باركي يا نفسي الرب و لا تنسي كل حسناته
(مز 103 : 2 )
باركي يا نفسى الرب
بينما كان خادم الكلمة في طريقه إلى الكنيسة التقى بأحد العاملين فيها، فدار بينهما الحوار التالي:
أود أن أسألك عن معنى عبارة كتابية.
ما هي؟
جاء في سفر المزامير: "باركي يا نفسي الرب". أنا أعرف أن الكبير يبارك الصغير؛ اللَّه هو الذي يبارك نفسي وليس العكس. فما رأيك؟
هل لديك أطفال؟
نعم لدي ثلاثة أطفال.
ما هي أعمارهم؟
مارك سبع سنوات، وماري ست سنوات، وماثيو خمس سنوات.
عندما يحلّ فصل عيد الميلاد "الكريسماس" هل يقدموا لك هدايا؟
نعم يقدمون.
هل تعرف ما هي الهدايا التي سيقدمونها لك؟
لا.
من يحضرها لهم؟
يدبرون هذا الأمر مع والدتهم دون علمي، لكي يقدموا لي الهدايا بطريقة مفاجئة.
من يدفع ثمنها؟
أنا.
هل تُسر بها؟
حتمًا. إنها تعبر عن حبهم الصادق وبنوتهم لي.
ماذا تفعل حين يقدمون لك الهدايا؟
احتضنهم وأقَّبلهم وأقدم لهم هدايا أثمن بكثير. أرد لهم حبهم بالحب؛ ومقابل هداياهم البسيطة التي دفعت ثمنها أقدم هدايا ثمينة وقبلات وحبًا عميقًا!
هذا ما يحدث فعلاً مع اللَّه، فكما تدفع أنت ثمن الهدايا التي يتشاور أبناؤك مع والدتهم في شرائها وتقديمها لك، وتفرح حين يقدمونها قائلين: "هذه بركة نقدمها
لك يا بابا"، فإننا نصرخ نحو اللَّه قائلين: "نباركك ونمجدك الخ." إننا نقدم للَّه مما يعطينا في حياتنا من بركات. نُسر إذ نرد له مما وهبنا، وهو يُسر بها.
إلهي... إنك تطلب مني:
أعطني لأشرب.
لأقدم لك مع السامرية من دلوي!
أقدم لك من مياه البئر آلتي وهبتني إياها.
فترد لي عطائي من الذي لك،
ماءً حيًا، من يشرب منه لا يعطش أبدًا.
إلهي... أنت مصدر كل بركة، سماوية كانت أم أرضية.
تبسط يديك فتفيضان عليَّ دسمًا!
مما أعطيتنا نعطيك!
اقبلها عطية منا يا واهب كل العطايا.
لتبارك نفسي، فبدونك أُحرم من كل بركة.
بحبك العظيم تطلب مني القليل،
كي تهبني من فيض روحك بلا حدود!
لتبارك نفسي يا مصدر كل بركة.
من كتاب أبونا تادرس يعقوب