سلام ونعمة://
قراءة من صفحات ملونة لكتاب ليس به أي كلمات
هو كتاب صغير إذا فتحته لا تجد فيه حرفا واحدا، كل صفحة من صفحاته لها لون معين. كتاب عجيب صفحاته ذهبية ومظلمة وحمراء وبيضاء وأخيرا خضراء. وعلى الرغم من عدم وجود كلمة فيه فلقد قرأته وترجمته من لغة الألوان الى لغة الكتابة. انه كتاب يلخص رحلة الانسان وحياته. آماله التي يحب أن تؤول اليها حياته, وواقعه المرير... والظروف الرائعة التي تدخلت لتغير من ذلك الواقع المرير ولتعطي في أعماقه رجاء ليحقق من خلالها أحلامه.. هل فهمت من كلماتي شيئا.. ربما .. وربما لا .. فأنا عادة لا أحسن التعبير ولكني سأحاول من خلال قراءتي للكتاب الملون أن أوضح أكثر.
الصفحة الأولى: الصفحة الذهبية
وهي تعبر عن أحلام الإنسان في مستقبل مشرق سعيد.. ينظر اليها اليهودي في ملك ذهبي ومسيح منتظر آت ليملك على اليهود ويحقق آمالهم نرجسية عجيبة أن يكونوا أفضل الناس على وجه الأرض، لأنهم شعب الله المختار بعد أن خذلهم ذلك المسيح الذي عاش قبل الفين عام... وهم ينتظرون ذلك الملك الذهبي وهو أقصى آمالهم وطموحاتهم.
وينظر المسيحي الى الصفحة الذهبية ويتذكر تلك المدينة الذهبية التي يصفها القديس يوحنا في الإصحاح الحادي والعشرين من سفر الرؤيا " ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً لاَ بَحْرَ فِيهَا، لأَنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ الْقَدِيمَتَيْنِ قَدْ زَالَتَا. 2وَأَنَا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ، نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، مُجَهَّزَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا. 3وَسَمِعْتُ صَوْتاً هَاتِفاً مِنَ الْعَرْشِ: «الآنَ صَارَ مَسْكِنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، هُوَ يَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَصِيرُونَ شَعْباً لَهُ. اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهاً لَهُمْ! 4وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ. إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ، لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!»
ما هي مواصفات تلك المدينة " أورشليم الجديدة" .. هي مدينة ذهبية ممتلئة بالأحجار الكريمة وبها نهر صاف من ماء الحياة لامعا كبلور، وهناك أيضا شجرة الحياة ..الخ" يا له من وصف رائع.
هذا هو الحلم المسيحي ( وأنا معهم) وهو ما يقرأة المسيحي في تلك الصفحة الذهبية...
وماذا يقرأ فيها المسلم.. ماذا يرى ؟ .. يرى جنات تجري من تحتها الأنهار... الخ. فقمة أمل المسلم كتعبير أحدهم أن يرضي الله عنه فيعمل أوامره ويتجنب نواهيه فتكون النتيجة الطبيعية – بحسب اعتقاده- الجنة.
انها صفحة رائعة بالنسبة لأصحاب الديانات الثلاث ومواصفاتها هي أقصى أحلام يمكن أن نحصل عليها, ذلك الحلم الذي يعيننا على تقبل الحياة وانتظار الأفضل- والوحيد الذي يقتل ذلك الحلم في داخله.. هو( رافض وجود الله من أساسه).. هو الذي قتل الحلم في داخله مع سبق الاصرار والترصد، ولم يعد في مقدوره انتظار الأفضل.
ولكن هل يبق الأمر مجرد حلم.. هل يمكن أن نثق في دخولنا الى ذلك المكان, أن المسيحي يؤمن بوجود الله داخل هذا المكان واليهودي يؤمن بوجود الملك ( المسيح ) في هذا المكان.. ولا أعرف ان كان المسلم يؤمن بوجود الله في جنته المنتظرة أيضا أم لا..
ولكن الله قدوس.. كلي البر وكلي القداسة.. كلي الطهارة.. وكل شئ في محضره لابد وأن يكون طاهرا.. فهل هذا هو واقع الانسان؟
في الواقع إذا نظرت الى الانسان لشعرت بالاحباط ولتمنيت أن يكون (رافض وجود الله على حق) .. لأن الانسان بحاله هذه لن يتقابل مع قداسة الله وبره فيخبوا الأمل ويتراجع ويتضاءل.. من يستطيع أن يحقق حلمه ويسكن في صفحته الذهبية ايا كانت محتواها؟!!!
