يكتب القديس مار اسحق السريانى : حالما توجد النعمة إن قليل من الكبرياء قد بدأت تعمل فى الخفاء فى أفكار شخص ما وإنه قد أخذ يفكر بأشياء عظيمة عن نفسه فإنها للتو تسمح للتجارب أن تجابهه بقوة وتتغلب عليه إلى أن يعرف ضعفه فيطير نحو الله ليلتصق به فى إتضاع بمثل هذه الأشياء يبلغ المرء إلى قامة الإنسان الكامل فى إيمان ورجاء أبن الله ويرفع فى محبته فمحبة الله العجيبة للإنسان تظهر له عندما يكون فى وسط ظروف تؤدى به إلى قطع رجاءه حيث يظهر الله قوته بأن ينقذه .. لا يمكن للإنسان أن يدرك ماهيتة القوة الإلهية طالما يعيش حياة راحة واسعة وقد كتب القديس يوحنا ذهبى الفم بخصوص نفس الموضوع .. حب الله العجيب مستعلن وسط الظروف التى تقطع الرجاء فهنا يظهر الله قوته ، وفى خطابه الذى ارسله إلى الشماسة اولميبيا يشرح القديس يوحنا ذهبى الفم كيف أن الله لا يساعدنا عند بدء المصاعب ولكن عندما يؤدى الوضع إلى درجة من اليأس . يبدو معها أن كل شئ قد ضاع فإنه فجأة وسط ظلام نصف الليل والعاصفة الهائجة يأتى ماشيا على الأمواج معطيًا السلام والهدوء وبهذا يظهر عظمة قوته لينقذنا مهما بدا وضعنا ميئوسًا منه تماما ، كتب احدهم إن الله يخلق كل شئ من العدم وكل شئ يستخدمه الله يخفضه اولا إلى العدم