الأسلامجية والعروبجية وأزمة الهوية المصرية
بقلم : صفوت سمعان يسى
يعانى التيار الدينى المتأسلم سواء ما يدعى انه معتدل و المتشدد من أزمة هوية كبيرة ويناصب الهوية المصرية العداء الشديد وكأن الهوية المصرية رجس ..وكأن الانتماء الدينى لهم يتعارض مع جنسية البلد المولودين فيها ، ويرجع بداية تأكل الهوية المصرية لعدة أسباب تبدأ من ثورة 23 يوليو العسكرية فلقد ألغت كلمة مصر من الدولة المصرية وسميت الجمهورية العربية المتحدة ،وهذا لم يحدث طوال تاريخ حقبة الدولة المصرية وذلك لصالح الهوية العربية ولصالح دعاة القومية العربية العروبجية ،وكأن مصر تنتمى للعرب وليس العرب ينتموا لمصر وكأن حضارة سبعة الآف سنة لم تشفع عندهم عن حضارة الجزيرة العربية المحدثة، فمن المعروف تاريخيا أن أول نص للغة العربية ظهر على شاهد قبر سنه 60 قبل الميلاد اى بعد مرور ما يوازى 4600 سنة من فجر الحضارة المصرية التليدة .
كما لا ننسى أن مرشد الأخوان السابق مهدى عاكف وكلمته الشهيرة المستفزة طز فى مصر وأبو مصر ويحكمنا مسلم ماليزى ولا يحكمنا مصرى قبطى ..فالهوية الدينية طغت بالكامل على الهوية المصرية وبل ناصبتها العداء الشديد وكأنهما متضادان لا يمكن أن يجتمعا سويا .
كما أن كتب التعليم المدرسى تدرس كل ما هو تاريخ عربى الخاص بحضارة الجزيرة العربية ولا يذكر إلا على استحياء الحقبة المصرية ذات 4600 سنة ق .ب وفى أربعة صفحات الملك فلان قام بكذا والملك فلان انشأ كذا وبعده حضر الملك ..الخ وكأنها ورقة برشام غش لا تاريخ عتيد يدرس فى كل مدارس وجامعات العالم ما عدا مصر....!!!
أما الحضارة والحقبة القبطية فحدث ولا حرج فهى سقطت عمدا لا سهوا من التاريخ المصرى ...!!!
كما أنه من ناحية تاريخ الكتب الدينية لا يذكر تاريخ الفراعنة إلا كطواغيت تجبروا وخسف بهم الله ..ولذلك لا عجب من أن يخرج علينا من يدعى أن الحضارة المصرية عفنة وان التماثيل ما هى إلا مثل أصنام الكعبة قبل دخول الإسلام ..وبكل بساطة مسح كل تاريخ مصر وجمال النقوش وروعة النحت وقمة الهندسة الإنشائية والدقة المتناهية فى احتساب السنة وعدد أيامها ومتابعة الفلك والنجوم ودقة احتساب أقطاب الأرض الأربعة واتجاهاتها ( نحن فشلنا فى التفريق بين هلال القمر وهلال زحل ) ، وهو نفس ما تدعيه الحضارة اليهودية على الحضارة المصرية وما تحاول أن تسرقه منها وتضيفه لها.
كما لا ننسى أن السادات قال أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة ولم يذكر مصر برغم انه أعاد اسم مصر للدولة ،فلقد كان يزايد على التيار الدينى لصالح القضاء على اليسار المصرى ولكنه لم يشفع له ذلك وقتلته الجماعات الإسلامية برغم كل ما فعله لهم ولم يشفع له ما عمله من أعلاء الهوية الدينية على حساب الهوية المصرية.
كما توجد فى مناطق الصعيد وبخاصة محافظة قنا ونجع حمادى وما حولهم مناطق كبيرة يفخروا بانتمائهم للقبائل العربية ولا يفخروا بانتمائهم لمصر على الإطلاق ، وهم يعتبرون أنفسهم عرب مسلمين من نسب القبائل العربية التى هاجرت أثناء دخول العرب مصر ولذلك لا عجب من رفضهم لمحافظ قبطى بحجة انه عميد شرطه وقبولهم بمحافظ لواء امن دولة...!!! فلا ولاية لكافر على مسلم ولا عجب من أنهم رفعوا أعلام السعودية بكل قوة وفخر واعتزاز ولم يرفعوا علم واحد مصرى ..!!!
