نظرة لما حولنا من حوارات ..
- كنت أتابع القنوات
الفضائية لمتابعة ما يجرى من أحداث ساخنة فى عالمنا العربى وفتحت على احدى
القنوات الفضائية وكان فيها حوارأ تلفزيونى بين اثنين يفصل بينهما مقدم
البرنامج ولقد صدمنى كم الشتائم والعراك والمقاطعة فى الحديث بين
المتحاوريين ولم يتبقى الا ان يتطاحنا وكأنهما فى حلبة
الملاكمة ، ان هذة المناظرة هى صورة مصغرة لما يجرى فى الشارع العربى من
مظاهرات مؤيدة ومعارضة تستخدم فيها الهراوات والاسلحة والسباب ، كما انها
صورة لما نراه من حوار الطرشان فى بيوتنا ومقاهينا وشوارعنا ، فكم من
حوارات نجد فيها المقاطعة والاستهزاء وتقليل قيمة الرأى الاخر وكأننا لسنا
أهل رقى وحضارة وأدب راقى ! .
-
ان الحوار والإحترام واستخدام المنطق والأقناع هى سمة التحضر والرقى ولم
يعد أسلوب إصدار الأوامر والنواهى الا لغة الجهلة والضعفاء ، اننا داخل
البيوت وفى وسائل الإعلام والمنابر واللقاءات الخاصة والعامة نحتاج لمن
يحترم الإخرين ويقنعهم فى عصر تتاح فيه المعرفة للصغير قبل الكبير ،
وللشباب قبل الشيوخ ويجب علينا ان نكون مقُنعين ومقتنعين باهمية الحوار
المتمدن ، حتى لا نصل بالأخر الى التمرد والرفض والعناد والأصرار ثم الثورة
على تحجر الاراء وان كان الله لا يفرض علينا الإيمان بل يستخدم الأقناع
والنصح فكيف للبعض ان ينصبوا انفسهم فوق مستوى الله بدكتاتورية كاذبة وحتى
باسم الله لا يجب ان نرهب الاخرين بل نرغبهم فى الدين ونجذبهم الى الله
بربط المحبة والأقناع.
-
اننا نحتاج للتذكير والتذكر اننا فى عالم يموج بالأفكار والأراء والاحزاب
والاديان والاعراق وكل واحد منا يريد ان يكسب مؤيدين لفكره ورايه ونحن لهذا
نحتاج للحوار اما لتوصيل فكرنا او لتأييد موقفنا او للوصول لقاسم مشترك من
الأفكار والاراء ولا يمكننا الغاء راى الأخر او تهميشه بل يجب ان نحترم
الأخرين وارائهم ان اردنا ان يكون لنا الأحترام والقبول .
كن مستمعاً طيباً ان اردت ان تكون متحدثاً لبقاً ..
لقد خلق الله لنا أذنين وفم واحد
لنتكلم أقل مما نسمع وهذا يثرى فكرنا ويغذى عقولنا ويكسبنا أحترام الأخرين
.وان اردت ان تكون متحدثاً لبقاً ، فكن مستمعاً جيداً . استمع لاراء
الاخرين وأفكارهم وحتى ان كنت مقتنعاً بصحة فكرك فلا يعنى هذا ان الأخر
مخطئ فلكل إنسان قناعته الشخصية التى ليس من اللأئق ان تسفه منها ، قد يكون
فكرك صحيح قابل للخطأ وقد يكون فكر الاخر هكذا ايضاً فنحن بشر ولسنا
معصومين من الأخطاء فى عصر ليس كل المعطيات والاسباب والمعرفة فى أمكاننا ،
وحتى ان كسبت جدالاً فلا تخسر قلب محدثك وتظهر بمظهر المنتصر فقد تبرهن لك
الأيام خطأ رايك أو صحته وتكون كسبت صديقاً قد تجده وقت الشدة .لهذا يقول
لنا الكتاب المقدس ان على رابح النفوس ان يكون حكيماً ويربح الناس بالحكمة
ويريحهم ويستمع اليهم { هل مسرة الرب بالمحرقات و الذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة و الاصغاء افضل من شحم الكباش} (1صم 15 : 22).
عليك باللطف واللين والتقدير...
