ابحث عن الحافَّة المُشرِقة للغمام

تعوَّد أنْ تبحث في الحافَّة المُشرِقة للغمام, وعندما تجِدها, استمِر في التطلُّع إليها, بدلاً مِن التطلُّع في اللون الرصاصِي الرمادِي في الوسط.
لا تستسلِم للإحباط مهما كان ما يضغطك أو يكتنفك أوْ يحيط بك.
النَّفس اليائسة بائسة.
... الشخص القانِط لا يُمكنه أنْ يقاوِم خداعات العدوّ وهو على هذا الحال,
كما لا يُمكنه أنْ يشمَل الآخَرِين بالصلاة.
اِهرب مِنْ كلّ عَرَض لهذا العدوّ المُميت كما لَوْ كنتَ تهرب مِنْ أفعى,
ولا تتأخَّر عنْ أنْ تُدِير ظهرك له, إلاَّ إذا كنتَ تُرِيد أنْ تعضَّ التُراب مِنْ جَرَّاء هزيمة نكراء.
اِبحث عنْ مواعيد الله, وقُل يصوت عالٍ لكلّ منها:
”هذا الوعد لي“.
وإنْ كنتَ لا تزال تُعاني مِنْ شعور الشكّ والإحباط,
فاسكب قلبك أمام الله واسألهُ أنْ يُوبِّخ المعانِد الذي لا يكف عن التنكيد عليك بلا رحمَة.
وفي نفس اللحظة التي يتحوَّل فيها قلبك عنْ كلّ أعراض عدم الثقة والإحباط, فإنَّ الروح القُدُس سوف يُنعِش إيمانك وبنفُخ في روحك قُوَّة إلهيَّة.
قدْ لا تكون مُدرِكًا لهذا في البداية,
ولكن فيما أنتَ عاقد النِيَّة وصلبٌ لا تلين في أنْ تنتهِر كلّ مَيْل نحو الشكّ والاكتئاب اللذين يُهاجِمانك,
فإنَّك سوف تُدرِك للتو أنَّ قُوَّات الظلمة تندحِر.
إنْ كلّ ما يُنسَب إلى عجائِب وقُوَّة الأُلوهة, إنَّما هو إلى جانِب أضعَف مُؤمِن,
هذا الذي في اسم المسيح,
وفي إيمان طفولي بسيط,
يستسلِم لله ويتَّجِه نحوه مُستمِدًّا منه المعونة والإرشاد.
(مختارات)
مِرارًا كثِيرة عندما يسألنا أحَد: كيفَ يسِير الحال, أوْ كيفَ حالك الآن, نُجيب: "كلَ شيء على ما يُرام, بحسب الظروف". رُبَّما قدْ يوجَد سبب لهذه الإجابة, ولكن كقول دقيق وحازِم, فإنَّ الإنسان المسيحي لا يحتاج أبدًا أنْ يعيش: ”تحتَ أوْ حَسَب الظروف“, لأنَّ الله قدْ مكَّنه أنْ يعيش فوق الظروف.
هـ. و. جوكِل
H. W. Gockel

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"See More