشباب:
درس في كلية الآداب وحصل منها على ليسانس في التاريخ. ثم عمل مدرساً.
بدأ القمص زكريا خدمته قبل دعوته للخدمة الكهنوتية بخدمته في مدارس الأحد ثم سيم كاهناً عام 1959 في شبين الكوم (إيبارشية المنوفية) ثم انتقل إلى طنطا.
ومنذ العام الأول لكهنوته إهتم بالاسلام وألف أول كتاب له بعنوان "الله واحد في ثالوث"، ثم توالت الكتب مثل "المسيح ابن الله" و "صلب المسيح" و"حتمية الفداء" و"عدم تحريف الكتاب المقدس" ويمكن تصنيف هذه الكتب على إنها دفاعيات، تدافع عن صحة العقيدة المسيحية وترد على الاتهامات الباطلة التي توجه إلى المسيحية، وكانت هذه الكتب سبباً هاماً في إعتقاله عدة مرات رغم أنها كما ذكرنا مجرد دفاعيات، وكانت مصادره فى تأليف هذه الكنابات عدة كتب مثل كتب القمص سرجيوس.
منعطفات هامة فى خدمة أبونا زكريا:
مرت خدمة أبونا زكريا بمنعطفات عدة أثرت خدمته وأسرت على مسيرته.
ـ أول هذه المنعطفات كانت بعد إنتقاله للخدمة فى كنيسة العذراء (أبو النجا بطنطا) حيث دبرت عناية الرب أن يحصل على كنز هو أقوال الآباء القديسين ماقبل وما بعد نيقية (38 مجلداً من الحجم الكبير)، ومن خلالها أشرقت على حياته نعمة إلهنا المخلّصة بأجلى معانيها ومعها بدأ إهتمامه بخدمة النفوس الضائعة المحتاجة للتوبة الحقيقية ونعمة الخلاص المجانية كما أشرقت فى حياته بعمل كلمات الكتاب المقدس وتفسيرات الآباء القديسين، ومعها ابتدأت الحروب والمضايقات فى بيت أحبائه من قلة حركها إبليس.
ـ المنعطف الثانى بدأ مع إنتقاله إلى الخدمة بكنيسة مارمرقس بشارع كليوباترا بمصر الجديدة، وبدأت الخدمة بقاعة إبراهيم لوقا وهناك سمعت الآلاف بقوة عن إمكانيات الله المخلصة لأعتى الخطاة واستخدمه الله فى رجوع الكثيرين لأحضان الآب السماوى، ومعها بدأت أشواقه وصلواته لأجل إنفتاح الأبواب لخدمة وإرسالية عالمية، وفى هذه الفترة إستخدمه الله بقوة فى خلاص الكثيرين وعمل آيات لمجد إسم المسيح حتى مع غير المسيحيين مثل لقائه مع الكاتب والأديب الكبير الأستاذ توفيق الحكيم، ومرة أخرى تحركت الغيرة التى ليست بحسب الحق، فتم تكميم صوته لمدة 9 سنوات، ولكن العجيب أن الله إستثمر هذا الوقت لينفتح قلبه مع هدوء الصمت على أهمية التلمذة الروحية للسيد المسيح، فألف عدة كتب هى منهج كتابى آبائى عملى للتلمذة على الرب يسوع المسيح بدءاً من البدء مع المسيح حتى الخدمة وقيادة فريق عمل.
ـ المنعطف الثالث بدأ بعد إعتقاله للمرة الثانية وإبعاده عن وطنه وأهله وأحبائه إلى الخارج، حيث خدم فى أستراليا وإنجلترا وهناك فتح الرب أمامه بداية الكرازة العالمية فبدأ خدمته فى البال توك وأدرك مع بدء المضايقات أنه من الأفضل أن يستقيل من الكنسية ليتفرغ للعمل فى كنيسة العالم وحتى لاتؤخذ خدمته العالمية ذريعة لإضطهاد الكنيسة المصرية، فباركه الرب جداً ووسع تخومه لتشمل كل مكان يصل إليه إرسال القنوات الفضائية، وبدأ العالم الإسلامى للمرة الأولى منذ 14 قرناً يسمع حقيقية مايعتقد فيه من واقع دراسة علمية موثقة من كتب التراث الإسلامى والقرآن وتفسيرات العلماء المسلمين الثقاة، واستحدث أسلوب (Short Sharp Shock) ليقدم تساؤلاته وإستفساراته التى شكلت صدمة للكثيرين وساعدت الراغبين فى معرفة الحق على إشراقة نعمة الله فى القلب.
لقد أوصانا السيد المسيح قائلاً "إذهبوا للعالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" و "الحصاد كثير والفعلة قليلون فأطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده".
نرجو أن تكون خدمة أبونا زكريا تشجيعاً وإلهاماً لكثيرين ليتقدموا ويحملوا المشعل فى خدمة الأيام الأخيرة للعالم كله إنتظاراً لمجئ السيد الثانى ليملك ويضع كل أعدائه تحت قدميه .. آمين