كان
شخص يسير يوما وهو يلبس معطفا ثقيلاً وتحاورتا الشمس والريح على من يستطيع
ان يجعل الرجل ينزع معطفه ، زمجرت الريح بكل قوتها والرجل يتمسك أكثر
بالمعطف وفشلت الريح بقوتها ، تقدمت الشمس باشعتها الدافئه تشرق بلطف على
الرجل فما كان منه الإ ان نزع المعطف واستمتع بدفء الشمس .هكذا انت يا
عزيزى ان اردت ان تجنى العسل لا ينبغى ان تحطم خلية النحل ، كن لطيفاً فى
حوارك ، رقيقاً فى كلماتك ، ليناً مع الأخرين طيب المعشر {الجواب اللين يصرف الغضب و الكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1).
فليس بالقوة وعلو الصوت تكسب حواراً بل بالإقناع والوداعة والمنطق لقد جاء
عن السيد المسيح انه وديع متواضع القلب وبالوداعة كان يكسب القلوب
وبالتواضع والمحبة كان يجذب الناس الى محبته حتى شهد له الأعداء قبل
الإتباع والاصدقاء بقولة الصدق فى تواضع ورقة ولهذا دعانا ان نتعلم منه {تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 : 29).
الحوار لا يعنى توافق الاراء او الغاء الأخر .. ان
حواراتنا مع الإخرين لا يعنى وصولنا الى تطابق او توافق الاراء ، قد نحتاج
الى وقت لكى ينضج الفكر او من خلال تبادل الحوار تتولد فكرة جديده أفضل ،
اننا لا يجب ان نتعصب لفكرة ما بقدر أنحيازنا الى الحقائق وباسلوب حضارى لا
يفرضها على الإخر ، وليس عدم قبولي برايك معناه انى ضدك ودون ان نلجأ
لشريعة الغاب والعنف اللفظى او الايذاء ولكن مجرد النقاش نفسه
وعرض الأفكار على الطرف أو الأطراف المقابلة وقيام الأخيرين بتسلّم هذه
الأفكار بصدر رحب ونفسية إيجابية فهذا بحد ذاته غاية توفّر التعددية
المطلوبة في المجتمعات التي تكفل الحرية فيها للجميع، وترفقنا بالإخر يبعد عنا الضغينة والأحقاد ويجبر الناس على إحترامنا وقبولنا .
التنوع فى الطبيعة والحياة يعلمنا ..
اننا
اذ ننظر حولنا للحقول والزهور والبيوت وحتى فى جسم الانسان نرى التنوع من
سنن الحياة وهذا ما يثرى الحياة ويغنيها ويذيدها جمالاً وبهاء ، لايوجد
انسان على ظهر الإرض تماثل بصمته بصمة الإخر ، نحن فى العالم العربى
حضارتنا تتميز بالتنوع الفكرى والثقافى والدينى والعرقى والمذهبى ولقد تسبب
عدم قبول الإخر والمختلف عبر التاريخ فى كوارث وانشقاقات كنا
ومازلنا فى غنى عنها بل واحوج ما نكون الي تجنبها ، نحن احوج الناس الى
أحترام أنفسنا ومن هم حولنا ومن لا نستطيع ان نتخذه صديقا يجب ان لا نجعله
عدواً . نحتاج الى فكر مشترك يتسع لقبول المختلف عنا فى الرأي او المعتقد
او الفكر او العرق او الدين ، نحتاج لكل يد تبنى فى المجتمع ، كلنا لنا
ألسنة وعقول ونستطيع ان نعرض ارائنا دون تهديد او وعيد ولا تصفية للمختلف
ونفى له فالتعدد والتنوع سمة العصر والحياة والطبيعه. وهذا الاسلوب الراقى واحترام الإخر نحتاجة فى
البيوت والمقاهى والشوارع قبل وسائل الإعلام من صحف واذاعة وتلفزيون لما
لها من دور فى توجيه الذوق والراى العام ، نحتاج للأحترام والمنطق والقبول
فى الجوامع والكنائس ، فى المدارس وكتب التعليم ، والا نجد أنفسنا نتخلف
ونتراجع ليست عن روح العصر فقط بل فى مختلف مجالات الحياة .