انه واقع معتم يدخل بنا الى صفحة أخرى سوداء معتمة .
الصفحة الثانية .. الصفحة السوداء المعتمة
هل قرأتم عن رجال الفاتيكان وفضائحهم التي نشرت مؤخرا؟ .. انهم من المفروض أن يكونوا عنوان للقداسة والطهارة.. قالوا السبب هو نظام الرهبنة الفاشل والذي هو غير موجود في الكتاب.. وأنا أقول ربما.. ولكن هل هذا هو السبب الوحيد؟ ماذا عن المتزوجين ؟ .. قالوا خدعوكم بالاعتماد على الفداء والموت البدلي وبعدها عملوا ما يحسن في أعينهم.. وأنا أقول.. إذا كان الأمر حقيقة فهم خدعوا أنفسهم.. كما أن رجال الفاتيكان لا يؤمنون بأن الموت البدلي هو الوسيلة الوحيدة ، انهم يؤمنون بأهمية الأعمال وأهمية الكنيسة .. وأهمية .. وأهمية .. وأهمية.. كلها أساسيات للخلاص.. وأضافوا الكثير لعقيدة الفداء....
ولكن دعك من هذا كله.. وانظر الى نفسك.. انظر الى أفكارك .. والى نياتك والى ما يحتويه قلبك..
انه السواد يسيطر على كل شئ داخلك.. وفي داخل البشر جميعا رغبة لمحاولة إرضاء الله, فلا يأكلون لحم الخنزير أو لا يشربون الخمر. ويصومون مرتين في الاسبوع، ناهيك عن شهر كامل من الصيام ، والذكاة والعشور...
دعني أهمس في أذنك.. هل كل هذا يحول السواد الى بياض؟ هل قلبك عامر بالمحبة ؟!.. هل الأعمال الصالحة تعطيك الرضى ؟!
لقد كان الكتاب المقدس صادقا فأورد أخطاء حتى الأنبياء, ليعرف الناس أن الجميع خطاه.. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.. الجميع زاغوا وفسدوا لأن الجميع ضعاف.. فقال المسلمون أن الكتاب المقدس محرف لأن الانبياء لا يخطأون, وإذا أخطأوا فلا يفعلون الكبائر.. ولكن نجد في سورة طه 20: 121 " .. وعصى آدم ربه فغوى" وقال المسلمون أن العصيان من الكبائر بدليل قول " ومن يعصي الله ورسوله فإن له نار جهنم"
والكتاب المقدس أيضا قال أن آدم أخطأ .. تكوين 3
فالكتاب المقدس والقرآن اتفقا على أن آدم يستحق نار جهنم, وهو نبي من أنبياء الله في القرآن, فالاشواقالبشري منذ بدايته وصفحاته مظلمة وحياته مظلمة والذي ينظر الى داخل نفسه بصدق وأمانة يضيع حلمه الذهبي في تلك الصفحة الذهبية.
وليس من رجاء الا لذلك (الرافض لوجود الله) .. فعدم وجود الله يعني عدم وجود جهنم التي يستحقها كل البشر ويعني عدم وجود مستقبل مظلم
الجميع زاغوا ( اليهودي , المسيحي, المسلم, الملحد) .. الجميع فسدوا.. ليس من يعمل صلاحا .. ليس ولا واحد
الصفحة الثالثة . الصفحة الحمراء
هي صفحة بلون الدم
عندما نظر يوحنا المعمدان – آخر أنبياء اليهود- ورأي المسيح قال " هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" .. وتساءل المسلمون.. حمل؟! هل قدس المسيحيون الخروف مثلما قدس الهندوس البقرة؟!
قال المسيحيون.. بل الحمل هو الذبيحة.. فالمسيح هو الذبيحة.. الموت الذي يحل على واحد ليحيا الجميع
وتساءل المسلمون.. أتشبهون المسيح بحيوان؟!