كما أن هناك دار للنسب الشريف يطلب فيه اى مسلم أن ينتسب فيه للنسب الشريف وللعرب وكأن النسب لمصر عار يحملونه ويتخلصوا منه بسبب حبهم لدينهم .. ولا غرابة من دفع الالآف من الجنيهات للانتماء لذلك ..!!!
كما أن حلم الخلافة الكبرى الذى ينشده المتدينين الذى يجمع كل العالم العربى الأسلامى تحت راية واحدة هو حلم انتهى بانتهاء الاحتلال العثمانى فى بداية القرن السابق ولكن هناك من يريد أن يحيى الاحتلال تحت رغبة ومشاعر دينية جياشة وينسى فى نفس الوقت إن ذلك هو القضاء على الهوية المصرية تماما ويجعلنا تابعين خانعين لدول وأنظمة لا ننتمى لها ،ويعتبر ذلك خيانة كبرى لمصر وتاريخها المضىء المشرف .. وأينما خيانة وماذا يتبقى لنا بعد ذلك من حضارة ،فلا نحن حافظنا على هويتنا وحضارتنا ولا نحن صنعنا حضارة حديثة نتباهى بين دول العالم وبين العالم العربى حولنا .
وبناء على ذلك من حق بريطانيا أن تطالب بعودة إمبراطوريتها التى لا تغيب عنها الشمس بناء على طلب إمبراطورية الخلافة ..!!!
ولم يقتصر الأسلامجية على أزمة الهوية بل تعدوا ذلك إلى تغيير الشكل والذوق المصرى العام المعروف فتحت دعاوى الحجاب والتدين تم تغيير المزاج واللبس المصرى إلى لبس خليجي من حجاب ونقاب وقال أن من لا يلبسه يغضب الله ويقال انه اختيارى بينما هو إجبارى ووصل الأمر للرجال من اللبس الباكستانى ومن اللحية ومن حف الشوارب حتى بات من المظهر العام فى الشارع أن تفرق بين الأقباط وبين المسلمين ومن اللحية والشوارب تميز بين السلفيين والأخوان والجماعات ، بعد أن قال اللورد كرومر فى عشرينيات القرن الماضى انه يصعب جدا التفريق بين المسلمين والمسيحيين إلا عند دخولهم المسجد أو الكنيسة .
كما أن الدول العربية لا تعترف بالمصريين كعرب ولا تعترف بانتمائهم من نسلها لهم وهم على حق ، فنحن من نسل المصريين والفراعنة ونفتخر بذلك ويقال أن بنوا مناف الموجودين فى الجزيرة العربية هم من مدينة منف الذين هربوا من مصر أثناء حروب التوحيد .
كيف نرتمى على هوية ليست لنا وكيف نترك حضارة خضراء على وادى النيل منذ سبعة الآف سنة لصالح حضارة رمال تهب أعاصيرها علينا وتعمى أعيننا وتغلق عقولنا وتجعلنا رهن كل ما هو ماضى لا ما هو حديث ..حضارة لم تشقى ولم تتعب وإنما بناها البترول الأسود حضارة بدو جافة .
خلاصة الكلام لا يعنى الانتماء الدينى أن يتنافى ذلك مع الهوية المصرية ..وإلا كانوا المسيحيون الأقباط يطالبون وينتمون للحضارة اليهودية بسبب ولادة السيد المسيح كيهودى وأن يلبسوا مثل ما كان يلبس تاريخيا أيام السيد المسيح وان يربوا ذقونهم كما كان السيد المسيح وان تلبس كل المسيحيات مثل ما كانت تلبس السيدة العذراء ، فكل عصر له ملابسه وكل رسالة كانت تنزل من السماء كانت تتمشى مع طبيعة العصر التى نزلت فيها ، فلنعيش بهويتنا المصرية ونلبس ونأكل ما يتماشى مع طبيعة عصرنا وكل عصر قادم ومن يعيش فى الماضى لن يستطيع أن يعيش فى الحاضر والمستقبل وبل من الممكن أن ينقرض كما انقرضت الديناصورات .