[/center]- كنت أتابع القنوات
الفضائية لمتابعة ما يجرى من أحداث ساخنة فى عالمنا العربى وفتحت على احدى
القنوات الفضائية وكان فيها حوارأ تلفزيونى بين اثنين يفصل بينهما مقدم
البرنامج ولقد صدمنى كم الشتائم والعراك والمقاطعة فى الحديث بين
المتحاوريين ولم يتبقى الا ان يتطاحنا وكأنهما فى حلبة
الملاكمة ، ان هذة المناظرة هى صورة مصغرة لما يجرى فى الشارع العربى من
مظاهرات مؤيدة ومعارضة تستخدم فيها الهراوات والاسلحة والسباب ، كما انها
صورة لما نراه من حوار الطرشان فى بيوتنا ومقاهينا وشوارعنا ، فكم من
حوارات نجد فيها المقاطعة والاستهزاء وتقليل قيمة الرأى الاخر وكأننا لسنا
أهل رقى وحضارة وأدب راقى ! .
-
ان الحوار والإحترام واستخدام المنطق والأقناع هى سمة التحضر والرقى ولم
يعد أسلوب إصدار الأوامر والنواهى الا لغة الجهلة والضعفاء ، اننا داخل
البيوت وفى وسائل الإعلام والمنابر واللقاءات الخاصة والعامة نحتاج لمن
يحترم الإخرين ويقنعهم فى عصر تتاح فيه المعرفة للصغير قبل الكبير ،
وللشباب قبل الشيوخ ويجب علينا ان نكون مقُنعين ومقتنعين باهمية الحوار
المتمدن ، حتى لا نصل بالأخر الى التمرد والرفض والعناد والأصرار ثم الثورة
على تحجر الاراء وان كان الله لا يفرض علينا الإيمان بل يستخدم الأقناع
والنصح فكيف للبعض ان ينصبوا انفسهم فوق مستوى الله بدكتاتورية كاذبة وحتى
باسم الله لا يجب ان نرهب الاخرين بل نرغبهم فى الدين ونجذبهم الى الله
بربط المحبة والأقناع.
-
اننا نحتاج للتذكير والتذكر اننا فى عالم يموج بالأفكار والأراء والاحزاب
والاديان والاعراق وكل واحد منا يريد ان يكسب مؤيدين لفكره ورايه ونحن لهذا
نحتاج للحوار اما لتوصيل فكرنا او لتأييد موقفنا او للوصول لقاسم مشترك من
الأفكار والاراء ولا يمكننا الغاء راى الأخر او تهميشه بل يجب ان نحترم
الأخرين وارائهم ان اردنا ان يكون لنا الأحترام والقبول .
كن مستمعاً طيباً ان اردت ان تكون متحدثاً لبقاً ..
لقد خلق الله لنا أذنين وفم واحد
لنتكلم أقل مما نسمع وهذا يثرى فكرنا ويغذى عقولنا ويكسبنا أحترام الأخرين
.وان اردت ان تكون متحدثاً لبقاً ، فكن مستمعاً جيداً . استمع لاراء
الاخرين وأفكارهم وحتى ان كنت مقتنعاً بصحة فكرك فلا يعنى هذا ان الأخر
مخطئ فلكل إنسان قناعته الشخصية التى ليس من اللأئق ان تسفه منها ، قد يكون
فكرك صحيح قابل للخطأ وقد يكون فكر الاخر هكذا ايضاً فنحن بشر ولسنا
معصومين من الأخطاء فى عصر ليس كل المعطيات والاسباب والمعرفة فى أمكاننا ،
وحتى ان كسبت جدالاً فلا تخسر قلب محدثك وتظهر بمظهر المنتصر فقد تبرهن لك
الأيام خطأ رايك أو صحته وتكون كسبت صديقاً قد تجده وقت الشدة .لهذا يقول
لنا الكتاب المقدس ان على رابح النفوس ان يكون حكيماً ويربح الناس بالحكمة
ويريحهم ويستمع اليهم { هل مسرة الرب بالمحرقات و الذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة و الاصغاء افضل من شحم الكباش} (1صم 15 : 22).
عليك باللطف واللين والتقدير...