قال المسيحيون .. بل هو موت بدلي.. مثلما مات خروف عوض عن ابن ابراهيم ولولا الخورف لمات ابن ابراهيم.. بل لقد شبه القرآن ذلك الخروف (بخروف عظيم) ما هو سر عظمته إذا كان مجرد خروف, لقد استمد ذلك الخروف المسكين عظمته من خلال قيمة ما فعل.. فقد تساوت قيمة الخروف بقيمة اسحق’ وذلك لأنه استبدل باسحق (إسماعيل ان شئت) .. ولولا المسيح لهلك البشر جميعا..
من هو المسيح هذا
هو كلمة الله وروح منه, ولن أستخدم أبعد من هذه الكلمات التي يتفق عليها المسيحيون والمسلمون .. وهو الذي لم يعرف خطية ولم يقترفها, والمسلمون والمسيحيون يتفقون على هذا وهو الوحيد الذي لم ينجح الشيطان في هزيمته، وهذا باتفاق المسلمون والمسيحيون معا.
وهذه المواصفات تكفينا
فهو بلا خطية.. لذلك ليس عليه حكم الموت
وهو ليس ابن آدم.. فهو كلمة الله وروح منه.. فلم يرث أي خطية من آدم
وهو هازم الشيطان منذ ولادته وحتى صعوده.
وهو إنسان جاز تحت الآلام مثلنا, عاش وتألم وواجه المشاكل والمؤامرات والرفض.. ولكنه في كل هذا لم يخطئ.. وبدون خطية لا حكم موت.
وبذلك استطاع أن يكون هو الميت عوضا عن كل اسنان محكوم عليه بالموت.
فعدل الله يعني أنه لابد من وجود قصاص للخطية
ورحمة الله جعلت هناك بديل يموت عن الإنسان الخاطئ
وبذلك جعلت هناك مجال لغفران الله يحدث لكل من يطلب الغفران.
وأنارت الطريق لتجعل هناك بصيص من الأمل لتلك الصفحة الذهبية, ليس للمسيحيين فقط . أو للمسلمين فقط, أو لليهود فقط. أو لأي اشواقكان, لأن الله هو خالق الكل ويحب الكل.. وجهز الحمل للكل, والفداء للكل. " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" الانجيل بحسب يوحنا 3: 16 ..
ولكن المسيح مات.. ولا تزال أعماقنا مظلمة.. فهل هناك فائدة من موته,
هنا يأتي دور قراءة الصفحة البيضاء النظيفة في كتاب ليس به أي كلمات .. الى هناك
الصفحة الرابعة . الصفحة البيضاء
"3: 1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود 2 هذا جاء الى يسوع ليلا و قال له يا معلم نعلم انك قد اتيت من الله معلما لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه 3 اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله 4 قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد و هو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد 5 اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله 6 المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح ..."
كيف يولد الإنسان وهو شيخ.. هل يستطيع.. بالتأكيد يستطيع وهي إعلان قبول المسيح في الحياة..
إعلان الموافقة على عمل المسيح.. وعلى الرغم أن المسيح عمل هذا العمل لجميع البشر الا أنه يبق شخصيا، بمعنى أن الاستفادة منه تبق شخصيا. لن تستفيد إذا أعلنت أن المسيح مات عن كل العالم.. ولكن تستفيد إذا قلت شكرايا الهي أنك أرسلت من يموت نيابة عني.. شكرا من أجل أن كل أخطاءي تحملها شخص آخر.. وحكم الموت دفعه إنسان آخر.. اغفر لي أخطاءي وخطاياي.. وليسكن روحك القدوس في داخلي.. نظف ذلك السواد الذي صنعته الخطية في ليبق داخلي نظيفا أبيض مرتب
الله بار وقدوس وأعطانا الفرصة لنكون أبرارا وقديسين، ليس من أعمال فينا ولكن بعمله هو في داخلنا. فقط لا تدع نفسك تحمل فوق طاقتها
الانسان لا يصدق أنه يوجد شخص سدد ثمن خطاياه, لأنه يريد أن يبذل مجهود ويدفع الثمن حتى يحصل على أحلامه الذهبية.. فيصوم ويذكي ويصنع الصلاح.. سعيا وراء ارضاء الله وسعيا لكي يقلل الإظلام الموجود في حياته.. وكل هذا بلا فائدة.. فالسواد عندما يحل لا يدع أي مجال للون آخر للظهور.
ولكن ألا يوجد مجال للأعمال الصالحة؟.. هل نفعل ما يحلوا لنا؟ بالتأكيد لا وهذا دور الصفحة الخضراء.