بقلم : صفوت سمعان يسى
يعانى التيار الدينى المتأسلم سواء ما يدعى انه معتدل و المتشدد من أزمة هوية كبيرة ويناصب الهوية المصرية العداء الشديد وكأن الهوية المصرية رجس ..وكأن الانتماء الدينى لهم يتعارض مع جنسية البلد المولودين فيها ، ويرجع بداية تأكل الهوية المصرية لعدة أسباب تبدأ من ثورة 23 يوليو العسكرية فلقد ألغت كلمة مصر من الدولة المصرية وسميت الجمهورية العربية المتحدة ،وهذا لم يحدث طوال تاريخ حقبة الدولة المصرية وذلك لصالح الهوية العربية ولصالح دعاة القومية العربية العروبجية ،وكأن مصر تنتمى للعرب وليس العرب ينتموا لمصر وكأن حضارة سبعة الآف سنة لم تشفع عندهم عن حضارة الجزيرة العربية المحدثة، فمن المعروف تاريخيا أن أول نص للغة العربية ظهر على شاهد قبر سنه 60 قبل الميلاد اى بعد مرور ما يوازى 4600 سنة من فجر الحضارة المصرية التليدة .
كما لا ننسى أن مرشد الأخوان السابق مهدى عاكف وكلمته الشهيرة المستفزة طز فى مصر وأبو مصر ويحكمنا مسلم ماليزى ولا يحكمنا مصرى قبطى ..فالهوية الدينية طغت بالكامل على الهوية المصرية وبل ناصبتها العداء الشديد وكأنهما متضادان لا يمكن أن يجتمعا سويا .
كما أن كتب التعليم المدرسى تدرس كل ما هو تاريخ عربى الخاص بحضارة الجزيرة العربية ولا يذكر إلا على استحياء الحقبة المصرية ذات 4600 سنة ق .ب وفى أربعة صفحات الملك فلان قام بكذا والملك فلان انشأ كذا وبعده حضر الملك ..الخ وكأنها ورقة برشام غش لا تاريخ عتيد يدرس فى كل مدارس وجامعات العالم ما عدا مصر....!!!
أما الحضارة والحقبة القبطية فحدث ولا حرج فهى سقطت عمدا لا سهوا من التاريخ المصرى ...!!!
كما أنه من ناحية تاريخ الكتب الدينية لا يذكر تاريخ الفراعنة إلا كطواغيت تجبروا وخسف بهم الله ..ولذلك لا عجب من أن يخرج علينا من يدعى أن الحضارة المصرية عفنة وان التماثيل ما هى إلا مثل أصنام الكعبة قبل دخول الإسلام ..وبكل بساطة مسح كل تاريخ مصر وجمال النقوش وروعة النحت وقمة الهندسة الإنشائية والدقة المتناهية فى احتساب السنة وعدد أيامها ومتابعة الفلك والنجوم ودقة احتساب أقطاب الأرض الأربعة واتجاهاتها ( نحن فشلنا فى التفريق بين هلال القمر وهلال زحل ) ، وهو نفس ما تدعيه الحضارة اليهودية على الحضارة المصرية وما تحاول أن تسرقه منها وتضيفه لها.
كما لا ننسى أن السادات قال أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة ولم يذكر مصر برغم انه أعاد اسم مصر للدولة ،فلقد كان يزايد على التيار الدينى لصالح القضاء على اليسار المصرى ولكنه لم يشفع له ذلك وقتلته الجماعات الإسلامية برغم كل ما فعله لهم ولم يشفع له ما عمله من أعلاء الهوية الدينية على حساب الهوية المصرية.
كما توجد فى مناطق الصعيد وبخاصة محافظة قنا ونجع حمادى وما حولهم مناطق كبيرة يفخروا بانتمائهم للقبائل العربية ولا يفخروا بانتمائهم لمصر على الإطلاق ، وهم يعتبرون أنفسهم عرب مسلمين من نسب القبائل العربية التى هاجرت أثناء دخول العرب مصر ولذلك لا عجب من رفضهم لمحافظ قبطى بحجة انه عميد شرطه وقبولهم بمحافظ لواء امن دولة...!!! فلا ولاية لكافر على مسلم ولا عجب من أنهم رفعوا أعلام السعودية بكل قوة وفخر واعتزاز ولم يرفعوا علم واحد مصرى ..!!!