كان
شخص يسير يوما وهو يلبس معطفا ثقيلاً وتحاورتا الشمس والريح على من يستطيع
ان يجعل الرجل ينزع معطفه ، زمجرت الريح بكل قوتها والرجل يتمسك أكثر
بالمعطف وفشلت الريح بقوتها ، تقدمت الشمس باشعتها الدافئه تشرق بلطف على
الرجل فما كان منه الإ ان نزع المعطف واستمتع بدفء الشمس .هكذا انت يا
عزيزى ان اردت ان تجنى العسل لا ينبغى ان تحطم خلية النحل ، كن لطيفاً فى
حوارك ، رقيقاً فى كلماتك ، ليناً مع الأخرين طيب المعشر {الجواب اللين يصرف الغضب و الكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1).
فليس بالقوة وعلو الصوت تكسب حواراً بل بالإقناع والوداعة والمنطق لقد جاء
عن السيد المسيح انه وديع متواضع القلب وبالوداعة كان يكسب القلوب
وبالتواضع والمحبة كان يجذب الناس الى محبته حتى شهد له الأعداء قبل
الإتباع والاصدقاء بقولة الصدق فى تواضع ورقة ولهذا دعانا ان نتعلم منه {تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 : 29).
الحوار لا يعنى توافق الاراء او الغاء الأخر .. ان
حواراتنا مع الإخرين لا يعنى وصولنا الى تطابق او توافق الاراء ، قد نحتاج
الى وقت لكى ينضج الفكر او من خلال تبادل الحوار تتولد فكرة جديده أفضل ،
اننا لا يجب ان نتعصب لفكرة ما بقدر أنحيازنا الى الحقائق وباسلوب حضارى لا
يفرضها على الإخر ، وليس عدم قبولي برايك معناه انى ضدك ودون ان نلجأ
لشريعة الغاب والعنف اللفظى او الايذاء ولكن مجرد النقاش نفسه
وعرض الأفكار على الطرف أو الأطراف المقابلة وقيام الأخيرين بتسلّم هذه
الأفكار بصدر رحب ونفسية إيجابية فهذا بحد ذاته غاية توفّر التعددية
المطلوبة في المجتمعات التي تكفل الحرية فيها للجميع، وترفقنا بالإخر يبعد عنا الضغينة والأحقاد ويجبر الناس على إحترامنا وقبولنا .
التنوع فى الطبيعة والحياة يعلمنا ..
اننا
اذ ننظر حولنا للحقول والزهور والبيوت وحتى فى جسم الانسان نرى التنوع من
سنن الحياة وهذا ما يثرى الحياة ويغنيها ويذيدها جمالاً وبهاء ، لايوجد
انسان على ظهر الإرض تماثل بصمته بصمة الإخر ، نحن فى العالم العربى
حضارتنا تتميز بالتنوع الفكرى والثقافى والدينى والعرقى والمذهبى ولقد تسبب
عدم قبول الإخر والمختلف عبر التاريخ فى كوارث وانشقاقات كنا
ومازلنا فى غنى عنها بل واحوج ما نكون الي تجنبها ، نحن احوج الناس الى
أحترام أنفسنا ومن هم حولنا ومن لا نستطيع ان نتخذه صديقا يجب ان لا نجعله
عدواً . نحتاج الى فكر مشترك يتسع لقبول المختلف عنا فى الرأي او المعتقد
او الفكر او العرق او الدين ، نحتاج لكل يد تبنى فى المجتمع ، كلنا لنا
ألسنة وعقول ونستطيع ان نعرض ارائنا دون تهديد او وعيد ولا تصفية للمختلف
ونفى له فالتعدد والتنوع سمة العصر والحياة والطبيعه. وهذا الاسلوب الراقى واحترام الإخر نحتاجة فى
البيوت والمقاهى والشوارع قبل وسائل الإعلام من صحف واذاعة وتلفزيون لما
لها من دور فى توجيه الذوق والراى العام ، نحتاج للأحترام والمنطق والقبول
فى الجوامع والكنائس ، فى المدارس وكتب التعليم ، والا نجد أنفسنا نتخلف
ونتراجع ليست عن روح العصر فقط بل فى مختلف مجالات الحياة .
[center]للأب القمص / أفرايم الاورشليمى