الصفحة الخامسة : الصفحة الخضراء
هي الصفحة التي ينساها كثير من المسيحيين وهم يحاولون أن يعيشوا الحياة المسيحية, وهي صفحة النمو. فالذي يقبل عمل المسيح يولد من فوق.. والمولود دائما يولد صغيرا ويكبر وينموأ وأي ابن يتوقف عن النمو يصير مصدر حزن لعائلته, ويسمى متخلفا.
المسلم يظن أن المسيحي بعقيدة الفداء ترك الأعمال ويعمل كل ما بدا له لأن هناك من كفر عن خطيته,
ولكن تبق الحقيقة بقبولنا ذلك العمل يكون هناك ما يسمى الولادة الجديدة وبها نعيش وبداخلنا روح الله القدوس الذي يرفض الخطية أن تمكث فينا فنحيا نحن في حالة خضوع لله ولعمله ولمشيئته.
هل الأعمال غير مهمة؟
يقول الرسول يعقوب الإيمان بدون أعمال ميت (يعقوب2: 20)
لقد قدم لنا الرسول يعقوب التسلسل المنطقي فقال:
شاء فولنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه يعقوب 1: 18
من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة 3: 13
أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله.. فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم اقتربوا الى الله فيقترب اليكم .. يعقوب 4: 4-9
ان قبول المسيح يجعل السواد الذي بداخلنا الى صفحة بيضاء ونصير ابناء لله
والأبناء يكبرون بدراسة الكتاب المقدس والصلاة المستمرة لله وعدم التهاون مع أي شر أو خطية, والهروب من ابليس والمعيشة في خضوع كامل لله.
يساعده على ذلك سكنى الروح القدس داخل القلب ذلك الروح الذي يبكت ويساعد ويظهر الثمر فينا (محبة فرح سلام طول أناه لطف صلاح ايمان وداعة تعفف)
وأخيرا يتحول مجرد الأمل الى رجاء أكيد في بلوغ الصفحة الذهبية صفحة أحلامنا بعد أن تحولت أعماقنا من ظلام الخطية الى نور المسيح الذي أشرق في داخلنا
قراءة من صفحات ملونة لكتاب ليس به أي كلمات
هو كتاب صغير إذا فتحته لا تجد فيه حرفا واحدا، كل صفحة من صفحاته لها لون معين. كتاب عجيب صفحاته ذهبية ومظلمة وحمراء وبيضاء وأخيرا خضراء. وعلى الرغم من عدم وجود كلمة فيه فلقد قرأته وترجمته من لغة الألوان الى لغة الكتابة. انه كتاب يلخص رحلة الانسان وحياته. آماله التي يحب أن تؤول اليها حياته, وواقعه المرير... والظروف الرائعة التي تدخلت لتغير من ذلك الواقع المرير ولتعطي في أعماقه رجاء ليحقق من خلالها أحلامه.. هل فهمت من كلماتي شيئا.. ربما .. وربما لا .. فأنا عادة لا أحسن التعبير ولكني سأحاول من خلال قراءتي للكتاب الملون أن أوضح أكثر.
الصفحة الأولى: الصفحة الذهبية
وهي تعبر عن أحلام الإنسان في مستقبل مشرق سعيد.. ينظر اليها اليهودي في ملك ذهبي ومسيح منتظر آت ليملك على اليهود ويحقق آمالهم نرجسية عجيبة أن يكونوا أفضل الناس على وجه الأرض، لأنهم شعب الله المختار بعد أن خذلهم ذلك المسيح الذي عاش قبل الفين عام... وهم ينتظرون ذلك الملك الذهبي وهو أقصى آمالهم وطموحاتهم.
وينظر المسيحي الى الصفحة الذهبية ويتذكر تلك المدينة الذهبية التي يصفها القديس يوحنا في الإصحاح الحادي والعشرين من سفر الرؤيا " ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً لاَ بَحْرَ فِيهَا، لأَنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ الْقَدِيمَتَيْنِ قَدْ زَالَتَا. 2وَأَنَا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ، نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، مُجَهَّزَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا. 3وَسَمِعْتُ صَوْتاً هَاتِفاً مِنَ الْعَرْشِ: «الآنَ صَارَ مَسْكِنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، هُوَ يَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَصِيرُونَ شَعْباً لَهُ. اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهاً لَهُمْ! 4وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ. إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ، لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!»