كما أن هناك دار للنسب الشريف يطلب فيه اى مسلم أن ينتسب فيه للنسب الشريف وللعرب وكأن النسب لمصر عار يحملونه ويتخلصوا منه بسبب حبهم لدينهم .. ولا غرابة من دفع الالآف من الجنيهات للانتماء لذلك ..!!!
كما أن حلم الخلافة الكبرى الذى ينشده المتدينين الذى يجمع كل العالم العربى الأسلامى تحت راية واحدة هو حلم انتهى بانتهاء الاحتلال العثمانى فى بداية القرن السابق ولكن هناك من يريد أن يحيى الاحتلال تحت رغبة ومشاعر دينية جياشة وينسى فى نفس الوقت إن ذلك هو القضاء على الهوية المصرية تماما ويجعلنا تابعين خانعين لدول وأنظمة لا ننتمى لها ،ويعتبر ذلك خيانة كبرى لمصر وتاريخها المضىء المشرف .. وأينما خيانة وماذا يتبقى لنا بعد ذلك من حضارة ،فلا نحن حافظنا على هويتنا وحضارتنا ولا نحن صنعنا حضارة حديثة نتباهى بين دول العالم وبين العالم العربى حولنا .
وبناء على ذلك من حق بريطانيا أن تطالب بعودة إمبراطوريتها التى لا تغيب عنها الشمس بناء على طلب إمبراطورية الخلافة ..!!!
ولم يقتصر الأسلامجية على أزمة الهوية بل تعدوا ذلك إلى تغيير الشكل والذوق المصرى العام المعروف فتحت دعاوى الحجاب والتدين تم تغيير المزاج واللبس المصرى إلى لبس خليجي من حجاب ونقاب وقال أن من لا يلبسه يغضب الله ويقال انه اختيارى بينما هو إجبارى ووصل الأمر للرجال من اللبس الباكستانى ومن اللحية ومن حف الشوارب حتى بات من المظهر العام فى الشارع أن تفرق بين الأقباط وبين المسلمين ومن اللحية والشوارب تميز بين السلفيين والأخوان والجماعات ، بعد أن قال اللورد كرومر فى عشرينيات القرن الماضى انه يصعب جدا التفريق بين المسلمين والمسيحيين إلا عند دخولهم المسجد أو الكنيسة .
كما أن الدول العربية لا تعترف بالمصريين كعرب ولا تعترف بانتمائهم من نسلها لهم وهم على حق ، فنحن من نسل المصريين والفراعنة ونفتخر بذلك ويقال أن بنوا مناف الموجودين فى الجزيرة العربية هم من مدينة منف الذين هربوا من مصر أثناء حروب التوحيد .
كيف نرتمى على هوية ليست لنا وكيف نترك حضارة خضراء على وادى النيل منذ سبعة الآف سنة لصالح حضارة رمال تهب أعاصيرها علينا وتعمى أعيننا وتغلق عقولنا وتجعلنا رهن كل ما هو ماضى لا ما هو حديث ..حضارة لم تشقى ولم تتعب وإنما بناها البترول الأسود حضارة بدو جافة .
خلاصة الكلام لا يعنى الانتماء الدينى أن يتنافى ذلك مع الهوية المصرية ..وإلا كانوا المسيحيون الأقباط يطالبون وينتمون للحضارة اليهودية بسبب ولادة السيد المسيح كيهودى وأن يلبسوا مثل ما كان يلبس تاريخيا أيام السيد المسيح وان يربوا ذقونهم كما كان السيد المسيح وان تلبس كل المسيحيات مثل ما كانت تلبس السيدة العذراء ، فكل عصر له ملابسه وكل رسالة كانت تنزل من السماء كانت تتمشى مع طبيعة العصر التى نزلت فيها ، فلنعيش بهويتنا المصرية ونلبس ونأكل ما يتماشى مع طبيعة عصرنا وكل عصر قادم ومن يعيش فى الماضى لن يستطيع أن يعيش فى الحاضر والمستقبل وبل من الممكن أن ينقرض كما انقرضت الديناصورات .