القدِّيسون غيْر مُحصَّنين ضدّ الاكتئاب
لمْ يكن لدى أعظم القدِّيسين في الكِتاب المُقدَّس أيَّة حصانة ضدّ الاكتئاب.
إنَّه مِن المفهوم أنَّ يوحنا المعمدان شَعَرَ بالكآبة عندما وُضِع في الزِنْزانة, وكان حائراً فيما يصنعه المسِيَّا.
وبَكَى إرميا طويلاً على خراب أُورشليم, وكذلك على أحواله التي كانت تمضي مِنْ رديء إلى أردأ.
وكان أيوب يحكُّ جسمه بشقفة مِن الفخَّار وهو يستمع إلى أصدقائه المُكتئبين وهم يسدُون ل...ه نصائحهم.
ووقع إيليا في حُفرةٍ مُظلمة مِن الاكتئاب بعد نصرته على جبل الكرمل.
واختبار داود بخصوص الاكتئاب سجَّله لنا في المزمور رقم 42.
والمزمور يُعِيننا بنوعٍ خاص, لأنّ داود يتكلَّم فيه كثيراً عن الكآبة التي يشعر بها, وماذا فَعَلَ تجاهها.
وقد اعتدتُ أن أُوصِي وأن أنصح بقراءة يقِظة دقيقة لهذا المزمور والصلاة به, لأُولئك الذين يُعانون مِن الاكتئاب:
«صارَتْ لي دموعي خُبْزاً نهاراً وليلاً, إذ قيل لي كلَّ يومٍ أينَ إلهكِ؟ لماذا أنتِ مُنحنِية يا نفسي ولماذا تَئنِّين فِيَّ؟ تَرجّي الله لأنِّي بعد أحمده, خلاصي وإلهي. نفسي مُنحنِية فِيَّ».
(مزمور 42)

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"