ما هي مواصفات تلك المدينة " أورشليم الجديدة" .. هي مدينة ذهبية ممتلئة بالأحجار الكريمة وبها نهر صاف من ماء الحياة لامعا كبلور، وهناك أيضا شجرة الحياة ..الخ" يا له من وصف رائع.
هذا هو الحلم المسيحي ( وأنا معهم) وهو ما يقرأة المسيحي في تلك الصفحة الذهبية...
وماذا يقرأ فيها المسلم.. ماذا يرى ؟ .. يرى جنات تجري من تحتها الأنهار... الخ. فقمة أمل المسلم كتعبير أحدهم أن يرضي الله عنه فيعمل أوامره ويتجنب نواهيه فتكون النتيجة الطبيعية – بحسب اعتقاده- الجنة.
انها صفحة رائعة بالنسبة لأصحاب الديانات الثلاث ومواصفاتها هي أقصى أحلام يمكن أن نحصل عليها, ذلك الحلم الذي يعيننا على تقبل الحياة وانتظار الأفضل- والوحيد الذي يقتل ذلك الحلم في داخله.. هو( رافض وجود الله من أساسه).. هو الذي قتل الحلم في داخله مع سبق الاصرار والترصد، ولم يعد في مقدوره انتظار الأفضل.
ولكن هل يبق الأمر مجرد حلم.. هل يمكن أن نثق في دخولنا الى ذلك المكان, أن المسيحي يؤمن بوجود الله داخل هذا المكان واليهودي يؤمن بوجود الملك ( المسيح ) في هذا المكان.. ولا أعرف ان كان المسلم يؤمن بوجود الله في جنته المنتظرة أيضا أم لا..
ولكن الله قدوس.. كلي البر وكلي القداسة.. كلي الطهارة.. وكل شئ في محضره لابد وأن يكون طاهرا.. فهل هذا هو واقع الانسان؟
في الواقع إذا نظرت الى الانسان لشعرت بالاحباط ولتمنيت أن يكون (رافض وجود الله على حق) .. لأن الانسان بحاله هذه لن يتقابل مع قداسة الله وبره فيخبوا الأمل ويتراجع ويتضاءل.. من يستطيع أن يحقق حلمه ويسكن في صفحته الذهبية ايا كانت محتواها؟!!!
انه واقع معتم يدخل بنا الى صفحة أخرى سوداء معتمة .
الصفحة الثانية .. الصفحة السوداء المعتمة
هل قرأتم عن رجال الفاتيكان وفضائحهم التي نشرت مؤخرا؟ .. انهم من المفروض أن يكونوا عنوان للقداسة والطهارة.. قالوا السبب هو نظام الرهبنة الفاشل والذي هو غير موجود في الكتاب.. وأنا أقول ربما.. ولكن هل هذا هو السبب الوحيد؟ ماذا عن المتزوجين ؟ .. قالوا خدعوكم بالاعتماد على الفداء والموت البدلي وبعدها عملوا ما يحسن في أعينهم.. وأنا أقول.. إذا كان الأمر حقيقة فهم خدعوا أنفسهم.. كما أن رجال الفاتيكان لا يؤمنون بأن الموت البدلي هو الوسيلة الوحيدة ، انهم يؤمنون بأهمية الأعمال وأهمية الكنيسة .. وأهمية .. وأهمية .. وأهمية.. كلها أساسيات للخلاص.. وأضافوا الكثير لعقيدة الفداء....
ولكن دعك من هذا كله.. وانظر الى نفسك.. انظر الى أفكارك .. والى نياتك والى ما يحتويه قلبك..
انه السواد يسيطر على كل شئ داخلك.. وفي داخل البشر جميعا رغبة لمحاولة إرضاء الله, فلا يأكلون لحم الخنزير أو لا يشربون الخمر. ويصومون مرتين في الاسبوع، ناهيك عن شهر كامل من الصيام ، والذكاة والعشور...
دعني أهمس في أذنك.. هل كل هذا يحول السواد الى بياض؟ هل قلبك عامر بالمحبة ؟!.. هل الأعمال الصالحة تعطيك الرضى ؟!
