النزاعات الزوجيه
الزواج الناجح والسعيد هو حلم كل امرأة والزواج الناجح ليس بالضرورة هو الزواج الخالي من النزاعات، فالنزاعات هي جزء طبيعي و مهم في حياتك الزوجية.... ولكن السر هو في كيفية التعامل مع هذه النزاعات والخلافات. الزواج هو رباط مقدس بين رجل واحد وامرأة واحدة وهو رباط يصنعه الله، وهذا الرباط يجب أن يبنى على أسس صحيحة من المحبة والرعاية والاحترام المتبادل والحياة الطاهرة المخلصة للطرف الآخر. ولكن لكل طرف شخصيته المستقلة والخاصة وعاداته وبيئته، لذا فإن الخلافات والنزاعات أمر لا مفر منه... وإن أدركنا هذا وعملنا معا لتقريب وجهات النظر وعملنا على مد جسور من الاتصال والتواصل الصحيح فإننا نسهل عملية التعامل مع هذه النزاعات. ليت "النزاعات الزوجية" تتحول إلى "مواجهات زوجية"!

نجد أن في النزاعات الزوجية تُنزع للأسف لغة المحبة وتُزرع لغة الأنانية. فتُعرى العلاقة الزوجية من كل مفردات الصلة والتواصل من تأني ورفق ولطف ووداعة فيوجّه كلا الطرفين إصبع الاتهام نحو الآخر. وبدلاً من معرفة الأسباب وحل المشكلة تنزع كل فرصة لمعرفة ما هو الأمر الذي يجهله الطرف الثاني، توضيح ما هو مُبهم لدى الطرف الثاني، وطمأنة ما هو مُقلق لدى الطرف الثاني!التعامل الخاطئ مع نزاعاتنا الزوجية نرى أنه ينزع من "الأطفال" كل فرح وبهجة ورجاء ولحن من حياتهم، ويزرع القلق والتوتر وأحياناً الانعزال وتراجع في الإنجازات الأكاديمية. ولكن عندما نُواجه الطرف الثاني بطريقة مثمرة وبمحبة فنحن نقابل بعض وجهاً لوجه بدون أن ندخل طرف ثالث يحاول زرع الخصومات. " فحم للجمر وحطب للنار هكذا الرجل المُخاصم لتهييج النزاع."( أمثال 21:26) لذلك " اطرد المستهزئ فيخرج الخصام ويَبطل النزاع والخزي." ( أمثال 10:22) ثم بعد ذلك استبدلي لغة الاتهام بلغة التواصل والحوار في عملية التكلم والإصغاء للطرف الثاني، وهنا مارسي التالي: "انزع عنك التواء الفم وابعد عنك انحراف الشفتين." (أمثال 24:4) . لماذا؟ لأن "الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط." (أمثال 1:15)
- لا تذكروا بعضكما البعض بأخطاء الماضي، فنحن الآن في الحاضر وأمامنا المستقبل بكامله.. فلنعط بعضنا البعض فرصاً أخرى.

- أعطوا اهتمام كامل لبعضما البعض واجعلوا هذا الاهتمام من أول أولوياتكما.
- لا تغرب الشمس على غيظكم، بما معناه أن لا اسمح لنفسي بالنوم وهناك أمر ما يشوب علاقتي مع زوجي، أحاول أن أسوي الأمور بأسرع وقت.

- حاولوا التعبير عن محبتكم لبعض بعبارة لطيفة أو فعل لطيف على الأقل يومياً.

- إذا أخطأ أحدكما في حق الآخر، فليعترف بذلك ويطلب السماح.

- عندما تختلفان، حاولوا النظر لإمكانية النمو بسبب هذا الخلاف، أي استغلوا فرصة النزاع لفهم الآخر وبناء علاقتكما بطريقة أفضل.
مناقشاتكما ومفاوضتكما مفتوح وممهد، فعندما تجلسان للتحاور حول خلاف ما، حاولا اتباع ما يلي:
- عرّفا المشكلة، انتبها بأن لا تعرّفان المشكلة على أنها الشخص الآخر بحد ذاته! بل عبرا عما يضايقكما بكل صراحة.

- عبرا عن مشاعركما بكل حرية وصراحة، وحاولا أن تصفا المشاعر كما هي، وامتلكا مسؤولية مشاعركما ولا تقعا في فخ اللوم والإهانة.

- صف الفعل الذي أدى لشعورك هذا. ولا تفتحي ملفات قديمة.

- تحملي مسئوليتك في المشكلة، ولا تضع اللوم كاملا على شريك حياتك.

- اسمعا جيدا لحاجات بعضكما البعض بذهن منفتح وبنية للتغيير.

- ابحثا معاً على أساليب للحل، وتذكرا أن في أي نزاع أو خلاف يجب أن لا يكون الهدف الربح والنصر بل يجب أن يكون الهدف علاقة أفضل وسعادة الطرف الآخر.

تذكرا بأن الزواج السعيد هو الزواج المبني على الصخر، فليكن هذا الصخر هو الله الأزلي والأبدي الذي لا يتزعزع وليس فيه أي تغيير ولا ظل دوران. فإن اقتربنا معا من الله فإننا نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر وتسود حياتنا الطمأنينة والأمان الذي لا يستطيع أحد أن يضمنهما إلا الله وحده.

فلنستثمر في بناء حياتنا معا، لكي نسعد ونحيا حياة مثمرة ولكي نكون مثالاً للأجيال القادمة