"قلتُ لكم هذه الأشياء، ليكون بكم فرحي"
"إنّ الله أحبّ مَن أعطى متهلّلاً" (2قور9: 7). إنّ الوسيلة الفضلى لإظهار
شكرنا لله وللآخرين هي في تقبّل كلّ شيء بفرح. فالقلب السعيد يتماشى بشكل
طبيعي مع القلب الملتهب بالحبّ. كان الفقراء يشعرون بالانجذاب نحو يسوع لأنّه
كان يحمل في داخله ما هو أعظم منه؛ كان يشعّ بهذه القوّة في عينَيه وفي يديه
وفي جسده كلّه. كان كيانه كلّه يعبّر عن الهبة التي قدّم من خلالها ذاته إلى
الله وإلى البشر.لا ندعَنّ شيئًا يقلقنا إلى حدّ يجعلنا نمتلئ
حزنًا ويأسًا، ونتجرّد من فرح القيامة. الفرح ليس مجرّد مسألة مزاج عندما
يتعلّق الأمر بخدمة الله والنفوس؛ إنّ الفرح قابل دائمًا للاستقبال. وفي هذا
سبب إضافيّ لكي نحاول الحصول عليه وتنميته في قلوبنا. حتّى وإن كنّا نملك
القليل لنعطيه، يبقى لنا الفرح الذي ينبع من قلب متيّم بالله.الإنسان أينما كان، هو جائع ومتعطِّش إلى محبّة الله. ونحن نجيب إلى هذا
النقص عندما ننشر الفرح. فإ*نّه يُعتبر إحدى الركائز الأفضل لعدم الوقوع في
التجربة. لا يستطيع يسوع أن يمتلك نفسًا امتلاكًا تامًّا إلاّ إذا سلّمت ذاتها
إليه بفرح كبير.