لقد كان الكتاب المقدس صادقا فأورد أخطاء حتى الأنبياء, ليعرف الناس أن الجميع خطاه.. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.. الجميع زاغوا وفسدوا لأن الجميع ضعاف.. فقال المسلمون أن الكتاب المقدس محرف لأن الانبياء لا يخطأون, وإذا أخطأوا فلا يفعلون الكبائر.. ولكن نجد في سورة طه 20: 121 " .. وعصى آدم ربه فغوى" وقال المسلمون أن العصيان من الكبائر بدليل قول " ومن يعصي الله ورسوله فإن له نار جهنم"
والكتاب المقدس أيضا قال أن آدم أخطأ .. تكوين 3
فالكتاب المقدس والقرآن اتفقا على أن آدم يستحق نار جهنم, وهو نبي من أنبياء الله في القرآن, فالاشواقالبشري منذ بدايته وصفحاته مظلمة وحياته مظلمة والذي ينظر الى داخل نفسه بصدق وأمانة يضيع حلمه الذهبي في تلك الصفحة الذهبية.
وليس من رجاء الا لذلك (الرافض لوجود الله) .. فعدم وجود الله يعني عدم وجود جهنم التي يستحقها كل البشر ويعني عدم وجود مستقبل مظلم
الجميع زاغوا ( اليهودي , المسيحي, المسلم, الملحد) .. الجميع فسدوا.. ليس من يعمل صلاحا .. ليس ولا واحد
الصفحة الثالثة . الصفحة الحمراء
هي صفحة بلون الدم
عندما نظر يوحنا المعمدان – آخر أنبياء اليهود- ورأي المسيح قال " هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" .. وتساءل المسلمون.. حمل؟! هل قدس المسيحيون الخروف مثلما قدس الهندوس البقرة؟!
قال المسيحيون.. بل الحمل هو الذبيحة.. فالمسيح هو الذبيحة.. الموت الذي يحل على واحد ليحيا الجميع
وتساءل المسلمون.. أتشبهون المسيح بحيوان؟!
قال المسيحيون .. بل هو موت بدلي.. مثلما مات خروف عوض عن ابن ابراهيم ولولا الخورف لمات ابن ابراهيم.. بل لقد شبه القرآن ذلك الخروف (بخروف عظيم) ما هو سر عظمته إذا كان مجرد خروف, لقد استمد ذلك الخروف المسكين عظمته من خلال قيمة ما فعل.. فقد تساوت قيمة الخروف بقيمة اسحق’ وذلك لأنه استبدل باسحق (إسماعيل ان شئت) .. ولولا المسيح لهلك البشر جميعا..
من هو المسيح هذا
هو كلمة الله وروح منه, ولن أستخدم أبعد من هذه الكلمات التي يتفق عليها المسيحيون والمسلمون .. وهو الذي لم يعرف خطية ولم يقترفها, والمسلمون والمسيحيون يتفقون على هذا وهو الوحيد الذي لم ينجح الشيطان في هزيمته، وهذا باتفاق المسلمون والمسيحيون معا.
وهذه المواصفات تكفينا
فهو بلا خطية.. لذلك ليس عليه حكم الموت
وهو ليس ابن آدم.. فهو كلمة الله وروح منه.. فلم يرث أي خطية من آدم
وهو هازم الشيطان منذ ولادته وحتى صعوده.
وهو إنسان جاز تحت الآلام مثلنا, عاش وتألم وواجه المشاكل والمؤامرات والرفض.. ولكنه في كل هذا لم يخطئ.. وبدون خطية لا حكم موت.
وبذلك استطاع أن يكون هو الميت عوضا عن كل اسنان محكوم عليه بالموت.
فعدل الله يعني أنه لابد من وجود قصاص للخطية
ورحمة الله جعلت هناك بديل يموت عن الإنسان الخاطئ
وبذلك جعلت هناك مجال لغفران الله يحدث لكل من يطلب الغفران.
وأنارت الطريق لتجعل هناك بصيص من الأمل لتلك الصفحة الذهبية, ليس للمسيحيين فقط . أو للمسلمين فقط, أو لليهود فقط. أو لأي اشواقكان, لأن الله هو خالق الكل ويحب الكل.. وجهز الحمل للكل, والفداء للكل. " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" الانجيل بحسب يوحنا 3: 16 ..
