انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض و من وجهك اختفي
وأكون تائها و هاربا في الارض فيكون كل من وجدني يقتلني
تك 4: 14
+++
مخافة الله ما بين قايين وبين الإنسان المسيحي
( إن أصغر إنسان مسيحي يخاف الله هو أقوى من أعظم شيطان )
قايين لم يخاف الله ويهابه طوعاً من عمق أصالة المحبة ، لأنه هيات أن يطمئن القاتل أو يهدأ ضميره ، ففي هذه الوقعة المرعبة والمروعة للنفس أحس قايين بوطأة اللعنة تسقط عليه فانهار وملكت المخافة عليه كُرهاً بسبب الخطية وسلطانها المرعب للنفس وأصبح مرتعباً هائماً شريداً على وجه الأرض ، ولا عجب لأن هذه هي طبيعة الخطية المظلمة . وتحت عذاب الخوف أرتعب من أن يقتله أي أحد ، لأنه انعكست عليه حالته الداخلية ، إذ في داخلة يشعر بدينونة الخوف والرعب حتى أنه مثل كل إنسان يقع تحت ثقل الخطية المرعبة وسلطانها الدنيء الذي يُحطم نفسيته ، ويرغب من داخله أن يقتله أحد لكي يتخلَّص من هذه الحياة المملوءة خوفاً ورعبه ويأس !!!
وهذا هو خوف الخطية الذي ملك على قلب الإنسان وفكره حتى حطمة تماماً وأتعب نفسيته ، ولنلاحظ كل من هو بعيد عن الله وملكت على قلبه الخطية فسنجده في قلق دائم واضطراب مهما ما بدى عليه من فرح ومسرة ، ولكن في داخله مرار وحزن دائم لا ينقطع ناتج عن عزلته الداخلية عن الله القدوس مريح النفس ومُعزيها ومعطيها قوة حياة أبدية لا تزول !!! [ أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية ] (عب 2 : 15)
أما مخافة أتقياء الله الحقيقية ، أي المخافة الإلهية تنبع من الإيمان الحقيقي الحي الذي يحرر الإنسان من العبودية في المسيح يسوع ، لأننا نصير في المسيح ابناء لله ، لأن الروح القدس نفسه يشهد لأرواحنا ، وايضاً يصرخ فينا بدالة وبأنات لا ينطق بها [ أبا أيها الآب ] ، فمن يؤمن إيمان حقيقي يخاف الله ويهابه جداً ، وهذا الخوف ليس هو خوف الرعبة أو العقوبة أو القصاص الناتج من سلطان الخطية على النفس ، بل هو خوف المحبة المكملة للإيمان لأولاد الله الذين تحرروا من الموت وسلطان الخطية بقيامة يسوع من الأموات كسر يعيشونه في واقعهم اليومي ...
e]إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية و الموت. لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية و لأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. فأن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون و لكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت و لكن اهتمام الروح هو حياة و سلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. و أما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم و لكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له. و إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية و أما الروح فحياة بسبب البر. و إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم. فإذاً أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن إن كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا إننا أولاد الله. فأن كنا أولادا فإننا ورثة أيضاً ورثة الله و وارثون مع المسيح إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ] (رومية 8: 1 - 17)
عموماً فالإيمان الحي والحقيقي يُولد من البساطة الطبيعية ، كما يُحفظ ويُثبت أيضاً بالبساطة ويُكتمل بالمحبة ، وتُحافظ البساطة والمحبة على الإيمان ، وتحافظ مخافة الله على حفظ وصاياه في القلب وتُختم بخاتم المحبة ..