لم
يعد الألم أمراً يتعلق بالجسد، لكن غدا له مفهوم روحى يرتبط بالحب – محبة
المسيح !! ونحن نرى الحب في شخص المسيح يسعى نحو الألم ليستخلص من براثنه
من اقتنصهم، ويحرر من سلطانه من أذلهم...
لقد تغيرت مذاقة الألم، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة، بل الواسطة إليها...
فى المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية، واستهان بالخزى والعار والألم !!.
لقد أصبح احتمال
الألم من أجل المسيح هبة روحية... " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن
تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله." (رسالة فيلبي 1: 29).
وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقته فارتفع إلى مستوى الهبة الروحية !!. وأصبح شركة مع الرب في آلامه:
" ان كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " (رساله روميه 8: 17)... " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته. " (فى3: 10)
وإذا كانت
المسيحية هي الحب، فالموت في سبيلها هو قمة الحب والبذل بحسب تعبير
اكليمنضس الاسكندرى: [الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف شفهى
بالسيد المسيح، لكنه ممارسة كمال الحب].
علمت المسيحية أن الإنسان مخلوق سماوى:
السماء بالنسبة للإنسان هي الهدف الأسمى، والغرض المقدس، هي كل شئ بالنسبة له، هى الكنز الحقيقى الذي يطلبه ويقتنيه.
هى وطنه الأصلى ومستقرة النهائى. هي الوجود الدائم مع الله.
فبداية الإنسان
يوم خُلق كانت في السماء، وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها... ومن
هنا أحس الإنسان بغربته في العالم. هذا العالم الفانى الذي سوف يمضى وشهوته
معه.
وجعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء.. وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة...
فيذكر معلمنا بولس
الرسول في رسالته إلى العبرانيين قائلاً: " في الايمان مات هؤلاء أجمعون
وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم
غرباء ونزلاء على الأرض." (عبرانيين 11: 23).
ويكتب إلى أهل
كورنثوس... "فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد
فنحن متغربون عن الرب... فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند
الرب." (2كو5: 6،.
وعلمت المسيحية أن الإنسان المؤمن يجب أن تكون أشواقه نحو السماء
ويكتب معلمنا بولس إلى أهل كولوسى مشجعاً إياهم بقوله: " من أجل الرجاء الموضوع لكم في السموات " (كو1: 5)...
وفى هذا المعنى يكتب بولس الرسول قائلاً: " فإن سيرتنا في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح " (فى3: 20).
ويقول لأهل كولوسى: " اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض " (كولوسى 3: 1،2)..
وانطلاقاً من هذا
المفهوم أن الإنسان مخلوق سمائى، وأن أباه في السماء، فإنه في صلواته يناجى
الله في السماء، ويقدم صدقاته عالماً أنه يكنز في السماء (مت19،20).
ويتشفع بالملائكة، و القديسين الذين انطلقوا إلى السماء..
بل وأكثر من هذا
أن نفسه سوف تزف إلى العرس السمائى.. وبسبب كل هذه الأحاسيس والمفاهيم
المقدسة كانت معنويات المعترفين والشهداء عالية جداً في السجون.
...
أما هذا الرد فهو [ أنا مسيحى ] أما صيحة الشعب الهائج التي كانت تعقب هذا الاعتراف فهو [الموت للمسيحى]..
كان المتهم لا
يجيب عن وضعه الاجتماعى في العالم، لأن الأمور الأرضية كانت تافهة القيمة
في نظره. حتى لو أراد القاضى أن يعرف ما إذا كان عبداً أو حراً، وهو موضوع
كان على جانب كبير من الأهمية في تلك الأزمنة، فإنه ما كان يهتم
بالاجابة... لأن كل فكره كان مركزاً فى الاهتمام بالانطلاق من هذا العالم
الحاضر ليفرح بالاكليل المعد له من قبل الرب والميراث الأبدى. لينضم إلى كل
الذين سبقوه من الشهداء والقديسين ليحيا معهم حياة التسبيح الدائم في
الفردوس.
إن
الشهداء قبلوا الآلام، لا للآلام في حد ذاتها ولكن لأنها علامة الشركة
الحقيقية التي تربطهم بالسيد المسيح له المجد الذي قبل الآلام لأجلنا
ليهبنا الحياة الأبدية.