ولكن المسيح مات.. ولا تزال أعماقنا مظلمة.. فهل هناك فائدة من موته,
هنا يأتي دور قراءة الصفحة البيضاء النظيفة في كتاب ليس به أي كلمات .. الى هناك
الصفحة الرابعة . الصفحة البيضاء
"3: 1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود 2 هذا جاء الى يسوع ليلا و قال له يا معلم نعلم انك قد اتيت من الله معلما لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه 3 اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله 4 قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد و هو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد 5 اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله 6 المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح ..."
كيف يولد الإنسان وهو شيخ.. هل يستطيع.. بالتأكيد يستطيع وهي إعلان قبول المسيح في الحياة..
إعلان الموافقة على عمل المسيح.. وعلى الرغم أن المسيح عمل هذا العمل لجميع البشر الا أنه يبق شخصيا، بمعنى أن الاستفادة منه تبق شخصيا. لن تستفيد إذا أعلنت أن المسيح مات عن كل العالم.. ولكن تستفيد إذا قلت شكرايا الهي أنك أرسلت من يموت نيابة عني.. شكرا من أجل أن كل أخطاءي تحملها شخص آخر.. وحكم الموت دفعه إنسان آخر.. اغفر لي أخطاءي وخطاياي.. وليسكن روحك القدوس في داخلي.. نظف ذلك السواد الذي صنعته الخطية في ليبق داخلي نظيفا أبيض مرتب
الله بار وقدوس وأعطانا الفرصة لنكون أبرارا وقديسين، ليس من أعمال فينا ولكن بعمله هو في داخلنا. فقط لا تدع نفسك تحمل فوق طاقتها
الانسان لا يصدق أنه يوجد شخص سدد ثمن خطاياه, لأنه يريد أن يبذل مجهود ويدفع الثمن حتى يحصل على أحلامه الذهبية.. فيصوم ويذكي ويصنع الصلاح.. سعيا وراء ارضاء الله وسعيا لكي يقلل الإظلام الموجود في حياته.. وكل هذا بلا فائدة.. فالسواد عندما يحل لا يدع أي مجال للون آخر للظهور.
ولكن ألا يوجد مجال للأعمال الصالحة؟.. هل نفعل ما يحلوا لنا؟ بالتأكيد لا وهذا دور الصفحة الخضراء.
الصفحة الخامسة : الصفحة الخضراء
هي الصفحة التي ينساها كثير من المسيحيين وهم يحاولون أن يعيشوا الحياة المسيحية, وهي صفحة النمو. فالذي يقبل عمل المسيح يولد من فوق.. والمولود دائما يولد صغيرا ويكبر وينموأ وأي ابن يتوقف عن النمو يصير مصدر حزن لعائلته, ويسمى متخلفا.
المسلم يظن أن المسيحي بعقيدة الفداء ترك الأعمال ويعمل كل ما بدا له لأن هناك من كفر عن خطيته,
ولكن تبق الحقيقة بقبولنا ذلك العمل يكون هناك ما يسمى الولادة الجديدة وبها نعيش وبداخلنا روح الله القدوس الذي يرفض الخطية أن تمكث فينا فنحيا نحن في حالة خضوع لله ولعمله ولمشيئته.
هل الأعمال غير مهمة؟
يقول الرسول يعقوب الإيمان بدون أعمال ميت (يعقوب2: 20)
لقد قدم لنا الرسول يعقوب التسلسل المنطقي فقال:
شاء فولنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه يعقوب 1: 18
من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة 3: 13
أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله.. فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم اقتربوا الى الله فيقترب اليكم .. يعقوب 4: 4-9
ان قبول المسيح يجعل السواد الذي بداخلنا الى صفحة بيضاء ونصير ابناء لله
والأبناء يكبرون بدراسة الكتاب المقدس والصلاة المستمرة لله وعدم التهاون مع أي شر أو خطية, والهروب من ابليس والمعيشة في خضوع كامل لله.
يساعده على ذلك سكنى الروح القدس داخل القلب ذلك الروح الذي يبكت ويساعد ويظهر الثمر فينا (محبة فرح سلام طول أناه لطف صلاح ايمان وداعة تعفف)
وأخيرا يتحول مجرد الأمل الى رجاء أكيد في بلوغ الصفحة الذهبية صفحة أحلامنا بعد أن تحولت أعماقنا من ظلام الخطية الى نور المسيح الذي أشرق في داخلنا
Click this bar to view the full image. |