إن سحابة الشهداء مازالت مضيئة في الكنيسة إلى يومنا هذا، وهم يتشفعون أمام المسيح لأجل اخوتهم إلى أن يكمل العبيد رفقائهم
يعد الألم أمراً يتعلق بالجسد، لكن غدا له مفهوم روحى يرتبط بالحب – محبة
المسيح !! ونحن نرى الحب في شخص المسيح يسعى نحو الألم ليستخلص من براثنه
من اقتنصهم، ويحرر من سلطانه من أذلهم...
لقد تغيرت مذاقة الألم، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة، بل الواسطة إليها...
فى المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية، واستهان بالخزى والعار والألم !!.
لقد أصبح احتمال
الألم من أجل المسيح هبة روحية... " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن
تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله." (رسالة فيلبي 1: 29).
وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقته فارتفع إلى مستوى الهبة الروحية !!. وأصبح شركة مع الرب في آلامه:
" ان كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " (رساله روميه 8: 17)... " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته. " (فى3: 10)
وإذا كانت
المسيحية هي الحب، فالموت في سبيلها هو قمة الحب والبذل بحسب تعبير
اكليمنضس الاسكندرى: [الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف شفهى
بالسيد المسيح، لكنه ممارسة كمال الحب].
علمت المسيحية أن الإنسان مخلوق سماوى:
السماء بالنسبة للإنسان هي الهدف الأسمى، والغرض المقدس، هي كل شئ بالنسبة له، هى الكنز الحقيقى الذي يطلبه ويقتنيه.
هى وطنه الأصلى ومستقرة النهائى. هي الوجود الدائم مع الله.
فبداية الإنسان
يوم خُلق كانت في السماء، وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها... ومن
هنا أحس الإنسان بغربته في العالم. هذا العالم الفانى الذي سوف يمضى وشهوته
معه.
وجعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء.. وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة...
فيذكر معلمنا بولس
الرسول في رسالته إلى العبرانيين قائلاً: " في الايمان مات هؤلاء أجمعون
وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم
غرباء ونزلاء على الأرض." (عبرانيين 11: 23).
ويكتب إلى أهل
كورنثوس... "فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد
فنحن متغربون عن الرب... فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند
الرب." (2كو5: 6،.
وعلمت المسيحية أن الإنسان المؤمن يجب أن تكون أشواقه نحو السماء
ويكتب معلمنا بولس إلى أهل كولوسى مشجعاً إياهم بقوله: " من أجل الرجاء الموضوع لكم في السموات " (كو1: 5)...
وفى هذا المعنى يكتب بولس الرسول قائلاً: " فإن سيرتنا في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح " (فى3: 20).
ويقول لأهل كولوسى: " اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض " (كولوسى 3: 1،2)..
وانطلاقاً من هذا
المفهوم أن الإنسان مخلوق سمائى، وأن أباه في السماء، فإنه في صلواته يناجى
الله في السماء، ويقدم صدقاته عالماً أنه يكنز في السماء (مت19،20).
ويتشفع بالملائكة، و القديسين الذين انطلقوا إلى السماء..
بل وأكثر من هذا
أن نفسه سوف تزف إلى العرس السمائى.. وبسبب كل هذه الأحاسيس والمفاهيم
المقدسة كانت معنويات المعترفين والشهداء عالية جداً في السجون.
...
أما هذا الرد فهو [ أنا مسيحى ] أما صيحة الشعب الهائج التي كانت تعقب هذا الاعتراف فهو [الموت للمسيحى]..
كان المتهم لا
يجيب عن وضعه الاجتماعى في العالم، لأن الأمور الأرضية كانت تافهة القيمة
في نظره. حتى لو أراد القاضى أن يعرف ما إذا كان عبداً أو حراً، وهو موضوع
كان على جانب كبير من الأهمية في تلك الأزمنة، فإنه ما كان يهتم
بالاجابة... لأن كل فكره كان مركزاً فى الاهتمام بالانطلاق من هذا العالم
الحاضر ليفرح بالاكليل المعد له من قبل الرب والميراث الأبدى. لينضم إلى كل
الذين سبقوه من الشهداء والقديسين ليحيا معهم حياة التسبيح الدائم في
الفردوس.
إن
الشهداء قبلوا الآلام، لا للآلام في حد ذاتها ولكن لأنها علامة الشركة
الحقيقية التي تربطهم بالسيد المسيح له المجد الذي قبل الآلام لأجلنا
ليهبنا الحياة الأبدية.
إن سحابة الشهداء مازالت مضيئة في الكنيسة إلى يومنا هذا، وهم يتشفعون أمام المسيح لأجل اخوتهم إلى أن يكمل العبيد رفقائهم